×

بقلم رافت نعيم- صيدا وعين الحلوة.. حين تتجاهل عائلات قصص الغرق

التصنيف: الشباب

2015-10-24  08:22 ص  501

 

 رأفت نعيم
لا حديث في صيدا يتقدم على حديث الهجرة. لم يعد الأمر مجرد حديث عن نية فلان او فلان تجربة حظه بالهجرة الى اوروبا مع «زرافات» المهاجرين. بل اصبح قرارا فعليا لدى كثيرين استندوا في اتخاذه الى نجاح آخرين في الوصول الى الشواطئ الأوروبية سالمين، متجاهلين مآسي الغرق والموت لآخرين في أعالي البحار، على أمل ان يوفقوا في رحلتهم الاستثنائية.

انه موسم الهجرة الى المجهول لأفراد وعائلات ينشدون العيش الكريم والمستقبل الأفضل لهم ولأولادهم بعدما بلغوا مرحلة اليأس من الأوضاع في بلدهم. وبالنسبة لبعضهم يبقى مجهولاً حتى يصل بهم قارب الحظ الى بر النجاة والحياة الجديدة والا فلا حياة. بينما البعض الآخر يرى انه لا فرق بين ان يموت في البحر طلباً للعيش الأفضل وبين ان يموت في وطنه فقيراً غير قادر على تأمين لقمة العيش لأبنائه.

مئات الأفراد وعشرات العائلات الفلسطينية واللبنانية والسورية من صيدا ومخيماتها طرقت ابواب الهجرة الشرعية على مدى الشهرين الأخيرين. وتفيد التقديرات الأولية ان اكثر من 200 شخص من بينهم عائلات مكتملة غادروا صيدا وضواحيها خلال الفترة الأخيرة معظمهم لبنانيون توجهوا جوا الى تركيا للحاق بقوارب الهجرة هناك عن طريق وسطاء مرتبطين بتجار ومافيات ينظمون هذه الرحلات مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وكثيرون ممن هاجروا او يستعدون للهجرة من صيدا اضطروا لبيع سيارات اجرة او اثاث ومحتويات منازلهم او الاستدانة من اجل جمع المبالغ اللازمة لسفرهم بهذه الطريقة. بعضهم حالفه الحظ في الوصول الى المانيا، وبعضهم وقع بين ايدي الشرطة التركية التي اعادته الى لبنان لكنه لم يفقد الأمل بل قرر المحاولة مرة أخرى.

وسجلت مؤخرا حادثة فقدان احد ابناء المدينة، فؤاد الرفاعي، لحظة توجهه وولده بحرا من تركيا الى اليونان حيث القت الشرطة التركية القبض عليهما ضمن مجموعة من المهاجرين ففر الأب قبل ان يفقد لاحقا، فيما اوقف الابن واودع عند سيدة تركية تعرفها العائلة ثم تمت اعادته الى صيدا، بينما لم يعرف شيء عن مصير الأب حتى الآن.

اما بالنسبة للفلسطينيين والسوريين، وكونهم لا يستطيعون الحصول على تأشيرات من السلطات التركية، فانهم يلجأون للسفر بطريقة غير شرعية عبر البحر او البر. ويشهد مخيم عين الحلوة اسبوعيا مغادرة فوج من ابنائه، اما بحرا الى تركيا واليونان او برا الى سوريا ومنها عبر بعض الممرات الى روسيا او تركيا، لينضموا هناك الى آلاف المهاجرين من بلدان اخرى قاصدين المانيا وبعض الدول الأوروبية. وسجل خلال الشهرين الأخيرين مغادرة المئات من ابناء المخيم بهذه الطريقة، جرى توقيف بعضهم ضمن مجموعات من المهاجرين غير الشرعيين من قبل السلطات اللبنانية لحظة انطلاقهم من بعض المرافئ اللبنانية ولا سيما طرابلس، وكان آخر هذه المجموعات تلك التي اوقفت ليل الخميس/الجمعة قبالة ميناء الصرفند وتضم نحو 35 شخصا قبيل انطلاقهم في قارب الى تركيا.

لكن احتمالات توقيف المهاجرين غير الشرعيين من لبنان لا تقتصر على المياه الاقليمية او الحدود البرية اللبنانية بل تلاحقهم الى الأراضي السورية اذا اعتمدوها كما جرى مؤخراً مع سبعة شبان من ابناء مخيم عين الحلوة اوقفوا في سوريا.

والمفارقة ان بعض المطلوبين للسلطات اللبنانية داخل المخيم حاولوا المغادرة بصفة لاجئين غير شرعيين من خلال حمل بطاقات تعريف ووثائق سفر مزورة وقد نجح بعضهم في المغادرة فعلا فيما أوقف آخرون.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا