×

جريمة عائلية في بئر العبد: أب ينتحر بعد قتل أولاده الثلاثة وزوجته

التصنيف: Old Archive

2010-10-20  08:57 ص  3372

 

 

رضوان مرتضى
عشرات الأشخاص يتجمهرون قرب أحد المباني في حارة حريك. تقترب لتسأل عن السبب فيأتيك الجواب: هناك والد قتل أطفاله الثلاثة وزوجته ثم أطلق النار على رأسه منتحراً. الخبر المذكور كانت تتناقله ألسنة المتجمهرين. خلف هؤلاء، تقف أربع سيارات لإسعاف الهيئة الصحية متتالية أمام مدخل أحد المباني. تقترب أكثر من المجمّع المُشيّد حديثاً عقب حرب تموز، فترى سيّدة خمسينية لا تكاد تقوى على الوقوف، تنتحب متمتمة بكلمات فُهم منها أنها تلوم فيها نفسها لعدم زيارة أحدهم منذ مدّة. تسأل عنها فتعلم أنها شقيقة الوالد القتيل ــــ المشتبه فيه بتنفيذ الجريمة. الإجراءات الأمنية كانت مشددة، لم يُسمح لأحد بالاقتراب من مدخل المبنى الذي وقعت فيه الجريمة. وُضع شريطٌ أصفر ووقف أمامه رجال انضباط من حزب الله. تجول ببصرك في المبنى المذكور فتلحظ أنه لا يزال غير مأهولٍ بالسكان ما عدا الطبقة الخامسة منه. هناك تتمدد خمس جثث مضرّجة بدمائها. ينتشر بالقرب منها عناصر القوى الأمنية والأدلة الجنائية لتحديد ملابسات الجريمة. أما في الأسفل، فجموع المحتشدين تتناقل روايات كثيرة عن حيثيات الجريمة ووضعيات الجثث في الشقة. يذكر أحد أقارب الضحايا لـ«الأخبار» أن رب العائلة، غسان دلال، بعث برسالة هاتفية لشقيقه حسين يُخبره فيها أنه سيقتل أفراد عائلته قبل أن يقتل نفسه. لم يكترث الشقيق في البداية ظنّاً منه أنها مزاجية شقيقه المعتادة. لكنه ارتاب في الأمر، فقرر أن يقصد منزل شقيقه. وصل حسين ليجد أحد أبناء شقيقه البالغ من العمر 14 عاماً أسفل المبنى. سأله عن والده فأجابه بأنه لا يعرف مكانه لكنه أخبره أن الأخير كان قد اتّصل به في المدرسة طالباً إليه الحضور عند الساعة الواحدة
 
شاهد أبناء شقيقه قتلى غارقين بدمائهم ورأى شقيقه غسان مرمياً على ظهره
بقي من العائلة فتى في الرابعة عشرة من عمره كان في المدرسة عند وقوع الجريمة
والنصف. كانت الساعة تقارب الرابعة من بعد الظهر. سأله لماذا لست في المنزل، فأخبره بأنه طرق الباب كثيراً، لكن لم يفتح أحد له. زاد ارتياب الشقيق حسين، فصعد ليحاول دخول منزل شقيقه من دون جدوى، عندها حطم باب المنزل فصُدم لهول ما رأى. يذكر القريب أن حسين شاهد أبناء شقيقه قتلى غارقين بدمائهم، ورأى شقيقه غسان مرمياً على ظهره والدماء تغطي وجهه. تمالك حسين نفسه قبل أن يتّصل بأقاربه وبالشرطة. الروايات المسوقة كثيرة. يذكر أحد الذين كانوا ينتظرون أسفل المبنى أن غسان ارتكب جريمته بمسدس حربي عيار 5.5 ملم. ويُشير الشاب المذكور إلى أن غسان أطلق رصاصة على رأس زوجته فيما زرع أربع رصاصات في رأس طفله الصغير. أما الطفل والطفلة الآخران فقد قُتل كل منهما برصاصتين.
أجواء الحديث عن دوافع الجريمة كانت تسيطر على المكان، لكن خروج أحد العسكريين من المبنى حاملاً كيساً من الورق قطع الحديث المتداول عن أن رب العائلة كان مصاباً بمرض عصبي، ويتناول أدوية مهدئة دائماً، إذ تبيّن أن ما كان يُخفيه ذلك الكيس هو بندقية حربية كانت في المنزل الذي وقعت فيه الجريمة. تمرّ لحظات فينقطع التيّار الكهربائي. إنها الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل. مرّ نحو عشر ساعات على حصول الجريمة، لكن الجثث كانت لا تزال في الشقة. انتشر عناصر الانضباط ليطلبوا من الجميع المغادرة، فاستجاب المواطنون. نزل رجل دين من المبنى. كان يمسح وجهه بكمّه ويسحب قدميه على الأرض بصعوبة. تسأل، فتعرف أنه شقيق الزوجة القتيلة نسرين عودة

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا