محمود زيات الديار
كل ما انجزته القوى والفصائل الفلسطينية في شأن ملف الفار فضل شمندور الملقب بـ «فضل شاكر»، الذي لجأ الى مخيم عين الحلوة اثر المعركة التي فتحها الموقوف احمد الاسير ضد الجيش اللبناني في عبرا في حزيران العام 2013، انها حصلت منه على تعهد بوقف الاطلالات الاعلامية، وهو اضاف الى ذلك، تجنب الظهور العلني، ليس لتفادي الاحراجات للفلسطينيين، بل لاعتبارات امنية، وفق ما تقول اوساط فلسطينية متابعة
الصعوبات التي تواجهها القوى الفلسطينية في تنظيف مخيم عين الحلوة من المطلوبين اللبنانيين، الذين يلجأون في كل مرة تندلع فيها احداث او معارك مع الجيش اللبناني، تقول الاوساط، مرتبطة بالتعقيدات الامنية السائدة في المخيم، حيث تعاني الفصائل الفلسطينية من تعدد المرجعيات الامنية والسياسية داخل المخيم، بعد ظهور جماعات اسلامية متشددة، تتناغم مع القوى الارهابية الممثلة بتنظيم «داعش» وتوابعه، وارتسام مربعات امنية في مختلف احياء المخيم،، وتقاسم هذه المربعات بين مختلف القوى والفصائل، حيث تحظى الجماعات الاسلامية المتطرفة المعروفة اليوم باسم «ألشباب المسلم» او «جند الشام»، بمناطق نفوذ عدة في المخيم، تحولت الى معاقل يصعب على القوى الفلسطينية الاخرى، ومنها القوة الامنية الفلسطينية المشكلة من كافة الاطراف، الدخول اليها واخضاعها لاجراءات امنية.
وتشير الى ان احداثا عدة وقعت داخل المخيم، واسفرت عن قتل وجرح العديد من الاشخاص، لم يتم توقيف اي متورط فيها، فيما تتولى هذه الجماعات تأمين الحماية الامنية لعدد كبير من المطلوبين للقضاء اللبناني على خلفية تورطهم في احداث استهدفت الجيش اللبناني في عبرا وصيدا وطرابلس وعكار، وتُذكّر بان رموزا كبيرة ارتبط اسمها بعمليات ارهابية موصوفة، تقيم داخل المربعات الامنية التابعة للجماعات الاسلامية، وبالتالي، فان الخطوط مرسومة داخل المخيم، ومعادلة الامن معقدة، بحيث يمكن لهذه الجماعات الدخول في اشتباكات مسلحة لحماية من تأويهم من مطلوبين لبنانيين وفلسطينيين.
وتشير الاوساط، الى ان شاكر الذي يحرص على عدم البقاء في مكان معروف، خوفا من اعتقاله وتسليمه للاجهزة اللبنانية المختصة، سيما وان انهاء ملف وجوده في المخيم، من شأنه ان ينعكس ايجابا على وضع المخيم وواقعه الامني المعقد، لكن الواقع الميداني في المخيم، يحول دون ظهور طرف على استعداد لتحمل هذا الملف الامني الشائك، خاصة وانه على صلة وثيقة باحداث امنية حصدت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش اللبناني. وتكشفت معلومات تحدثت عن ان شاكر كان جديا في تسليم نفسه الى القضاء اللبناني، لكن الحملة التي قوبلت بها «توبته»، صرفت النظر عن العملية، وزاد من الامر التحركات التي قام بها اهالي شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا في أحداث عبرا الذين طالبوا باستكمال عملية توقيف الرأس المدبر للهجوم المسلح على حواجز واليات الجيش اللبناني احمد الاسير، باعتقال شريكه فضل شاكر وكل المتورطين بدماء ابنائهم.
لم يُخفِ شاكر، ووفق الاوساط نفسها، مراهنته على دور اقليمي ما قد يلوح في الافق، مع اي محاولة لتحريك ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، يُخرجه من «زنزانته» داخل مخيم عين الحلوة، ويقول ..يوم اعلن توبته وانفصاله عن الاسير، وانه بريء وغير متورط في قتل عسكريين من الجيش اللبناني، كان يُجري كل الترتيبات لتسليم نفسه، الا ان التعقيدات التي طرأت على ملف عسكريي عرسال، وغياب الوسيط القطري عن المفاوضات التي اجراها بين الجهات الحكومية اللبنانية والتنظيمين الارهابيين، اطاحت بالوصول الى صفقة تبادل، يكون شاكر من ضمنها، وان استدعى الامر توقيفه لاسابيع، ليخرج من مركز التوقيف الى مطار بيروت على ان تكون الوجهة قطر.
وتخلص الاوساط الى القول.. ان المسار الذي ستسلكه محاكمة الشيخ احمد الاسير، سيرسم الخط البياني لملف شاكر الذي ينتظر فرجا لن يأتي في ظل ازدحام الملفات الداخلية وتعقيداتها، والى حين نضوج ظروف التسليم او التوقيف او المحاكمة .. سيبقى فضل شاكر اسيرا داخل مخيم عين الحلوة .. وان من دون اغلال.