×

بهية الحريري لإبعاد المدارس عن المناكفات والنأي بأجيالنا في هذه المرحلة الخطيرة

التصنيف: Old Archive

2010-09-29  03:15 م  819

 

 

 
قالت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري اننا بلد يعيش في ظروف بعيدة عن الاستقرار لكن ارادتنا أقوى بكثير من محاولات التحطيم والاحباط .. وان عنواننا سيبقى دائما هو الدولة التي جرت محاولات كبرى منذ الاستقلال لغاية اليوم لقيامها وكانت هناك محاولات أخرى لعدم نهوضها لأسباب عديدة .. واعتبرت الحريري أننا نمر بمرحلة نأمل أن لا تكون خطرة، وقالت: لا يهم من يربح ومن يخسر المهم أن يربح البلد .. وان يكون الناس هم الأقل تضررا من هذا المناخ الموجود في لبنان ..
وخاطبت الحريري معلمي لبنان المؤتمنين على مليون طالب يشكلون ربع الشعب اللبناني بالقول: آمنوا ببلدكم وانسانكم وبأن لديكم فرصة كبرى للتغيير ولا أحد غيركم يستطيع أن يقوم به  .. داعية الى ابعاد المدارس عن المناكفات والحزازيات لكي ننأى بأجيالنا في هذه المرحلة الخطيرة ونرتقي فوق كل ما له علاقة بالغرائز والنزاعات .. وقالت: هدفنا الأساسي هو ان نحفظ هذه الأمانة الموجودة بين ايدينا ألا وهي طلاب لبنان، وأن نحصنهم بالقيم والمعرفة والانفتاح والاعتدال وقبول الآخر .
كلام الحريري جاء خلال رعايتها افتتاح العام الدراسي في ثانوية رفيق الحريري في صيدا بلقاء مع افراد الهئيتين الادارية والتعليمية وبحضور مدير مؤسسة الحريري في صيدا محيي الدين القطب ومديرة الثانوية رندة ردزي الزين التي استهلت اللقاء بكلمة ترحيب قدمت خلالها بعض الانجازات لطلاب من الثانوية تميزوا في مجالات عدة ، وجددت العهد لمن تحمل الثانوية اسمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالمضي على خطاه وبتوجيهات النائب الحريري في تأدية الرسالة التربوية والوطنية التي تحملها هذه المدرسة على أكمل وجه.
الحريري
ثم تحدثت النائب الحريري فتوجهت بالتحية الى اسرة الثانوية ادارة ومعلمين وطلابا بمناسبة بدء العام الدراسي ، معتبرة أننا يجب ان نبقى محافظين على الاسم الكبير الذي تحمله هذه المدرسة من خلال مواكبة كل التحديات والتطور المستجد في عالم التربية والتعليم والادارة والتجهيز . وتطرقت الحريري الى الأوضاع العامة في البلاد فقالت:نحن بلد نعيش في ظروف بعيدة عن الاستقرار لكن ارادتنا أقوى بكثير من محاولات التحطيم والاحباط .. لقد عشت في كنف انسان آمن بالناس وبالبشر الموجودين في هذا البلد ، وآمن بالتعليم المفتاح الوحيد للتغيير ، وايمانه هذا تجسد بأرقى أنواع المشاريع وأهم مشروع بالنسبة له ولنا وللبلد كان موضوع التعليم ، لأنه فتح آفاقا للأجيال التي كانت لديها القدرة لكن ليس لديها الامكانية . القضية ليست فقط امكانيات ، القضية هي ارادة ورفيق الحريري كان مصمم ولديه ارادة ، ونحن عملنا معه الى ان قضى شهيدا في العام 2005 ، وبعد العام 2005 اشياء كثيرة تغيرت لكن الوجهة لم تتغير والهدف لا يتغير والرؤية لا تتغير ، وأنتم ترون في هذه المدرسة وتشهدون ان رفيق الحريري يعيش كل يوم وان القتل لم يغيبه ، بل قام بأمور كثيرة تبقيه حيا .. ونحن مهمتنا ان نخلق دائما لأولادنا وطلابنا واجيالنا قيادات تشعر أنها تريد ان تلحق بهذه المفاهيم والقيم التي نصر عليها .. كل هذه القضايا تتطلب ان نكون واعين وأن نكون فعلا نعمل بارادة صلبة لأنه هكذا علمنا رفيق الحريري الذي لم يكن لديه شيء اسمه مستحيل ..
واضافت: انا لا أقول ان رأيي صح ولا أقول أن رأيك خطا ، بل اقول ان عنواني هو دولة ، هذه الدولة التي جرت محاولات كبرى من الاستقلال لليوم لإقامتها وكانت هناك محاولات أخرى لعدم نهوض الدولة لأسباب عديدة .. اقول نحن مواطنون لنا حق الاختلاف في الرأي لكن على الطرفين ان يحترما بعضهما البعض ، هذا ما لا نراه في هذه الأيام وينطبق على كل تفاصيل حياتكم اليومية .. هذا الموضوع ارموه خلفكم خارج بوابة المدرسة وادخلوا الى المدرسة اخوة وزملاء ومجتمعا لديه مهمة .. آمنوا ببلدكم وانسانكم وبنقطة اساسية أن لديكم فرصة كبرى للتغيير ولا أحد غيركم يستطيع أن يقوم به ، انتم وكل اساتذة لبنان المؤتمنين على ربع الشعب اللبناني المليون طالب .. اذا قدرنا الله واستطعنا ان ننأى بأجيالنا في هذه المرحلة الخطيرة ليس مستحيلا ذلك ، فكل شيء في البلد بالنهاية يمر ، دعونا نرتقي فوق كل ما له علاقة بالغرائز وكل ما له علاقة بالنزاعات الشخصية .. ففي الشأن العام لا يوجد شيء اسمه احب وأكره .. ولا شيء اسمه هذا يعجبني وهذا لا يعجبني .. جميعنا لدينا أخطاء ولا احد معصوما عن الخطأ لكن داخل كل منا طاقة ايجابية ، ومهمتنا ان نتخلص من الطاقة السلبية التي تشد نحو الأسفل ونعمل على الطاقة الايجابية في كل منكم .. الطاقة الايجابية تحقق المعجزات وتحول الحياة الى دينامو دائم الحركة لا يتوقف .
وتابعت الحريري : يهمنا كثيرا ابعاد مجتمع المدارس كله عن المناكفات ، وعن الحزازيات .. نحن مجتمع خليط سنبقى فخورين به ، ولا نريد أن تكون المدرسة من لون واحد لا بالسياسة ولا بالدين ولا بالمذهب ولا بالمنطقة .. هذه المدرسة فيها من الجوار اكثر مما فيها من المدينة ، هذه تجسد حلمنا بوطن كيف يجب أن يكون .. هناك في مقدمة الدستور جملة مهمة تقول : لكل لبناني الحق في التملك والعيش على اي بقعة من الأرض اللبنانية .. وصيدا كلها هكذا ، اذا دخلتم الى اي مدرسة ستجدون هذا الخليط الذي اتحدث عنه . وهذه فرصة لنقدم هذه المدينة نموذجا انطلاقا من المدرسة ووصولا الى المجتمع المتكامل . وكل ما نقوم به هو لنقدم نموذجا في مدينة كانت كل بدايات الحروب تنطلق منها ، ونحن خلال خمس سنوات مع كل الرهان الذي كان على تفجير كل الملفات الصعبة في المدينة ، كنا من المدن النموذجية أو من المناطق النموذجية على الأرض اللبنانية كلها ، وهذا لم يأت وحده وانما آتى بالتواصل الدائم مع كل مكونات هذا المجتمع ..
وخلصت للقول: اننا نمر بمرحلة دقيقة ان شاء الله لا تكون خطرة، ولا يهم من يربح ومن يخسر المهم أن يربح البلد .. المهم أن تكون الناس هي الأقل تضررا من هذا المناخ الموجود في لبنان .. نحن نعتبر أن الذي يعمل في الشأن العام مهمته الأساسية هي الاهتمام بالناس ولديه امانة يجب ان يقوم بها بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى . انا لدي امانة المدينة كلها ، ولدي امانة التربية في لبنان والتعليم ، وأنتم لديكم امانة لكن بنفس القدر من المسؤولية ، وكل انسان اذا قام بمسؤوليته وعمله نكون بألف خير . هدفنا الأساسي هو هذه الأمانة الموجودة بين ايدينا ، وكم نحن قادرين أن نزودهم بالقيم والمعرفة والانفتاح والاعتدال وقبول الآخر ، كل ذلك ليس كلاما للإستهلاك وانما كلام للتطبيق .
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا