×

صيد البحر يبدأ عنده.. وليس بصياد

التصنيف: منوعات

2016-03-03  09:45 م  652

 


رأفت نعيم
صباح كل يوم، يلقي «ابو ابراهيم« بشباكه و»صنانيره» أملاً في غلة يوم يكسر بها جمود مهنته المتأثرة بسوء الأحوال. لكن «ابو ابراهيم« ليس بصياد ولا يركب البحر. فبحره هو واجهة دكانه التي يعرض فيها شباك وقصبات وعدة الصيد التي يبيعها. وصيده لا يتأثر بعاصفة أو طقس أو بحر مرتفع بقدر ما يتأثر بمدى اقبال الزبائن، صيادين وهواةً، على شراء ما يبيعه من لوازم الصيد البحري على انواعه وتلك التي تدخل في بعض الرياضات البحرية مثل السباحة والغطس والتزلج المائي وغيرها.

المفارقة ان دكان ابو ابراهيم واسمه «مصطفى ابراهيم البيطار» والذي يقع في جوار خان الافرنج على تخوم ميناء صيدا التي ارتبط اسمها وتاريخها بموقعها وعلاقتها بالبحر والصيد البحري، هو الوحيد المتبقي في المدينة الذي لا يزال يبيع لوازم الصيد، بعدما توارث المهنة عن والده منذ عقود.

يقول ابو ابراهيم: «كان والدي اول من اسس «مصلحة لوازم البحر» في المدينة سنة 1930، وكان محله عند مدخل خان الافرنج اكثر قربا من الميناء لكنه دُمر ابان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، فانتقلنا الى هذا المحل وهو قريب من المكان السابق. ويضيف: كانت الشباك والصنانير تصنع يدويا، فكان يطلب الى بعض النسوة اللواتي يعملن في الحياكة ان يحكن الشباك من القطن كما يشغل الصوف بالصنارة . وبعدها بثلاثة عقود بدأت الشركات الأجنبية وخاصة اليابان والصين بتصدير الشباك ولوازم الصيد البحري الينا«.

لا يعتمد ابو ابراهيم في بيع ما يعرضه من معدات صيد فقط على بحر المدينة، فزبائنه من غير منطقة ساحلية، من الناقورة جنوبا وحتى العبدة شمالا. ويقول: معظم «بحرية» صيدا والجنوب يقصدونني من عدلون وطول الساحل الجنوبي ومن بيروت وطرابلس، لكن العرض اكثر من الطلب لأن هذه المصلحة اساسا فقيرة وليست مربحة، فقد يمر نهار بطوله ولا تبيع الا قصبة واحدة او اثنتين او قطعة شباك او اثنتين. والحمد لله، المهم ان تصمد هذه المهنة ونؤمن الاستمرارية. فهناك من حاول مرارا في السابق ان يفتح مصلحة مشابهة في المدينة لكنه لم يصمد وكان يقفل بعد بضعة اشهر.

وعما يبيعه اكثر من غيره من بين لوازم الصيد، يقول: زبائننا هم بمعظمهم من الصيادين وهواة الصيد بالقصبة او برمي الشبكة من على الشاطئ، وهناك اقبال على شراء الشباك اكثر من غيرها، وبالاجمال هناك طلب على الشباك ذات الفتحات الضيقة مثل قياس 110/3 -13 ملم وقياس 020 - 13 ملم لكني لا ابيعها لأنها ممنوعة، ولا نبيع الا قياس20 ملم وما فوق. ويضيف: طبعا يسجل طلب على قصب الصيد والصنانير والحبال بنوعيها «ليف ونايلون» للمراكب او للديكور وبعض لوازم الجت السكي والغطس والتزلج المائي.

ويرى ابو ابراهيم ان هذه المهنة تكاد تنقرض في المدينة بسبب تراجع الطلب عليها وغياب الترويج والتسويق لها وهذا امر اساسي كون السياحة في المدينة في قسم منها مرتبطة بعلاقتها بالبحر والصيد، لكن هذا لا يترجم بالنسبة لمصلحتنا، فكثير من السياح يمرون من أمام المحل ويكتفون بالتفرج والتقاط الصور ولا يشترون .

بحكم تمرسه طويلا في هذه المهنة، بات ابو ابراهيم اكثر خبرة حتى من بعض البحارة في انواع واستخدامات وقياسات بعض وسائل الصيد من شباك وقصبات وصنانير وغيرها، فتجده سريع البديهة في الاجابة عن اسئلة واستفسارات زبائنه عما يريدون شراءه فينصحهم بما يناسب طريقة الصيد التي يريدون اعتمادها. واذا لم يجد بعضهم لديه ضالتهم يوجهه الى حيث يوجد. وهو يعرف ايضا كل نوع من «الصنانير« لأي نوع من الأسماك مناسب اكثر. المهم ان تغمز صنارة تجارته ولو مرة في اليوم.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا