×

لهذه الأسباب ولد فصيل جديد في مخيم عين الحلوة

التصنيف: مخيمات

2015-12-11  03:41 م  363

 

بقلم: د. رمزي عوض - منتدى الاعلاميين الفلسطينيين في لبنان
 
كان يوم الأحد الفائت في مخيم عين الحلوة يوما فاصلا في تاريخ المخيم ولد خلاله فصيل جديد يحمل الصبغة الإسلامية تحت اسم (الشباب المسلم)، هذه الولادة السياسية وترسيخ وضع الأمر الواقع لم تأتي بين يوم وليلة ولكن جاءت بعد مخاض عسير وبعد دماء سالت وبعد فقدان مخيم عين الحلوة للأمن والأمان.
 
جاءت هذه الولادة على يد القوى السياسية ذات الصبغة الإسلامية في مخيم عين الحلوة التي مضت وثيقة تفاهم مع الفصيل الجديد (الشباب المسلم) وقد جاء في وثيقة التفاهم "الالتزام بعدم حصول أي اشتباكات أو عمليات اغتيال في المخيم وبشكل ملزم لكل الأطراف وتمكين كل أبنائه من التجوال في كل طرقاته وأزقته من دون عوائق والعمل على التصالح والصلح وإسقاط الدعاوى والدعاوى المضادة من الجميع، والعمل على رد الحقوق لأصحابها، وعودة الناس إلى أعمالهم وبيوتهم وتعويض من تضرر في الاشتباكات الأخيرة".
 
البند الأخير في الوثيقة يشير إلى أن القوى والتجمع "في حالة انعقاد وتواصل لمنع أي خرق للوثيقة، ومنع الوصول إلى التحاكم للسلاح في فض النزاعات وتحكيم منطق الشرع والتفاهم عند كل ما من شأنه تعريض أمن الناس للخطر والتهجير وسفك الدماء، وصولاً إلى حل المشكلات بمعاونة جميع الأطراف الفاعلة ولجان الأحياء والقواطع والوجهاء في المخيم".
 
وتم إطلاق اسم (الشباب المسلم) على مجموعة من بقايا جند الشام وكذلك مجموعات تخلت فكريا عن عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة بسبب الهوة التي تزداد يوما بعد يوم مابين قيادات تلك الحركات وقواعدها الشعبية نتيجة التطور الفكري والسياسي لهذه القيادة دون اقتناع القاعدة بهذا التطور والانفتاح، وأيضا متطرفون حملوا الصبغة الإسلامية وكانوا رموزا للاغتيالات والاشتباكات الأخيرة التي حدثت في مخيم عين الحلوة مع حركة فتح، حتى وصفهم قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح بالعصابات والمرض المستشري وبأنهم قتلة مأجورين.
 
فكان لابد من استيعاب هذه المجموعة الجديدة من قبل الفصائل ذات الصبغة الإسلامية في مخيم عين الحلوة التي أكدت للشباب المسلم أن نزاعهم مع حركة فتح لن تخسر منه فتح شيئا يذكر لأن أصولها وامتداداتها هي خارج مخيم عين الحلوة وخارج لبنان أصلا ويمتد إلى فلسطين، أما هذه الحركات فهي بأصولها وامتداداتها لاتتعدى حواجز الجيش اللبناني الأربعة التي تحيط بالمخيم، وبذلك فان استمرار النزاع هو خسارة كارثية لكل هذه الحركات ذات الصبغة الإسلامية، والتي تتخذ من مخيم عين الحلوة معقلا لها، وهذا ما استطاعت تلك القوى اقناع (الشباب المسلم) به ومحاولة جعلهم فصيل جديد داخل المخيم، ومنحهم الصفة السياسية والشكل الحزبي كأمر واقع، من خلال وثيقة التفاهم المبرمة، والتي هي بشكلها الإنساني، يمكن فرضها على حركة فتح وجعل (الشباب المسلم) طرف ذو جسم سياسي واعتباري داخل مخيم عين الحلوة.
 
أما حركة فتح فلم يطلب منها التوقيع على الوثيقة لأنها ليست طرفا فيها كما حاول إعلام تلك الحركات الترويج له، مع العلم انه قد يطلب من حركة فتح الانضمام لهذه الوثيقة، لتقزيم الحركة أمام الشباب المسلم، وجعلها ندا لها.
 
أما اللواء صبحي أبو عرب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مخيمات لبنان فقال في تصريح صحفي عن وثيقة التفاهم بأنه تبلغ بها من خلال الإعلام وقال: (هناك أمور تحتاج إلى نقاش ولا اعتقد أننا نتفق على كل البنود التي تتضمنها وهذا الأمر يجب أن يبحث ضمن اللجنة الأمنية العليا والقيادة السياسية الموحدة).
 
ولكن القيادة السياسية لحركة فتح تعاطت مع تلك الوثيقة باللامبالاة، ولم تعلق عليها رسمياً، ولكن ستتضح الأمور في الأشهر القليلة القادمة، وسيتضح منه أنه هل ستنجح القوى الفلسطينية ذات الصبغة الإسلامية في مخيم عين الحلوة من ترسيخ أمر واقع بجعل (الشباب المسلم) فصيل جديد لتحمي نفسها وقواعدها الشعبية أم أن حركة فتح لن تقبل بدخول الشباب المسلم على خارطة المخيم كفصيل جديد؟
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا