×

السوريون في صيدا.. صيادو ارزاق شاقة

التصنيف: المرأة

2010-11-10  06:43 ص  1808

 

البلد | محمـد دهـشة::::
"جئت الى لبنان هربا من الفقر والعوز.. وأجبرت على العمل صغيرا كي أعيل أسرتي بعدما توفى والدي ولم يبق لنا معيل".. كلمات يرددها الفتى السوري احمد الهاين (16 عاما) وهو ينادي على قريبه كي يرافقه في عمله اليومي بعد ساعات من الانتظار الطويل للحصول على اي "شغلة".
الهاين واحد من مئات العمال السوريين الذي تركوا بلادهم وجاؤوا الى لبنان من اجل تأمين قوت يومهم، منهم مهندسين وحملة شهادات وعمال وفلاحين ومزارعين ومتسربين من المدارس، يعيشون على هامش الحياة اللبنانية في المأكل والمشرب والحقوق ولكنهم يصنعون العمل في ورش البناء والمعامل والحدائق والمنازل، يرضون بأجور زهيدة ودون اي ضمانات، يركبون المخاطر ويتكدسون في غرف صغيرة بالكاد يدخل النور اليها، همهم إرسال ما يحصلونه بعرق جبينهم الى ذويهم وعائلاتهم كي يعيشوا بعيدا عن ذل السؤال.
عند مستديرة حارة صيدا ـ الهلالية ـ القناية التي تشكل حلقة وصل رئيسية بين صيدا وقرى شرقها، ينتشر هؤلاء العمال غداة كل صباح من اجل كسب رزقهم اليومي، هم عمال ولكنهم كصيادي الاسماك.. يرمون مع اشراقة كل شمس شباكهم على البر لا في البحر، وينتظرون زبونا ليلقطوا مدخولهم، يتدافعون نحو سيارته او حافلته، يستقلونها حتى قبل ان يتفقوا معه على الاجرة.
ويقول الهاين "لقد تركت المرسة باكرا وانخرطت في سوق العمل من اجل تأمين قوت العائلة بعد وفاة والدي، لدي شقيقان وست شقيقات، اضافة الى والدتي، وفدت الى لبنان منذ ثلاث سنوات واعمل في اليوم نحو ثماني ساعات واتقاضى ما بين 20 ـ25 الف ليرة لبنانية، المهم ان اعمل.
واضاف: كل يوم احضر الى هذه المستديرة انتظر رزقي، ونادرا ما عدت الى المنزل خالي الوفاض، اذ اوافق على اي عمل، ومهما كان متعبا ودون اي شروط، المهم ان احصل المال، لقد اشتقت الى اخوتي واريد العودة الى بلدتي الحسكة قبل الاضحى المبارك كي اقضي العيد معهم ثم أعود الى هنا للعمل مجددا.
فرق عملة
لا توجد احصائية رسمية لعدد العمال السوريين في صيدا ومنطقتها والجنوب ولكنهم يتجاوزون بضع الاف، ينتشرون بين احياء صيدا القديمة وحي البراد وحارة صيدا وصولا الى مخيم عين الحلوة حيث يعمل بعضهم ويستأجر بعضهم الاخر محالا تجارية ليبيعوا فيها كل المنتوجات السورية ولهم مركزان مهمان ومشهوران في الصرفند ولبعا.
ويؤكد العامل عبد العلي انه يعمل في صيدا منذ سنوات ويزور بلده الام سوريا بين الحين والاخر لقضاء اجازة مع عائلته، قائلا "لدي 9 اولاد ولم اجد عملا في سوريا يوفر لي ما احتاجه من مال، فجئت الى هنا واعمل في اي شيء، في البناء والزراعة ونقل اثاث المنازل واتقاضى يوميا 25 الف ليرة لبنانية"، موضحا "ان هناك فرق بين العملة اللبنانية والسورية ما يساعدني على العيش بكرامة ودون الحاجة".
عمل ومنزل
إبان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط عام 2005 تعرض العمال السوريون لمضايقات، ففضل بعضهم العودة الى سوريا خوفا من الانتقام، والبعض الاخر الانتقال الى مناطق اكثر أمنا، فانتقلوا من ساحة "النجمة" في المدينة الى مستديرة "ايليا" ومنها الى مستديرة حارة صيدا حاليا حيث باتت مقصدا لكل راغب في ايجاد عامل لقضاء حاجة يومية.
ويؤكد قاسم داعس (28 عاما) الذي يعمل في صيدا منذ 15 عاما أي اكثر من نصف عمره، "تغيرت المعادلة الان، فنحن عمال لا نتدخل في السياسة"، قبل ان يضيف "من المنازل الى العمل والعكس تماما كل يوم، نراقب ما يجري عبر الاخبار وشاشات التلفزة ولا نتدخل في السياسية، فنحن نريد ان نعمل ونعيش فقط"، مشيرا الى "ان اللبنانيين والصيداويين يعاملوننا على اننا اخوة واشقاء ولم نشعر يوما اننا غرباء".
انفاق وشاق
ورغم انهم ينفقون اموالهم خارج لبنان على عكس اللاجئين الفلسطينيين، الا ان الكثير من أرباب العمل يعترفون صراحة انهم باتوا يفضلون استخدام السوريين على الفلسطينيين الذين كانوا يحتلون المكانة الاولى في الاعمال الموسمية واليومية وحتى الشاقة، بسبب تدني أجورهم بعيدا عن اي حسابات سياسية او اقتصادية، ويؤكد العامل محمد عطية "اننا نبحث عن لقمة العيش في أي مكان، وبأي أجرة ولو كان العمل شاقا ومتعبا، مضى علي ست سنوات في صيدا والحمد الله الامور تمشي على ما يرام والمهم اننا نجد العمل الهدف من حضورنا الى هنا".
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا