×

لماذا غياب الإسلاميين عن ذكرى تحرير صيدا ؟!

التصنيف: الشباب

2016-02-18  07:37 م  378

 

بقلم / الشيخ جمال الدين شبيب
تمر علينا الذكرى 31 لتحرير صيدا هذا العام وكانها لم تمر..لولا بعض من احتفالات وتحركات مشكورة لبعض القوى الوطنية على الساحة الصيداوية.وأجيالنا اليوم شبه غائبة عن الحدث الذي كان بحق معلماً وطنياً راسخاً. أكد أهمية المقاومة في دحر الاحتلال في وقت كان من يفكر بالمقاومة موضع تندر قبل أن يكون فيما بعد موضع تقدير.
وحتى لا تنسى أجيال اليوم ما حدث بالأمس أقول: بعد الاجتياح الاسرائيلي الغادر للبنان صيف 1982 نهض ثلة من الشباب المؤمن بربه، وامتشقوا بنادقهم وعبواتهم وفجروا الأرض نار تحت المحتل الاسرائيلي.
علم هؤلاء الشباب أن النصر والتحرير لا يكونان إلا بالإيمان والجهاد. فقد تربوا تربية إيمانية خالصة في الجماعة الإسلامية، وعندما رفضت قيادة الجماعة الإسلامية الاذن لهم ببدأ العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي. اتخذوا قرارهم بالمواجهة.. الشهيد جمال الحبال وسليم حجازي وإخوانهم المجاهدين لم ينتظروا أحداً .. فكان القرار ببدء العمل المقاوم في المدينة حتي ثبتوا بجهادهم بأن العين تقاوم المخرز وأبلوا بلاء حسناً..فكانت قوات الفجر رأس حربة المقاومة وأساسها المتين.
كانت لقوات الفجر عمليات نوعية في صيدا حيث عمل الشباب على تطوير انفسهم وخبرتهم القتالية لإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى الصهاينة في العملية الواحدة حتى استشهاد مؤسس قوات الفجر الشهيد جمال الحبال مع أخويه الشهيدين محمود زهرة ومحمد علي الشريف في 27 كانون الأول عام 1983 على إثر مواجهة مع لواء النخبة غولاني في منطقة القياعة، وقعت المواجهة على مدى ست ساعات وأسفرت عن مقتل ضابط وجنود من اللواء بالإضافة إلى الجرحى ولم تسمح قوات الاحتلال لعائلات الشهداء بتشييعهم بقوة السلاح.
ظن العدو أن وتيرة العمليات ستنخفض بعد استشهاد هؤلاء القادة، ولكن على العكس ولله الفضل والمنة ارتفعت وتزايدت ولوحظ اتباع أساليب جديدة في القتال مع العدو حتى أنجز التحرير الأول في 16 شباط 1985 ودخل الجيش اللبناني في 17 شباط إلى صيدا وسط الزغاريد ونثر الأرز وجاء رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل إلى سراي صيدا مستقبلاً من فعالياتها مؤذنا بعودتها إلى حضن الوطن.
أيام رائعة عشناها ورأينا الفرحة في وجوه الناس وسط الذهول والمفاجأة ..إذ لم يكن أحد يتخيل ما جرى دبابات العدو تنسحب من صيدا وتخلي مواقعها ذليلة قبل 48 ساعة عن الموعد المعلن في 18 شباط..
اليوم يفرح الوطنيون وهم جزء من الصيداويين الذين عاشوا الزمن المقاوم..ويكاد يغيب الأسلاميون وهم أهل العرس أمه وأبوه فهم منشغلون في حساب الحقل والبيدر أو منهمكون في احتفالات مستحدثة لذكريات أليمة أذهبت عبق التحرير..
حضرت وجوه لطالما كانت غائبة وغابت وجوه لطالما كانت حاضرة..كذلك هي الدنيا ..تفني وتحيي..لكن جل ما نسطيع قوله بعد تقديم التحية والاعتزاز لكل الشهداء وفي مقدمهم شهداء قوات الفجر جماعة وتياراً..أن نوجه التحايا للأمهات امهات الشهداء وآباء الشهداء نقول لهم نعم الأهل أنتم قدمتم فلذات أكبادكم ليحيا الوطن حراً سيداً مستقلاً..
أما الكلمة الأخرى لأهل العرس عرس التحرير أن انهضوا من سباتكم ورصوا صفوفكم اتحدوا قبل أن يلفظكم التاريخ ويتجاوزكم كما تجاوز غيركم..
أحيوا مناسباتكم بالوحدة في زمن الانقسام والتجزئة وانتصروا على ذواتكم فإن لم تستطيعوا فاعتذروا من الأجيال التي يمكنها أن تنساكم كما نسيتم كباركم.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا