×

كنيسة فلوريدا مصرة على حرق المصاحف

التصنيف: تقارير

2010-09-09  04:59 ص  1002

 

وجه وزير العمل بطرس حرب رسالة الى القس في الكنيسة المعمدانية الأميركية تيري جونز الذي دعا إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم أمام الملأ في الذكرى التاسعة لإعتداءات 11 ايلول في الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً: "لقد قرأت دعوتك إلى إحراق القرآن الكريم على الملأ، كما اطلعت على ما قلته في شأن رأيك في الإسلام. واستغربت الأمر لأنك قس تشرف على كنيسة محلية في فلوريدا، فتساءلت، وأنا اللبناني المسيحي الماروني: ما عسى أن تكون غايتك من تلك الدعوة وأنت قسيس في كنيسة مسيحية أميركية؟".
أضاف: "تساءلت عما إذا كنت حقاً كاهناً مسيحياً يخدم الله الذي دعا إلى المحبة والسلام بين البشر لا إلى العنف والحروب وبث الأحقاد وإذكاء النعرات، وتأجيج الصراعات بين الأديان والحضارات؟ وتساءلت ما إذا كنت تدرك فداحة خطيئتك تجاه السيد المسيح الذي تألم وصلب ومات فداء عن البشرية جمعاء، وقابل جلاديه بالصفح عنهم والغفران، وأنت تشرف على خدمة كنيسته؟. ثم ما علاقة الدين والقرآن بأحداث 11 أيلول المشؤوم حتى تنادي بإحراق القرآن وقد ارتكبها مجرمون خارجون على الإسلام؟ ألا يوجد بين المسيحيين كما بين المسلمين والمنتمين إلى الديانات الأخرى أشخاص يميلون إلى الإرهاب والعنف؟ هذا في الوقت الذي تبشر الأديان السماوية المتنوعة بالتسامح والمحبة والسلام. وهل تعتقد أن الذين تريد إحراق القرآن الكريم إنتقاماً منهم، فعلوا ما فعلوه في11 ايلول بوحي من القرآن ومن تعاليم الله عز وجل أو بوحي شيطاني عنيف ينبذه الإسلام والبشرية كلها؟".
وتابع: "لعلك، وأنت القس المقيم في بلاد بعيدة عن التنوع الديني والطائفي، لا تدرك أنك بعملك هذا تضرب القيم الروحية والحضارية والإجتماعية التي نعيشها في لبنان، حيث ترتفع قبة الكنيسة وفي محاذاتها مئذنة المسجد. هذا يسبح للمسيح، وذلك يوحد الله، في عيش واحد وتناغم فريد، مما يجعلني غير قادر على تفهم دعوتك المستهجنة والتي لا تتوافق مع أي من المفاهيم السماوية ولا تتآلف مع تعاليم الكنيسة الداعية إلى المحبة والتسامح والسلام".
واشار الى أن "ما يدعو الى الأسف أكثر، أن تكون الدعوة صادرة عن كاهن يفترض به أن يبشر بالمسيح وتعاليمه التي تدعو إلى المحبة والتسامح والقبول بالغير، وأن يكون البغض والعنف بعيدا من فكره وقلبه"، متسائلاً "كيف يمكن لمواطن أميركي، تزعم دولته أنها رائدة الديموقراطية في العالم، ألا يتسع صدره لمعتقد يختلف عن معتقده، ورأي يخالف رأيه ليوجه الإهانة إلى من يعتنق ديناً غير دينه، هذا في الوقت الذي يتسع صدر مجتمعه لقبوله وقبول عقيدة دينية لا يتجاوز عدد أتباعها الخمسين شخصاً فقط؟".
وختم: "أخيرا، لا يمكنني لكوني مسيحياً أن أقبل دعوة شخص الى اهانة ديانة سماوية أخرى بإسم المسيحية، وهو لا يمثل إلا رأي خمسين شخصاً من أصل ثلاثة مليارات مسيحي. لذلك أدعوك إلى إلغاء دعوتك المستغربة بالنظر الى الضرر المعنوي الذي ستسببه للحياة المشتركة التي يعيشها المسيحيون والمسلمون في العالم عموماً، ومسيحيو لبنان ومسلموه خصوصاً، وهي صيغة الحياة الصالحة للحياة الديموقراطية وللعيش المشترك بين طوائف وعقائد مختلفة".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا