أجرى أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد سلسلة من الاتصالات بهدف التوصل لوقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، حيث أجرى اتصالاً بسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، ومدير فرع المخابرات في الجنوب العميد خضر حمود، وقادة الأحزاب اللبنانية، وقادة الفصائل الفلسطينية، وقادة القوة الأمنية الفلسطينية في المخيم. يشار إلى أنه  تم إقرار وقف اطلاق النار عند الساعة الواحدة ظهراً.
كما أجرى سعد سلسلة من المقابلات التلفزيونية والإذاعية تحدث فيها عن الأحداث الأخيرة في المخيم، حيث أوضح أن الأحداث التي حصلت مؤخراً في مخيم عين الحلوة قد افتعلتها جماعات إرهابية  تسببت باشتباكات عنيفة انعكست على الوضع في مخيم عين الحلوة وجواره،  الأمر الذي  اضطرالسكان من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن سكان تعمير عين الحلوة،  للنزوح الى مناطق آمنة. يضاف الى ذلك سقوط عدد من الضحايا و ووقوع أضرار مادية كبيرة. كما انعكس  ذلك على مدينة صيدا على المستوى الأمني والتجاري وغيره من المستويات.
وأكد سعد أن هذه الجماعات تقوم بدور خارج الإجماع الوطني الفلسطيني، ومختلف تماماً عن دور المخيم والفصائل في تعزيز النضال الوطني الفلسطيني، وفي المقدمة حق العودة، فهذه الجماعات تنفذ أجندا خاصة بها تخدم المخططات الصهيونية، كما تسقط القضية الفلسطينية، وتهدد وجود المخيم نفسه في حال لم يتم التصدي.
وأشار سعد الى عدة عوامل تساعد على حماية أمن المخيمات وحماية نضال الشعب الفلسطيني، من بينها: أن تستعيد منظمة التحرير دورها بشكل كامل في المخيم، وأن يكون هناك مزيد من الاهتمام من قبل الفصائل الفلسطينية بأوضاع المخيمات، وبخاصة أن  مخيم عين الحلوة وهو على خط المقاومة جغرافياً وتاريخياً كونه يعبر عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، وأي مساس به يعتبر مساساً بخط المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية والفلسطينية.
يضاف الى هذه العوامل سياسة الحكومات اللبنانية تجاه المخيمات التي تركز فقط على الجانب الأمني، وتتعاطى معها على أنها بؤر أمنية تشكل خطراً على الأمن اللبناني، لافتاً  الى اهمية أن تتعاطى الحكومة اللبنانية مع المخيم بانسانية، و أن يراعى وجود شعب فلسطيني له حقوق ومن واجب الحكومة أن تدعم نضاله لا أن تكون عائقاً أمامه، وأن توفر له الظروف المناسبة لتعزيز نضاله الوطني .
وأشار سعد الى أن سياسات التضييق من قبل الحكومة  تنشئ عند الشعب الفلسطيني أولويات أخرى مرتبطة بالأمن وبحاجاته اليومية مما يؤثر على ترتيب أولويات النضال لديه.
يضاف الى ذلك التآمر الدولي والاقليمي والعربي والمحلي على قضية الشعب الفلسطيني، إضافة الى تراجع وتقلص خدمات الأنروا تجاه الشعب الفلسطيني، ومحاولات الأنروا للانسحاب من هذه الرعاية الدولية للاجئين الفلسطينيين تمهيداً للتخلي الكامل عن هذه الرعاية.

و رداً على السؤال  : هل أن الشباب الفلسطيني عرضة للدخول بالحركات المتطرفة؟ أجاب سعد:
" بالطبع يأتي ذلك نتيجة القهر الذي تحدثنا عنه، كما أن هناك مسؤولية تقع على منظمة التحرير وعلى الدولة اللبنانية والأونروا، وبالتأكيد  بالدرجة الأولى المسؤولية تقع على الجماعات الإرهابية ودورها في تخريب واستغلال هذه الظروف لتنفيذ مخططاتها. من هنا اهمية  ضرورة تعزيز دور القوى الوطنية داخل المخيم.

ورداً على السؤال:
إلى أي مدى تستطيع فتح مع  المنظمات الأخرى أن تمسك بأمن المخيم؟
قال سعد: الانقسام الفلسطيني يلعب دوراً سلبياً في إضعاف الخيارات الوطنية .
والضغط على الأنروا، وعلى القيادة الفلسطينية، و على الحكومة اللبنانية للقيام بواجباتها . ومن الضروري ايجاد حل لمشكلة الانقسام الفلسطيني، فالتضامن بين القوى الفلسطينية بوجه ظاهرة الإرهاب وأجندتها التي تريد أخذ الوضع الفلسطيني الى مشروعها الخاص، وزجه في الصراع الطائفي والمذهبي بالتعاون مع الجماعات الإرهابية في البلدان الأخرى، مثل سوريا والعراق. وفي حال تمكنت هذه الجماعات من أخذ المخيم الى مسارها تنزل ضربة  للنضال الفلسطيني  ما يفرض  المسؤولية على منظمة التحرير وعلى رأسها فتح وعلى التحالف الفلسطيني وعلى رأسه حركة حماس.

ورداً على السؤال: هل تتخوفون من أن يصبح مخيم عين الحلوة نهر بارد جديد وهل سيضطر الجيش الدخول الى المخيم؟.
قال سعد: يجب أن ننبه الجميع بمن فيهم السلطة، ألا تستسهل هذا الامر إلا إذا أراد البعض تمرير الأجندة الإسرائيلية، فشطب أي مخيم هو خدمة لأجندة اسرائيلة أميركية  رجعية عربية تحاول ان تنهي قضية اللاجئين.

ورداً على سؤال: هل الإمساك بالأسير له علاقة بالأحداث ؟
قال سعد: هذه الجماعات كانت توفر الحماية للأسير وجماعته، بمن فيهم المطلوب فضل شاكر، ولكن لا اعتقد أن هذا الصدام له علاقة مباشرة . لكن هناك اسباب أخرى،  من بينها محاولات أخذ المخيم الى خيارات أخرى وتوظيفها بغير الاتجاه الوطني الفلسطيني.