×

يهود صيدا: لم يبقَ سوى بعض الممتلكات وبقايا كنيس ومدرسة

التصنيف: Old Archive

2010-11-08  09:29 م  3116

 

جمال الغربي
لم تستطع الأيام والسنون التي مرت أن تمحو من ذاكرة الصيداويين معقل اليهود في مدينتهم ، حارة من أحياء صيدا القديمة حولوها منذ زمن بعيد إلى نقطة تجمع على المستويين السكاني والتجاري، لتعرف بإسم حارة اليهود التي إحتضنتهم مراحل من الزمن.
ولاتزال هذه الحارة حتى يومنا هذا تعرف باسمها، إضافةً إلى كنيس ومدرسة خاصة فضلاً عن بعض المعالم الباقية التي تدل على وجودهم في الماضي. كما كانت لهم أيضاً مقبرة خاصة عند الساحل الجنوبي لشاطئ المدينة تشير إلى أنهم مرّوا في صيدا.
ويتفق أهالي الحارات القديمة وتحديداً المجاورين لحارة اليهود، وممن عاشرهم، أن معظم اليهود «يحملون الجنسية اللبنانية « وكانوا يمتهنون التجارة على أنواعها وبعض الصناعات والمهن التي إحتكروها في تلك الحقبة، مثل الذهب ، وبيع الأقشمة والألبسة وغيرها فضلاً عن مهنة الصيرفة والتسليف المالي.
مسافة واحدة
يؤكد محمد الشعراوي، أن الصيداويين اليهود كانوا يعيشون حياة طبيعية وبسيطة مع أهالي المدينة، وكانوا يشاركون اللبنانيين في الانتخابات النيابية ، وكانوا مثل اللبنانيين منقسمين تجاه نائبي المدينة آنذاك الشهيد معروف سعد و المرحوم الدكتور نزيه البزري. ويشير شعراوي إلى أن عدد اليهود الصيداويين الذين كان يحق لهم الاقتراع في الانتخابات حوالى 120 شخصا نصفهم يقترعون للنائب معروف سعد والنصف الآخر للنائب نزيه البزري . لافتاً إلى أنهم كانوا يحاولون دائماً أن يحافظوا على مسافة واحدة بينهما.
بداية الهجرة
لايزال محمد الشعرواي يحتفظ بذكريات عن زمن قد مضى فهو أحد الأشخاص الذين عملوا عند المعلم شحادة خليلي عند مدخل باب الحارة قبل أن يبيع له المحل سنة 1964 ويهاجر إلى الكيان الغاصب، حاله حال العديد من اليهود الذين شدوا الرحال بعد إغتصاب فلسطين سنة 1948 حيث بدأت هجرتهم بشكل محدود إلى أن حصلت نكسة 1967 حيث ازدادت هجرتهم وباع العديد منهم ممتلكاتهم لأهالي المنطقة، إلى أن جاءت الأحداث اللبنانية عام 1975، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير حيث باع القسم الأكبر منهم مؤسساتهم وبيوتهم ليهاجروا إلى دول أوربا وكندا والولايات المتحدة الأميركية، كما استقر جزء كبير منهم في فلسطين، المحتلة في حين فضّل بعضهم البقاء في بلاد الإغتراب محتفظاً بهويتة اللبنانية .
ويضيف شعراوي، أن الحارة ومحيطها خلت من اليهود مع إندحار جيش الإحتلال «الإسرائيلي» عام 1985 حيث غادرت آخر عائلتين مدينة صيدا .
ويشير إلى أن الكثير من اليهود يحتفظون ببعض الممتلكات ويحملون الجنسية اللبنانية، وهذه الممتلكات مؤجرة إلى المواطنيين اللبنانيين والفلسطينيين وعدد من العمال السوريين والمصريين، ويتم إستيفاء الإيجار منهم من قبل بعض الوكلاء أو مكاتب المحاماة.
قضية فريدة
في العام 1998 شهدت مدينة صيدا قضية قانونية فريدة من نوعها تتعلق بمطالبة بالإيجارات المستحقة على الصيداويين المستأجرين لصاحبها إسحق ديوان ، وانتهت القضية بإصدار حكم يلزم المستأجرين بدفع المستحقات المالية له . فضلاً عن أن إسحق ديوان يزور لبنان وتحديداً مدينة صيدا بين الحين والآخر وهو يعيش في فرنسا ويحمل جنسيتها إلى جانب جنسيته اللبنانية، بموجب بطاقة تذكرة هوية صادرة عن الجمهورية اللبنانية عام 1961 .
ذكريات
يروي العديد ممن كانوا على معرفة بشجون وشوؤن اليهود، أن هناك قسما منهم كان متعاطفاً مع القضية الفلسطينية، فضلاً عن إعتقادهم «أن اليهودية ليست الصهيونية». ويشير أحد الأشخاص ويدعى أبو مصطفى إلى أن أحد البساتين الذي كان يملكه شخص يهودي يدعى «بوليتي» حوله إلى منطلق للعمل الفدائي في حقبة «العمل الفدائي الفلسطيني» بالإضافة إلى أنه تحول إلى مكان سري لأبي عمار ومخزناً للسلاح . إلا أن أبو مصطفى يستدرك قائلاً حالة «بوليتي» فريدة من نوعها في التعاطف مع القضية الفلسطينية لدى اليهود الذين كانوا يختزنون العداء لجيرانهم، وكانوا يتحينون الفرصة لتحقيق مآربهم من خلال دولتهم المزعومة في فلسطين المحتلة.
العائلات
أبرز العائلات اليهودية في صيدا هي: خليلي، زيتون، براهام، برزلاي، بلسيانو، بصل، بولتي، حديدي، خياط، ديوان، شميا، شماس، شكري، شموئيل، نورتي، كوهين، لاوي، معتوق، نسيم، يمني ويعقوب.
على الرغم من المعاملة العادية التي حظي بها يهود صيدا في المدينة والوضع الاقتصادي المريح الذي نعموا به، لم يتمكنوا من الخروج من القوقعة الفكرية التي تشكل جزءاً من «ثقافتهم» فتركوا مدينتهم بدءاً من العام 1948

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا