من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حيث امضى ايامه الأخيرة على سرير المرض، مرورا امام نافذة مكتبه في جريدة المستقبل في سبيرز حيث كان الزملاء في استقباله..مودعين.. الى منزله في الهلالية (صيدا) حيث كانت لحظات الوداع الأخير من افراد العائلة زوجته سهام واولاده زياد واحمد ودانا تحيط بهم النائب بهية الحريري واقارب واصدقاء.. وداع ممزوج بلوعة الفراق وحرقة فقد الحبيب الغالي «أبو زياد»... الى مسجد بهاء الدين الحريري حيث سجي الجثمان.. وانتهاء الى مثواه الأخير في سيروب.. محطات مرت بها وقائع الرحلة الأخيرة لأبو زياد محمولا قبل الأيادي والأكف.. بالمهج والقلوب من اهل واصدقاء وزملاء ومحبين جمعهم المدير العام لجريدة «المستقبل» رفيق النقيب في وداعه كما كان يجمعهم دوما في حياته.. محبا للجميع يحبه الجميع..

«المستقبل» تودّع مديرها العام

لم يتخلف رفيق النقيب كعادته عن القاء التحية الصباحية على رفاقه في الجريدة، غير ان اللقاء هذه المرة كان سريعا، حمل تحية أبوية طالما احتضنت أبناء المؤسسة الذين انتظروه أمام المدخل الرئيس، علّهم يستشفّون من السلام الأخير، ابتسامة رافقت صاحب الوجه المشرق والقلب الطيب.

باكراً، كان يغدو إلى مكتبه مستعدّاً لبداية نهار جديد و»مستقبل» جديد، لكن المفارقة أن «المستقبل» بكوادرها سبقته أمس إلى اللقاء الأخير، هناك حيث كان يستمع لآرائهم، يحاورهم ويشاطرهم أحزانهم وأفراحهم. هناك حضر في نفوسهم وأرواحهم، بدا جليّاً في عيونهم وبرق نوره في دموعهم. هناك، على الموعد كانوا مع نجليه، حيث امتزج ألم العائلة الصغيرة مع الكبيرة، على خسارة والد غمرهم بجناحيه، فبات ظلهم ورفيقهم في كل مكان وزمان.

على بوابة «المستقبل»، كان يعز علينا أن نودعك بالأسود، اللون الذي لم تختره يوماً، أنت المدير الأنيق الذي يميل للفواتح، لألوان تشبه الحياة في تفتحها وربيعها، لحديقة خضراء كانت في مبنى الجريدة القديم في الرملة البيضاء، للأبيض الذي اكتسى المبنى الجديد في سبيرز، وكنت تهندس الألوان بهذا الشغف للحياة وللوجه الباسم فيها، وفي الشدائد تحتضننا باسماً، تهز برأسك، وتقول إنها الحياة تستأهل أن نلوّنها بما أمكن من فرح وأزهار. مديرنا الأنيق حتى في عز مرضك، بقيت جميلا بروحك وكنا كثراً نقف على البوابة، لنردد بحزن وأسى ما كنت تقوله «انها الحياة».

عند البوابة، انتظرنا جميعا وصول الجثمان. فكان الصمت والدموع سيدي لحظة الفراق لرجل تمكن المرض من ان يذبل جسده، لكننا مطمئنون انك في عليائك حيث الراحة والسعادة الابدية، ستبقى تشبه الحياة بزهوها وألوانها، ومؤمنون ان ليس كل من أغمض عينيه وتوقف قلبه عن النبض يكون فارق الحياة.

صيدا تشيع إبنها

وشيعت مدينة صيدا جثمان ابنها الراحل رفيق النقيب، الذي غيبه الموت اول من امس عن عمر ناهز الـ71 عاما بعد صراع مع المرض.

انطلق موكب التشييع من مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا بعدما أمَّ الصلاة على الجثمان ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان. وتقدم المشاركين في التشييع: ممثل الرئيس سعد الحريري السيد شفيق الحريري، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد يوسف شلهوب، قائد اللواء العاشر في الجيش العميد الركن عوني جعفر، ممثل وزير العدل اشرف ريفي خالد علوان، ممثل امين عام تيار المستقبل احمد الحريري منسق عام التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود، الدكتور عبد الرحمن البزري، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي محمد السيد، ممثل امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد مدير مكتبه طلال ارقدان، رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف، السفير عبد المولى الصلح، الدكتور داود الصايغ، الدكتور رضوان السيد، الدكتور محمد السماك، وحشد من الشخصيات ومن ابناء المدينة، ومدير عام تلفزيون المستقبل رمزي الجبيلي، والزميل معروف الداعوق عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، ومنسق الاعلام المركزي في تيار المستقبل عبد السلام موسى، وافراد اسرة جريدة المستقبل والزملاء وعائلتا النقيب ومروة يتقدمهم المهندس يوسف النقيب ونجلا الراحل زياد واحمد النقيب. وتقدمت الجثمان اكاليل من الورد بإسم: الرئيس سعد الحريري، وزير العدل اشرف ريفي، النائب بهية الحريري، رئيس تحرير جريدة المستقبل هاني حمود وأسرة الجريدة، المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، اسرة تلفزيون المستقبل واذاعة الشرق. وتوجه الموكب الى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب حيث ووري الجثمان في الثرى وتقبلت عائلته التعازي في بهو قاعة المقبرة

ومساء تقبلت عائلة الراحل التعازي في قاعة مسجد الحاج بهاء الدين الحريري، ومن ابرز المعزين : رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل النائب علي عسيران الدكتور غازي ايوب، امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، رئيس تحرير جريدة اللواء سكرتير عام التحرير هيثم زعيتر.

اتصالات وبرقيات تعزية

وتلقت عائلة الراحل وجريدة المستقبل سيلا من الاتصالات المعزية من شخصيات واعلاميين. فقد اتصل معزيا رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سعد الحريري ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ونقيب الصحافة عوني الكعكي والمديرة العامة لدار الصياد الهام فريحة ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي. كما تلقت «المستقبل» برقيات تعزية من نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي ومن نقيب مخرجي الصحافة ومصممي الغرافيك باتريك جوزيف ناكوزي باسم النقابة ومن رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن ومن نقيب المحامين السابق عصام كرم. كما ابرقت أسرة الزميل المرحوم توفيق خطاب وأشقاؤه وشقيقاته وعزوا آل النقيب وآل مروة وأسرة «المستقبل».