رأفت نعيم
قال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ان عاصمة الجنوب بدأت موسم الحصاد لعمل وانجازات المجلس البلدي طيلة ست سنوات مضت. وفي حديث الى «المستقبل» بمناسبة قرب انتهاء ولاية المجلس الحالي في ايار المقبل، اعتبر السعودي ان ثلاثة عوامل رئيسية كانت وراء نجاح المجلس البلدي في انجاز او اطلاق العمل بمعظم المشاريع التي وعد بها عند تسلمه لمهامه قبل ست سنوات وهي «وجود رئيس بلدية يتابع ويلاحق، ومجلس بلدي منسجم، ودعم ومساندة لا محدودة من نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري اللذين مهدا الطريق للبلدية، سواء بتأمين التمويل او بالمتابعة مع الجهات الرسمية والصناديق العربية الممولة لتحقيق هذه الانجازات، او بازالة كل العوائق والصعوبات التي كانت تعترض طريق أي من المشاريع، فكانت صيدا المدينة الوحيدة في لبنان التي بقيت مشاريعها مستمرة وتحقق فيها انجازات خلال السنوات القليلة الماضية.

أضاف السعودي: وهناك عامل اضافي وهو تحييد العمل البلدي عن السياسة، ليكون العمل كما الانجاز، لأجل المدينة ككل، مع الحفاظ على التواصل والعلاقة الجيدة مع جميع الأطراف. وقال: لقد تعودنا ان لا نكذب على الناس وقلنا منذ ان وعدنا اهلنا في صيدا بازالة جبل النفايات وتحقيق المشاريع الانمائية ان «المي بتكذب الغطاس» وأثبتنا والحمد لله اننا نجيد الغطس! ورغم كل ما اعترض عملنا من انتقادات ومحاولات تشويش على الإنجاز، تلاشت جميعها بمجرد ان بدأت المشاريع ترتفع وتظهر في المدينة.

ورداً على سؤال عما يعتبره أهم إنجاز للبلدية الحالية على الإطلاق قال السعودي بدون تردد: إزالة جبل النفايات على ساحل صيدا الجنوبي وإقامة حديقة ومنتزه مكانه. أو بمعنى آخر، تحويل شاطئ كان مصنفاً في رأس قائمة الشواطئ الملوثة والموبوءة بفعل النفايات ومصبات الصرف الصحي، الى مساحة خضراء ومتنفس بيئي بمواصفات عالمية، فضلاً عن إعادة الروح الى الحياة البحرية وانقاذ الثروة السمكية في تلك المنطقة وفي بحر صيدا عموماً.

واضاف: مساحة المشروع ككل 100 الف متر مربع، منها 35 الف متر مربع اقيمت عليها الحديقة العامة، و65 الف متر مربع أصبحت مطمراً بيئياً صحياً مغلقاً لمكونات المكب العضوية يقوم فوقه منتزه لكنه لن يفتح أمام العموم إلا بعد ست أو سبع سنوات.

وبالنسبة للحديقة الأولى التي أنجزت مؤخراً، أشار السعودي الى انها تضم بالاضافة الى المساحات الخضراء المزروعة بنحو 10452 شجرة وشتلة ونبتة، تخترقها ممرات مرصوفة ومنشآت عبارة عن جسر ومدرج ومسرح روماني الطراز وفيها مقاعد خشبية ومظلات للجلوس ونظام إنارة وملاعب مجهزة للأطفال، وستكون لها إدارة خاصة بها وموظفون. وفي السنة الأولى المقاول هو الذي سيتولى صيانتها.

واعتبر السعودي ان ما يوازي مشروع ازالة المكب في الأهمية، تحرير الشاطئ من مصبات الصرف الصحي، معلنا عن مشروع قيد التحضير لمعالجة مشكلة مجرى عين زيتون الذي يصب جنوب الحديقة. ويشير السعودي الى مشروع لنقل الدباغات المحاذية للحديقة الى منطقة أخرى في المدينة، بهبة من الاتحاد الأوروبي.

وعن معمل معالجة النفايات في سينيق، أعلن السعودي أنه «أخيراً نستطيع القول إن المعمل نجح في الوصول الى نسبة صفر عوادم بعدما تم إيجاد حل نهائي ودائم لكافة العوادم الناجمة عن معالجة النفايات في المعمل بعد حصوله على ترخيص لإرسال العوادم الى شركة «سيوكومو» في البقاع تقوم بإعادة تصنيعها. ولفت الى أن منطقة الردم (او البركة المحاذية للمعمل) لم تعد تستقبل عوادم من المعمل وان العوادم التي تنقل اليها فقط هي تلك التي تأتي من بعض ورش البناء ضمن نطاق صيدا، وبانتظار إيجاد مطمر مناسب للعوادم او حل لها.

وعدّد السعودي المشاريع الأخرى التي أنجزت وستدشن قريباً هذا العام، مثل حديقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على واجهة صيدا البحرية المحاذية للجامع العمري الكبير، والمدرسة العمانية والمستشفى التركي للحوادث والحروق الذي قال إنه أصبح مستشفى حكومياً متخصصاً وإن تشغيله يحتاج الى إنجاز أعمال صيانة وتأهيل بقيمة 300 الف دولار، بينما كلفة التشغيل للأشهر الستة الأولى تقدر بنحو 8 ملايين دولار، لافتاً الى اجتماعات يعقدها مدير المستشفى الدكتور غسان دغمان ولجنة الادارة التي يرأسها السعودي مع وزير الصحة وائل ابو فاعور من اجل البدء بخطوات تشغيل، وان الكادر الطبي والتمريضي سيتم تعيينه عن طريق مجلس الخدمة المدنية. واشار السعودي الى ان المستشفى التركي بتجهيزاته ومعداته يخدم 300 غرفة بينما فيه حالياً 63 غرفة فقط، وأنه تقدم باقترح إنشاء مبنى آخر بجانبه يضم بين 150 و200 غرفة .

ووعد السعودي بأن يشهد نيسان المقبل انتهاء أعمال مشروع تأهيل البنية التحتية للوسط التجاري للمدينة ليبقى موضوع تنظيم حركة المرور في السوق التجاري وحصرها بالمشاة الذي قال إنه يتطلب تأمين مواقف للسيارات، متحدثاً عن وجود اقتراحين بهذا الخصوص أحدهما اقامة مرأب عمومي كبير ومتطور للسيارات في موقف طنطش (النجمة)، والآخر مكان مبنى بلدية صيدا الحالي. ومن المشاريع التي ستكمل مع المجلس البلدي المقبل، بحسب السعودي، مشروع متحف صيدا والمرحلة الثانية من المرفأ التجاري الحديث للمدينة. أما المشاريع التي أعلن السعودي ان «العمل فيها سينطلق قريباً بعدما أنجزت الدراسات لها فيتقدّمها في الاهمية مشروع الضم والفرز لمنطقة شرق الوسطاني لتحرير واعادة تنظيم 40% من مساحة صيدا، أي مليون و400 ألف متر مربع من الأراضي والعقارات التي كانت مرهونة لمشروع سابق لمرور اوتوستراد تم الغاء مرسومه. وهناك مشروع اقامة ميناء حديث للصيادين مكان الميناء الحالي، وآخر لتنظيم واعادة تشكيل وتأهيل الواجهة البحرية وكلاهما بالتعاون مع بلدية برشلونة.

ولفت السعودي إلى أن كل هذه المشاريع لا تخدم صيدا فقط وإنما تخدم المنطقة كلها، وأن أي بلدية ستأتي يجب أن تركز على استكمال هذه المشاريع.

في موقع الإنجاز الأبرز

وكان السعودي قام واعضاء المجلس البلدي بزيارة تفقدية للحديقة العامة التي قامت مكان جبل النفايات سابقاً مطلعين على منشآتها، ومهدين هذا الإنجاز الى المدينة وأهلها واللبنانيين جميعاً والبيئة في لبنان. وشارك الأعضاء: ابراهيم البساط، أحمد الحريري، عرب كلش، اسكندر حداد، مطاع مجذوب، نزار الحلاق، وفاء شعيب، محمود شريتح، حازم بديع، مصطفى حجازي، محمد السيد، حسن شماس، علي دالي بلطة، محمد حسيب البزري، محمود قبرصلي، عبد الله كنعان، منذر أبو ظهر، كامل كزبر ومحمد البابا.