صيدا تتحضّر للعام الدراسي وسط شكاوى المواطنين

التصنيف: إقتصاد

2010-09-16 09:31 ص 1222

محمد دهشة

تــحــولــت الـــمـــدارس الرسمية في مدينة صيدا الى خلية نحل لتسجيل الــطــلاب اســتــعــدادا لبدﺀ الــعــام الــدراســي الجديد 2010 ـ 2011 يوم الاثنين الــمــقــبــل فــي 20 ايــلــول الجاري وفق ما حدد وزير التربية والتعليم العالي حــســن مــنــيــمــنــة خــلافــا لــلاعــوام الــســابــقــة حيث كان يبدأ عادة في تشرين الاول عــلــى ان ينتهي فــي الاســبــوع الاخــيــر من حزيران.

تقديم موعد العام الدراسي لم يفاجئ الكثير من مديري وادارات المدارس والثانويات الرسمية في المدينة ومنطقتها، اذ مهد الوزير منيمنة له مسبقا من خلال اعلانه ان التسجيل سيبدأ في الاول من ايلول، اما التدريس الفعلي ففي العشرين منه، مستندا في تحديد الموعد الجديد إلــى المناهج التربوية الصادرة في العام، 1997 التي اقتضت أن تكون أيام التدريس الفعلي في المدارس الرسمية 170 يــوم عمل حــداً أدنـــى، أي أكثر مما هي عليه اليوم، نظراً إلى عدد المواد الجديدة.

بيد أن تزامن شهر رمضان الــمــبــارك وعــطــلــة عــيــد الــفــطــر مــع مــوعــد بــدﺀ التسجيل، دفع الاهــالــي الــى التريث او تأجيل تسجيل ابــنــائــهــم الـــى مطلع الاسبوع الجاري لاسباب عديدة مــنــهــا تــمــريــر شــهــر رمــضــان والعيد ونفقاتهما المالية التي شكلت هذا العام عبئا اضافيا، فــشــهــدت الـــمـــدارس ازدحــامــا لافتا مقارنة مع الاعوام الماضية لوجود اسبوع واحد فاصل بين عطلة العيد وبدﺀ العام الدراسي الجديد وسط استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين اليها بعدما أثبتت كفاﺀة ونجاحا في الشهادات الرسمية، فضلا عــن رســـوم التسجيل الــرمــزيــة مــقــارنــة مــع اقــســاط الــمــدارس الــخــاصــة الــمــرتــفــعــة وفـــي ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي يترنح تحت وطأتها ذوو الطبقات الشعبية والفقراﺀ

وكــمــا الـــعـــادة مــع التحضير لانطلاقة العام الدراسي، فلا يخلو الامر من بعض المشاكل التربوية مــع الاقــبــال الكثيف والمتزايد على التسجيل في مدارس صيدا الرسمية ولا سيما فــي المرحلة الثانوية والتهافت على اختيار الــتــســجــيــل فـــي مـــــدارس الــلــغــة الانكليزية في ظل تراجع ملحوظ في مدارس اللغة الفرنسية.

وتؤكد مديرة ثانوية صيدا الرسمية للبنات زهرة عزام جمعة "ان الاقبال على الثانوية لافت وبخاصة على الــصــف التاسع، اضافة الى الصف الثالث حيث معظم الــطــلاب يــريــدون اعــادة عامهم الدارسي"، قبل ان تشير الى "ان تقديم العام الدراسي اربك بعض ادارات المدارس نظرا لضيق الــوقــت ولكن تــم تجاوز هــذا الأمــــر"، موضحة فــي ذات الوقت ان التحضيرات انطلقت بــوتــيــرة مــتــســارعــة وبــتــنــا في المرحالة النهائية لقبول الطلاب على ان يبدأ العام الدراسي في 20 ايلول الجاري.

امــا فــي المقلب الآخـــر، فان المواطنين يشكون من الاعباﺀ المالية المتزايدة عليهم بخاصة وان بدﺀ العام الدراسي جاﺀ هذا العام مباشرة بعد شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وما يتطلبه من نفقات مالية اضافية تختلف عن بقية ايام العام.

وقد شكلت المكتبات الخاصة مؤشرا على الاوضاع الاقتصادية الــصــعــبــة الــتــي يــعــانــي منها المواطنون، صحيح انها شهدت اقبالا مرضيا ولكن لم يرق الى المستوى المطلوب وسط الازدياد على شــراﺀ الكتب القديمة او استبدالها بالجديدة ودفع الفارق بينهما بدلا من دفع ثمنها كاملة او تقسيطها.

ويقول مدير المكتبة العصرية فــي صــيــدا مــحــمــود قــبــلاوي "ابــو صبحي" ان الاوضـــاع الاقتصادية صعبة فهناك اقــبــال على شــراﺀ الكتب القديمة او استبدال القديم بآخر جديد للتوفير، لكن المشكلة الاساس تبقى النقص في عدد من كتب الدولة، اضافة الى دور النشر التي تعيد طبع نسخات جديدة من كتبها، آملا ان تصدر وزارة التربية والتعليم العالي تعميما كما العام الماضي لوضع حد لتفشي ظاهرة بيع الكتب فــي بعض الــمــدارس ومنافسة المكتبات.

وتؤكد آمنة حبال وهي أم لاربعة اولاد بينهم شاب جامعي انه الشهر الاصعب في العام الذي ينوﺀ الناس فيه بأثقال العام الدراسي من رسوم مدارس وكتب وقرطاسية، فكيف الحال وقــد جــاﺀ بعد شهر رمضان المبارك وعيد الفطر مباشرة وفي ظل ازمة اقتصادية ومعيشية خانقة، داعية الى معالجة الازمة الاقتصادية ورفع الحد الادنى للاجور