×

الجيش اليمني يكرر أخطاء الجيش المصري

التصنيف: سياسة

2009-10-11  06:13 ص  2144

 

صنعاء - من أبوبكر عبدالله:
يتوقع محللون عسكريون أن يطول أمد الحرب السادسة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، والتي تدخل اليوم شهرها الثالث، في حال لم يغير الجيش إستراتيجيته في ظل مخاوف من تفاقم آثارها الإنسانية وتصاعد فاتورة الخسائر من جراء توسع دائرة المعارك، وسط حديث عن أخطاء عسكرية كررها الجيش اليمني على خطى أخطاء الجيش المصري الذي سبق له أن خاض قتالا محموما مع الملكيين في هذه المنطقة في ستينات القرن الماضي.
وبعد أسابيع من المعارك في المناطق الجبلية والمنافذ الشمالية والجنوبية لمحافظة صعدة، انتقلت المعارك إلى مركز المحافظة الذي يشهد منذ ثلاثة أيام معارك كر وفر بين الجيش والمسلحين ادت، وفق إحصاء رسمي، الى سقوط نحو 400 قتيل وجريح من الحوثيين في مواجهات وصفت بأنها الأعنف في إطار عملية " الأرض المحروقة" التي انطلقت في 11 آب الماضي، فيما تحدثت مصادر طبية عن سقوط عشرات الجنود في هذه المواجهات .
ويأتي ذلك بعد أيام من تركيز الجيش اليمني هجماته على معاقل الحوثيين اعتمادا على المدفعية والطائرات الحربية بعدما تمكن المسلحون من إغلاق الطرق والمعابر الرئيسية من مديرية حرف سفيان في محافظة عمران جنوب صعدة وحتى منطقة الملاحيظ شمالا، وكذلك بين المناطق الجبلية المترامية لهذه المحافظة والتي تعادل مساحتها مساحة  لبنان (نحو 11 الف كيلومتر مربع).
وعلى رغم تأكيد السلطات اليمنية تقدمها في العديد من الجبهات ودك معاقل المتمردين وسقوط المئات منهم، إلا أن البيانات الدورية لوزارة الدفاع تفيد أن القتال لا يزال محتدما في مناطق الملاحيظ شمالا على الشريط الحدودي مع السعودية وفي جنوب صعدة وصولا إلى منطقة حرف سفيان في محافظة عمران والتي تتركز فيها المواقع التي أغلقها الحوثيون بقطع الطرق المؤدية إليها، مما سهل الإغارة على القوات المرابطة فيها بعد حصارها وقطع خطوط الإمداد عنها .
ولأيام غرقت قوات الجيش اليمني في حقول الغام قالت صنعاء إن المتمردين زرعوها في الطريق الرئيسي الذي يربط بين حرف سفيان وصعدة، وكذلك الطرق الترابية المؤدية إلى المواقع العسكرية المنتشرة في مناطق جبلية متفرقة في صعدة وعمران، وهو ساعد المسلحين على إخضاع العديد من المواقع العسكرية للحصار ومن ثم الاستيلاء عليها بعتادها .
واستنادا إلى ذلك يقول الحوثيون إنهم سيطروا خلال الأيام الأولى للمعارك على عدد من مواقع الجيش ليرتفع الى نحو 70 موقعًا عسكريا خلال ثلاثة اشهر في مديريات منبه، ساقين، الملاحيظ، سحار، جماعة، الصفراء، باقم وحرف سفيان في عمران.

 

صعوبات ميدانية

وتواجه قوات الجيش صعوبات في إحراز تقدم، لذا لجأت إلى استخدام الطائرات الحربية التي استطاعت الوصول إلى العديد من مناطق الحوثيين وتحصيناتهم الجبلية وخصوصا التي يشرفون منها على الطرق والمعابر الرئيسية.
ومع ذلك تؤكد صنعاء أن قواتها تمكنت من السيطرة على كثير من مناطق تمركز الحوثيين ومعاقلهم الرئيسية في مديرية حرف سفيان جنوبا وصولا إلى جنوب صعدة وشمالها.
وتزامناً مع تكثيف الضربات الجوية والمدفعية على المناطق التي أغلقها الحوثيون، يبذل الجيش جهوداً لفتح الطرق والمعابر الرئيسية بسبب التحصين الجيد للحوثيين في المعابر الجبلية المرتفعة والتي أخفقت الغارات الجوية في تدميرها.
ويعزو وزير الإعلام اليمني حسن احمد اللوزي  سبب تباطؤ الحسم العسكري الذي وعدت به صنعاء في إطار عملية "الأرض المحروقة إلى التضاريس الوعرة للمحافظة التي تنتشر في معظمها سلسلة جبال شاهقة،  ويقول إن من يتحدثون عن بطء المعارك لا يعرفون تضاريس محافظة صعدة وجغرافيتها التي خبرها المتمردون "فهي تتكون من ثلاثة أجزاء منها قاع صعدة المحاط بسلسلة جبلية ذات طرق وعرة، إلى مساحة مديرية حرف سفيان والمخطط الخبيث من حيث اتخاذ المواطنين دروعا بشرية، إلى استغلال التجمعات السكانية والمزارع لإدارة عمليات التمرد".

 

سير المعارك

ويرى خبراء عسكريون أن نجاح الحوثيين في الاستيلاء على بعض مواقع الجيش وتضييق الخناق على ما تبقى منها يعطي مؤشرا لإمكان دحر كل القوات المتمركزة هناك في حال فشلت صنعاء في فتح الطرق المؤدية إلى صعدة من محافظة عمران والتي يتم قضمها بسهولة.
وعلى رغم إعلان وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر احمد أن قوات الجيش تمركزت في المواقع نفسها التي كان يرابط فيها المصريون، وأن القيادة العليا غيرت استراتيجية الحرب اذ تم تجميع بعض الوحدات ونقل بعضها إلى مواقع أخرى، إلا أن المحللين العسكريين يؤكدون "أن الجيش اليمني ارتكب أخطاء جسيمة سبق أن ارتكبتها القوات المصرية في ستينات القرن الماضي، خصوصا بعدما نشرت قيادة الجيش قواتها في عدد كبير من التلال والمرتفعات مما ادى إلى تعدد الأهداف أمام مقاتلي حرب العصابات الذين مارسوا القنص والغارات السريعة والحصار على مواقع الجيش، فيما شكلت كثرة المواقع عبئا لوجيستياً كبيراً على المؤخرة، وهو الأسلوب الذي اعتمدته القوات المصرية في اليمن وتخلت عنه في أواخر الحرب واتجهت إلى ما سمي إستراتيجية النفس الطويل بتجميع القوات في حصن واحد يحتوي على قوة نارية كبيرة وتتحرك منه للقيام بهجمات سريعة على القوات المناوئة وإحباط أي محاولات هجومية عليه

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا