صيدا- رأفت نعيم

عمت أجواء الحزان والحداد عاصمة الجنوب صيدا في أول ايام عيد الأضحى المبارك ، بعدما صدمت المدينة فجرا بوفاة ابنها مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد صلاح دالي بلطة اثر تعرضه لنوبة قلبية حادة. وأعلنت فاعليات مدينة صيدا الغاء التهاني بالعيد حدادا على المفتي دالي بلطة.

وخيمت اجواء الحداد على صلوات وخطب العيد ، فقد أم مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد في مسجد الشهداء في المدينة بمشاركة عدد من فاعليات المدينة تقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي والقاضي الشيخ أحمد الزين ومنسق عام تيار المستقبل في جنوب لبنان الدكتور ناصر حمود والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود وأمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات..

وألقى المفتي سوسان خطبة العيد التي استهلها بنعي  المفتي الراحل دالي بلطة فقال: بنفوس مطمئنة مؤمنة موقنة بقضاء الله وقدره ، ننعي الى أهلنا في صيدا والى المسلمين وفاة سماحة مفتي صور وقاضي صيدا الشرعي العالم الحافظ لكتاب الله ، الشيخ محمد دالي بلطة رحمه الله ..

وتطرق المفتي سوسان الى الشأن الداخلي فقال:.. هذه صيدا مدينة الأوفياء ، تقول بملء الفم بقسم بيمين أن العدو هو اسرائيل ، لا نريد فحصا لدم ولا فحصا لوطنية .. هذا العدو هو اسرائيل وجودا وكيانا .. هذه صيدا لا تريد أن تطعن المقاومة لا في صدرها ولا في ظهرها ، بل ستبقى بوابة للمقاومة وللتحرير ولكل الشرفاء ولكل النبلاء والوطنيين ، في ظل العقل وفي ظل الطريق القويم لا طريق الاستغلال .. هذه صيدا اليوم تقول انها تتمسك بالحقيقة وبالعدالة بدون ثأر ، بل بهدوء وباستقرار وبأمن وفهم وتفهم ، بدون ثأر وبدون اي استفزاز .. تأخذ قرارها بصلابة ، وتؤدي دورها بهدوء . لا تريد عداوة مع احد ولا تريد طعنا في ظهر أحد . صيدا حريصة على وحدة هذا الوطن في ابنائه وفي ارضه وفي مؤسساته وفي كل ابناءه .. هذه صيدا صيدا متمسكة بالشراكة ، بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين ، في ظل اتفاق الطائف مرجعية قانونية ودستورية . هذه صيدا تدعو الى الحوار ، الحوار الهادىء الموضوعي العاقل .. لأننا سنعيش في هذا الوطن ولا يستطيع احد أن يلغي أحداً.. صيدا تؤمن في أعماقها ان كل سلاح يرتد الى الداخل هو سلاح مشبوه ، ترفضه وتقف في وجهه .. صيدا تتمسك بالعيش المشترك والوفاق الوطني والسلم الأهلي وبهدوء وباستقرار وبأمن . لأن المجرم ليس له هوية ولا مذهب ، وليس له دين .. هذه صيدا تنبذ الطائفية والمذهبية وستبقى حريصة على وحدة هذا الوطن في ارضه وفي شعبه وفي مؤسساته .

بعد ذلك توجه المفتي سوسان والقاضي الزين والسنيورة والسعودي وناصر وبسام حمود الى ساحة الشهداء المحاذية للمسجد وقرأوا الفاتحة لشهداء المدينة امام النصب التذكاري لهم.

فتحت دار الافتاء في صيدا قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مبنى الأوقاف الاسلامية لتقبل التعازي بالمفتي الراحل وتقبل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وعدد من العلماء وعائلة الفقيد التعازي من فاعليات رسمية وسياسية وروحية وهيئات اقتصادية واجتماعية وتربوية ورؤساء بلديات ووفود شعبية من مختلف مناطق الجنوب. كان ابرزها : رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ، محافظ الجنوب نقولا بوضاهر، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي والسيد شفيق الحريري ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ، ونائب الأمين العام للجماعة الاسلامية الشيخ محمد الشيخ عمار، وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، والدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس تيار الفجر عبد الله الترياقي، المطران الياس كفوري ووفد من رعية مارنقولا للروم الأرثوذكس في صيدا، ومدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ووفد من اوقاف صور تقدمه أحمد جودي وحشد من الشخصيات والوفود المعزية .

وتقبلت النائب بهية الحريري التعازي الى جانب زوجة وعائلة المفتي الراحل في منزله في مجدليون.