شكّلت الوثيقة التي أصدرتها الحكومة الصينية بتاريخ 13 كانون الثاني 2016  حول "سياسة الصين تجاه الدول العربية" خطوة إيجابية في غاية الأهمية، خصوصا وأنها الوثيقة الأولى من نوعها التي تصدر خصيصا حول العلاقات الصينية العربية. ونحن نعتقد أن هذه الوثيقة تشكّل محطة تاريخية إيجابية مميّزة بين الصين والدول العربية، وقد أتى إصدارها في مرحلة حساسة تعيشها المنطقة العربية على المستويين السياسي والاقتصادي. ونرى في تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبناني الصيني، أنه يمكن للدول العربية ولبنان بشكل خاص أن يستفيد من التوجهات التي عبّرت عنها الحكومة الصينية في وثيقتها، وأن يتم مناقشة كل البنود التي تضمّنتها مع ممثلي الحكومة الصينية للانطلاق إلى آفاق جديدة بنّاءة في العلاقات بين الطرفين.  
ومن الواضح أن الوثيقة أخذت بالاعتبار التميّز الذي تتمتع به العلاقات العربية الصينية والتي تستند إلى تاريخ طويل يعود إلى بدايات القرن الماضي. ولا ننسى أن هذه العلاقات القديمة توّجت بإقامة العلاقات الدبلوماسية منذ عقود طويلة. ولطالما اتسمت العلاقات العربية الصينية بالتعاون على كافة الصُعد السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. ولم تمرّ مناسبة دولية كانت أم اقليمية، إلا وعبّرت البلدان العربية وعلى رأسها لبنان، عن مدى الاحترام والتقدير تجاه العلاقات مع الصين.