×

في صيدا تعود «الحناطير» للعتالة و... «الدليفري

التصنيف: المرأة

2010-10-22  05:07 م  1888

 

حتى وقت قريب، كانت مشاهدة «الحنطور»، أي العربة الخشبية التي يجرّها حمار أو حصان، مستبعدة في صيدا. فقد مضت عقود أحيلت خلالها هذه الوسيلة الجميلة في النقل على التقاعد، بعدما كانت شائعة الاستخدام حتى ستينيات القرن الماضي. لكنّ الضرورات تبيح المحظورات، وبات استخدام «الحنطور» مجدداً لنقل البضائع مألوفاً في شوارع المدينة التي تعجّ بالسيارات والشاحنات.
محمد بدوي، وهو صاحب حنطور يعمل عليه «كخط نقل داخلي» بين حسبة صيدا الجديدة ومنطقة الراهبات، يقول إنه استغنى عن شاحنة البيك ـــــ أب التي كان يمتلكها، مفضّلاً الحنطور، لأن استخدامه أوفر بكثير. فهو لا يحتاج إلى وقود ولا إلى صيانة أو قطع غيار، «شوية علف وبتلاقيه متل النمر». يقول «العربجي»، ولا يفوته التذكير بفوائد أخرى لاستخدام الحنطور، «فهو على الأقل لا يلوّث البيئة». يتدخل معاون «العربجي» مقارناً «أصلاً سائق الحنطور يجيد القيادة أفضل بكثير من سائقين متهوّرين». على طريق عام عبرا ـــــ جزين كان «الحمار الشموس» يحاول جرّ الحنطور بصعوبة في إحدى «الطلعات»، لكنّ زمامير السيارات دوّت خلفه تحثّه على إفساح الطريق لتجاوزه، ما استفزّه على ما يبدو، وبثّ فيه «روح التحدي»، فما كان منه إلا أن حثّ خطاه مندفعاً بقوة برغم «حمولته الزائدة» من الحديد والتنك، التي كان صاحبه قد جمعها من حاويات النفايات لبيعها، كما يفعل كثيرون من أترابه باتوا يستخدمون «الحناطير» لجمع الخردة والحطب، وحتى لنقل حجارة البناء أو أثاث منزل. ويشرح محمود عطية، صاحب مؤسسة تجارية في الشارع الرئيسي، أن قيمة ما يدفعه لحنطور ينقل له بضائع «دليفري» لزبائنه، تبقى أقل بكثير مما يدفعه لأي وسيلة نقل أخرى، مضيفاً «البضائع لا تتعرض للضرر كما لو نقلت بسيارة أو فان». عودة ميمونة للحنطور إلى صيدا، تنبش ذكريات الناس عنه. هكذا، يتذكر صاحب بستان أن «حنطور أبو ماهر كان ينقل الحمضيات من بستان والدي مطلع الستينيات من صيدا إلى دمشق في رحلة تستغرق أياماً طويلة».
لكنّ حناطير العتالة ليست وحدها التي عادت. فها هي حناطير أخرى يركبها السياح والصبايا في جولة قبالة القلعة البحرية. «حناطير بسمنة وحناطير بزيت»، يقول أحد المواطنين، «تماماً مثلنا»، يقول آخر.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا