×

المهمة المجهولة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم

التصنيف: ثقافة

2016-11-07  07:32 م  436

 


هشام بن سعيد الغنيمي
مدرب دولي معتمد
"يَا أَيُّهَا النَّبِي إِنَّا أرسلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً" (الأحزاب: 45).

محمد -صلى الله عليه وسلم- هو النبي والرسول لهذه الأمة التي شَرَّفَها الله تعالى بإمام الرسل والأنبياء وسيد ولد آدم عليه السلام.

وله مهمات ووظائف كثيرة مُفَصَّلة في كتاب الله تعالى، وسنته عليه الصلاة والسلام، منها على سبيل الذكر والتذكير:

1- "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" (البقرة: 143).

2- "وَمَا أرسلنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاستغْفَرُوا اللَّهَ وَاستغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً" (النساء: 64).

3- "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة: 67).

فعمل كما أمره ربه، مجاهداً معلماً، وقدوة وسراجاً منيراً، فصبر على أذية قومه وجفائهم له، وقلة الأتباع والأنصار لدعوته.

"وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً" (المزمّل: 10).

عاش ومات فقيراً، زاهداً، راجياً فضل الله وحده، ذاكراً، شاكراً، صابراً محتسباً حتى أتاه أمر ربه تبارك وتعالى.

"وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر: 99).

وهنا نسلِّط الضوء على مُهمة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد تكون مجهولة لدى أكثر المسلمين، وهي مهمة عظيمة لا تتفرع ولا تتجزأ ولا تختلف عن أصول وفروع مهماته صلى الله عليه وسلم، ألا وهي: "تلاوة القرآن الكريم".

"وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهتدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ" (القصص: 92).

فنبينا -صلى الله عليه وسلم- كان كثير تلاوة القرآن الكريم على الكيفية التي نزلت بقلبه وحياً عن طريق أخيه جِبْرِيل عليه السلام: "طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" (النمل: 1 و2).

كان أميناً متقناً لذلك العلم، يتحدث به مع أصحابه وأهل بيته حتى في رسائله وكلامه معهم وحواره مع الناس، بل كان يصلي بالناس في الركعة الواحدة بكذا سورة، وهم خلفه محتسبون ومنصتون لعذب تلاوته، وجميل نبراته، وحُسن قنوته.

"كَذَلِكَ أرسلنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أمم لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ" (الرعد: 30).

لم يكن القرآن الكريم خاصاً به هو فقط، بل لكل الثقلين؛ لتتم وتكتمل أركان وأسس دعوته ونبوته لهم.

فكان أيضاً لا يتحرَّج البتة من تلاوته على من يلاقي من المشركين وأهل الكتاب وسواهم، ترغيباً وترهيباً وفضّ مسائل لهم ونزاعات بينهم، فمنهم من آمن به، ومنهم من صدّ عنه!

"وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" (المائدة: 83).

كان باختصار هو ذاته قرآناً يمشي على الأرض بتلاوته وتطبيقه لآياته وأحكامه وأخلاقه "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ" (سورة ق: 45).

فلئن كنّا متعبدين بالاقتداء به واتباع طريقته وسنته، فهذا سبيل من السبل، وطريقة من الطرق، ومهمة من المهمات لنبي الرحمة والنور محمد صلى الله عليه وسلم.

فعلى من نطق بحب النبي صلى الله عليه وسلم حقاً أن يُثبت حبه بالحرص على تلاوة القرآن الكريم، وفقه معانيه، وتبليغه للناس بلا حياء، ولا شعور زائف بالهزيمة، بل بالفخر والاعتزاز، والتطبيق الفعلي لأحكام هذا الكتاب حروفاً وحدوداً.

وأن نتجاوز مرحلة التلاوة السطحية إلى مرحلة تعليمه للناس، وتبليغه إياهم، فهو لعمرك من أقوى الوسائل الدعوية، لو أنك أيقنت بقوته وعظيم نور حكمته.

وهي دعوة لكل معلم قرآن، أن لا يشعر باستنقاص وتصغير وتقزيم لمهمته بتاتاً، بل يجب على معلمي القرآن أن يشعروا بعظيم الفخر والاعتزاز أنهم يأكلون من رزق فيه قرآن، ويوم عمل كله للقرآن، ووقت مبارك تتلى فيه آيات الرحمن، ويذكر فيه بليغ المعاني والبيان.

نرجو ذلك حقاً، فالحديث يقول: "خيركم مَن تعلم القرآن وعَلَّمَه".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا