×

الديار الشعبي الناصري» حسم قراره بخوض المعركة ورفض أيّ توافق مع «المستقبل»

التصنيف: الانتخابات

2016-04-11  12:37 م  316

 

محمود الزيات - موقع جريدة الديار
11-04-2016
تتسارع التحضيرات في عاصمة الجنوب صيدا، تمهيدا للمبارزة الاشد، المتوقع ان تشهدها المدينة في الانتخابات البلدية المقررة، في ظل تنافس حاد بين قطبي المدينة الاساسيين، التنظيم الشعبي الناصري بقيادة امينه العام الدكتور اسامة سعد و«تيار المستقبل» بقيادة النائب بهية الحريري.
وفي جديد الترتيبات، القرار الحاسم الذي اتخذه التنظيم الشعبي الناصري، بخوض معركة الانتخابات البلدية، في مواجهة «تيار المستقبل» انطلاقا من ان هناك مشروعين متناقضين، التوافق حولها مستحيل. فقد كشفت مصادر قيادية في التنظيم لـ «الديار» ان الهيئات القيادية فيه حسمت قرارها بخوض المعركة، وتمت المباشرة بعقد سلسلة لقاءات مع القوى الصيداوية لابلاغ موقفه هذا، انطلاقا من رفض اي توافق مع «تيار المستقبل» وحلفائه، كون المعركة تحمل الكثير من الابعاد السياسية والوطنية والانمائية.
ورأت المصادر ان عناوين المعركة الانتخابية لا يختلف التنظيم حيالها مع «المستقبل» فقط، وانما هي عناوين تشكل بمضمونها مشروعين متناقضين، لا يلتقيان لا في السياسة ولا في غيرها. ان امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، سيبلغ «اللقاء الوطني الديموقراطي» الذي يضم فاعليات حزبية وسياسية واجتماعية ونقابية ومهنية، توجه التنظيم بخوض المعركة، في لقاء يعقد اليوم في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، والمباشرة باجراء كل الخطوات والترتيبات التحضيرية. وتعتبر المصادر ان التنظيم، وبمجرد اتخاذ قراره بفرض الانتخابات، يكون قد كسب المعركة، حتى لو لم يفز بها، فالهدف معركة انتخابية في مواجهة «تـيار المستقبل».
وفي السياق، ترى مصادر صيداوية متابعة، ان «تيار المستقبل» في صيدا، لا يرغب في التراخي في اي معركة انتخابية، لان خصمه السياسي قوي في شعبيته وحضوره السياسي في المدينة، واثبت قدرته على المواجهة في مواسم الانتخابات، وفي غيرها، ويسجل الصيداويون للتنظيم الشعبي الناصري انه خاض اشرس المعارك ضد «المستقبل» الذي كان مدعوما من السلطة على الدوام، يوم كان اخصامه هم الممسكون بمفاتيح السلطة، ومأساته ان معاركه لم تتبدل، حتى يوم كان حلفاؤه هم من يمسكون بمفاتيح السلطة، وهو في كل مرة، يواجه ضغوطا من حلفائه، بينما كان يواجه ضغوط الاخصام، وهم يستحضرون الاجواء التي سادت خلال انتخابات البلدية في العام 2004، والدور البارز الذي لعبه الرئيس الراحل رفيق الحريري، بهدف ضمان فوز فريقه في الانتخابات، الا ان النتائج جاءت مخيبة للامال، حيث سجلت اللائحة التي شكلها الدكتور اسامة سعد، انتصارا كاسحا.
وتضيف المصادر، ان ما يجري من خطوات تحضيرية، لجهة تجنيد مختلف القطاعات والتيارات في المدينة، للانخراط في معركة الانتخابات، لايصال مرشحي التيار، سيما ان الانتخابات تأتي في ظل حالة تشتت تشهدها بعض صفوف التيار، تنطلق من الشعور بان المعركة تحتاج الى جهود استثنائية لمواجهة الخصم، الذي يسعى للاستفادة من الثغرات التي اصطدم بها، خلال تجربة المجلس البلدي الذي اوصله في معركة سياسية شرسة، وهي تجربة لم يكن متحمسا لها، حيث اعترى عمله الارباك، بسبب عدم تجانسه.
وبرأي المصادر، فان «تيار المستقبل» يعيش اليوم في صيدا، استنفارا انتخابيا، في اطار التحضيرات للمعركة الانتخابية، فالحريري التي حوّلت جمهور «تيار المستقبل» في المدينة، الى ماكينات انتخابية لخوض المعركة بترشيح الرئيس الحالي للبلدية، الذي كان الواجهة الاهلية للتيار، ابدت بعض «الليونة» في خطابها تجاه القوى السياسية الاخرى، من خلال الايحاء بانها منفتحة على كل الاتصالات والمشاورات المتعلقة بالاستحقاق البلدي، «وان كنا في الوقت نفسه، نقوم بتوفير كل مستلزمات المعركة الانتخابية، وهو خطاب ُيذكر الصيداويين بحركة المشاورات التي جرت بين القوى والتيارات السياسية والعائلية في المدينة، من اجل التفاوض على الحصص والتركيبة التي يمكن ان تتم في المجلس البلدي، لكنها انتهت بوضع الحريري لشروط قاسية لتمثيل جميع القوى السياسية والاهلية والعائلات في المجلس البلدي، وهي شروط لم يخضع لها خصمها السياسي، يومها رفض الدكتور اسامة سعد الاستجابة لهذا «الانفتاح» الذي اعتبره محاصصة ومصادرة لدور البلدية وارادة الصيداويين تحت عنوان التوافق، وهو كان على الدوام يشكو من الحضور القوي للمال السياسي وتسخير امكانيات السلطة لخدمة فريق الحريري في المدينة، وهو حضور كان يرى فيه سعد انه الحاضر الاكبر في انتخابات صيدا.
وتقرأ المصادر، في نظرة «تيار المستقبل» الى انتخابات بلدية صيدا انطلاقا من انه يضع في مقدمة المعارك الانتخابية في لبنان، بعد معركة العاصمة بيروت، وهو يخوضها انطلاقا من اهمية الحفاظ على شعبية الرئيس الراحل رفيق الحريري، وهي شعبية حديثة، بدأت مع اول انتخابات نيابية بعد اتفاق الطائف عام 1992، وتعززت مع تولي الحريري اولى حكومات «الطائف»، وعلى وجوده في الحياة السياسية في صيدا، في وقت يسجل بعض الجهات تراجعا للتيار في حجم شعبيته الذي تأثر عبر محطات سياسية وامنية بارزة، شهدتها صيدا وساحات اخرى تحظى بنفوذ «مستقبلي»، في المقابل، يخوض التنظيم الشعبي الناصري معركة البلدية في صيدا، انطلاقا من معاركه السياسية الدائمة مع تيار الحريري، انسجاما مع سياساته المواجهة لسياسة الاستئثار بالسلطة وتسخيرها لمصلحة حساباته وسياساته. وتُذكّر المصادر بان النائب الراحل مصطفى سعد كان من القلة النيابية التي لم تعط الثقة لحكومات الرئيس رفيق الحريري، من منطلقات سياسية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا