ـ رأفت نعيم
مع بدء العد العكسي للمرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستكون محطتها هذا الأحد محافظتي الجنوب والنبطية متزامنة مع انتخابات نيابية فرعية في جزين لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو، يمكن وصف المشهد الانتخابي في عاصمة الجنوب صيدا حتى الآن بأنه على الرغم من الحماوة التي تتسم بها الحملات الانتخابية للوائح الثلاث المتنافسة: لائحة انماء صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي والمدعومة من تيار المستقبل والجماعة الاسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري، لائحة صوت الناس برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من التنظيم الشعبي الناصري واللقاء الوطني الديمقراطي، ولائحة احرار صيدا برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار، إلا أن حماوة هذا التنافس تبقى تحت سقف اللعبة الديمقراطية ولم تتخذ اي شكل من شأنه تعكير صفو المدينة وهدوئها وهو أمر استوقف المراقبين باعتبار أن عاصمة الجنوب شهدت في معارك انتخابية خاضتها في فترات سابقة تعبئة سياسية انعكست توترات في الشارع.. وبالتالي يمكن تسجيل عاملين اساسيين يدعمان هذا الهدوء الذي يرافق انتخابات صيدا:

الأول: الارتياح العام في المدينة لترؤس المهندس محمد السعودي رئيس البلدية الحالي للائحة انماء صيدا مع فريق بمعظمه من اعضاء البلدية الحاليين، بالارتكاز على رصيد ست سنوات من الانجازات والمشاريع البيئية والانمائية التي كان تحقيق بعضها يشكل حلماً للصيداويين متمثلاً بإزالة جبل النفايات، فكان ان تحقق هذا الحلم بجهد المجلس البلدي برئاسة السعودي وقامت حديقة مكان ما كان يعرف بأكثر منطقة ملوثة بيئياً في لبنان وعلى الشاطئ الشرقي للمتوسط. وراكم الفريق نفسه يقوده السعودي مشاريع تعتبر حيوية للمدينة واقتصادها ودورها وموقعها وتاريخها وانفتاحها وتواصلها مع العالم، مثل المرفأ التجاري الحديث ومتحف صيدا التاريخي وغيرها من الانجازات التي لم تعد مجرد بنود او وعود في برنامج انتخابي بل اصبحت واقعاً جعلت كل صيداوي يراها ويلمسها ويدرك فعلاً ان المهندس السعودي جاء ليشتغل للمدينة كلها، وانه اذا استمر على رأس البلدية سيحقق لصيدا المزيد. وامس الأربعاء بدأت ترتفع في شوارع صيدا وساحاتها لافتات عملاقة تحمل صوراً لبعض هذه المشاريع قبل وبعد تنفيذها وعليها شعار لائحة انماء صيدا .. صيدا الى الأمام .

لكن اوساطاً صيداوية تعتبر ان الارتياح لترشيح السعودي وتوقع فوزه ولائحته بالانتخابات يجب ألا ينعكس لدى المواطنين تراخياً او عدم حماسة للمشاركة في عملية الاقتراع، بل يجب ان يشكل حافزاً قوياً لهم ليقترعوا بكثافة وليترجموا هذا الارتياح الى اعلى نسبة اقتراع تأكيداً على دعمهم لوصول السعودي وفريقه بثقة كبيرة توازي حجم هذا الترحيب بترشيحه، كما توازي حجم الصدى الايجابي لديهم، لما حققه المجلس البلدي برئاسته من مشاريع في المدينة .

اما العامل الثاني الذي يعزز أجواء الهدوء في المدينة فهو امني، ويتمثل في المتابعة والعناية الفائقة التي تواكب بها وزارة الداخلية والبلديات، كما القوى الأمنية والعسكرية في صيدا، فترة الاستحقاق البلدي والتعاطي الحازم مع اي محاولة لأخذ المدينة الى توترات على خلفيات انتخابية او غير انتخابية . وعلمت «المستقبل« في هذا السياق ان هذا الأمر تحديداً يتم بدرجة عالية من المتابعة من قبل القيادات الأمنية والعسكرية على صعيد الجنوب وبالتنسيق مع رؤساء المؤسسات الأمنية والوزارات المعنية، وان هناك تعميماً الى كافة الأجهزة الأمنية بضرورة التقصي عن اي عمل من شأنه ان يعكر صفو وهدوء المدينة قبل وخلال الاستحقاق البلدي والتعاطي مع من يقوم بمثل هذا العمل بحزم .

ويُنتظر ان تشهد الأيام الثلاثة المتبقية على انتخابات الجنوب مزيداً من الاهتمام بالوضع الأمني في صيدا عبر تعزيز القوى الأمنية الموجودة بالمزيد من العناصر اللازمة لمواكبة الاستحقاق.

وفيما استمر الحراك الانتخابي للوائح المتنافسة في عاصمة الجنوب، متخذاً شكل جولات ولقاءات وتفقد لسير عمل الماكينات الانتخابية، دعت النائب بهية الحريري خلال لقاء في حي البراد في صيدا، الصيداويين الى الاقتراع يوم الأحد بكثافة لخط الانماء والانجاز الذي يمثله المهندس محمد السعودي وفريق عمله البلدي ممثلاً بلائحة انماء صيدا .

ومن مدينة العمال في تعمير عين الحلوة، اعلن السعودي لأبناء واهالي المنطقة والقاطنين فيها، انهم سيحصلون قريباً على سندات التمليك لبيوت التعمير، وان هذه السندات أصبحت باليد وحوّلت إلى المجلس النيابي بانتظار ان يبت بها بعد تقديم اقتراح قانون بهذا الشأن، وخاطبهم قائلاً: «لن نسكت حتى تأخذوا كل حقوقكم«.