×

عيد صيدا الحزين

التصنيف: Old Archive

2010-11-16  04:58 م  1663

 

 

 
رأفت نعيم
 
بالأمس اتشح عيد صيدا بالسواد ، ودمعت عينا عاصمة الجنوب في فجر الأضحى حزنا على فراق ابنها وقاضيها الشرعي المفتي الشيخ محمد دالي بلطة ، وشاركتها المصاب شقيقتها صور التي كانت تنتظر مفتيها الجليل صباحا ليؤدي صلاة العيد ويلقي خطبته في مسجد المدينة القديم ..
          كان رحيله مفاجئاً ، فتبدل المشهد فجأة من اجواء العيد الذي كانت تستعد صيدا وصور للإحتفال به الى اجواء الحزن والحداد التي عمت المدينتين ، وتوزعت مشاهد أسى ودموع بين منزل الفقيد في مجدليون ومستشفى حمود الجامعي حيث نقل اليه فجرا، ومساجد المدينة التي نعى أئمتها المفتي الراحل في خطب العيد، وبقي منبر مسجد صور القديم ينتظر خطيبه وعالمه الجليل الذي كان سيؤدي صلاة العيد فيه وكان مقررا أن يتقبل التهاني في دائرة اوقاف صور.. فاذا بصور تزحف ومعها الجنوب الى صيدا لتشاركها العزاء بمن أحبته المدينتان وعشقهما ، ولم تعرفا منه الا كل محبة وخير وموقف مدافع عن الحق وعن القضايا الوطنية والقومية وتفان لما فيه صلاح الأمة وخير الوطن..
          وبالأمس كان المشهد الأكثر تعبيرا عما كان يمثل المفتي الراحل رحمه الله من موقع وطني جامع ، حيث تسلم مهام افتاء صور في مرحلة من ادق المراحل التي مر بها  لبنان واستطاع بحكمته وسعة افقه وقلبه الكبير وبلطفه وتهذيبه وانسانيته وروحه المرحة أن ينسج علاقات المودة والاحترام والصداقة المتينة مع الجميع .. وتمكن في العديد من المحطات وبالابقاء على خطوط وخيوط التواصل قائمة مع الشركاء في الوطن من تحصين الموقف الاسلامي في وجه رياح الفتن التي تحاول ان تعصف بالوطن ..
ستفتقده صيدا ومحكمتها الشرعية ، وسيفتقده المركز الثقافي الاسلامي ومدارس الايمان المكان الحب الى قلبه حيث أرسى زرعا خيرا وواكب ثماره تينع جيلا بعد جيل .. وستفتقده كل بيوتات صيدا التي دخلها من باب القضاء الشرعي قاضيا يحكم بالعدل ومصلحا اجتماعيا وانسانيا وناصحا بخير الكلام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
ستفتقده ايضا صور ، المدينة التي قاسمت صيدا وتشاركت معها حبه في حياته ، والحزن عليها في وداعه الأخير .. ستفتقده دار الافتاء والأوقاف ، وبيوتات المدينة ومراكزها الثقافية والاجتماعية وبلديتها.. ستفتقده يارين ومروحين والظهيرة والبستان .. وكل جاراتها من قرى المنطقة ..
رحل المفتي الشيخ محمد دالي بلطة .. لكن بصماته المضيئة لا تزال تضيء حيثما حل ، وستبقى وتنمو كما السنابل علما ينتفع به وولدا صالحا يدعو له ..
رحمك الله سماحة المفتي القاضي .. وأسكنك فسيج جناته .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا