هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بسحب رعدية على المشاعر المقدسة في منى

التصنيف: Old Archive

2010-11-18 07:32 م 1007

يقضي ملايين الحجاج اليوم الخميس 18-11-2010 ثاني أيام التشريق، بينما يستعد المتعجلون منهم إلى المغادرة، وهو ما يسمى بالتعجل، وذلك في المرحلة الأخيرة من موسم الحج الذي شهد أكبر عدد من الحجاج وأقل قدر من الحوادث.

في الوقت نفسه، أعلن وزير الصحة السعودي عبدالله الربيعة أن موسم الحج لهذا العام كان خالياً من تفشي الأمراض الوبائية أو المحجرية. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في مقر مستشفى منى للطوارئ.

هذا وقد حذر الدفاع المدني السعودي من أمطار وسيول بين جدة ومكة، بعد تواصل هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بسحب رعدية على المشاعر المقدسة في منى ومكة المكرمة الخميس ، لليوم الثاني على التوالي دون التسبب في أي مشاكل.

وقال مدير الدفاع المدني إن الأمطار لم تتسبب في وقوع أي حوادث في مشعر منى نتيجة للأمطار، كما نفى حدوث حريق في قطار المشاعر.

ووضعت السلطات السعودية خطة أمنية تشرف على تنفيذها القوات الأمنية بالتنسيق مع الدفاع المدني من أجل تسهيل عملية السير من منى إلى المسجد الحرام. ومن المنتظر أن يشارك قطار المشاعر في نقل الحجاج المتعجلين.

وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة في السعودية استمرار سقوط الأمطار حتى يوم الاثنين المقبل.

كانت الهيئة توقعت أمس الأربعاء أن "يستمر تواجد تشكيلات من السحب المتوسطة والمنخفضة على منطقة المدينة المنورة ومناطق شمال المملكة تشمل
حائل والأجزاء الشمالية لمنطقة القصيم والرياض تمتد حتى الحدود الشمالية".

وأضافت أن "تشكيلات من السحب تتخللها السحب الركامية الرعدية تصحب بنشاط في الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية على وسط البحر الأحمر
والفرصة مهيأة لتحركها نحو سواحل منطقة مكة المكرمة في حين لا يستبعد أن تشمل السحب الرعدية أجزاء من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة قد تهطل منها
أمطار خفيفة إلى متوسطة".

ونبهت السلطات السعودية على الحجاج باتخاذ الإجراءات اللازمة استعدادا لهطول الأمطار على المشاعر المقدسة ، والتي يتوقع أن تتواصل على مدى
الأيام الخمس المقبلة ، وفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية السعودية.

ومع اقتراب موسم الحج من نهايته، وجّه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة إلى ضيوف الرحمن أكد فيها حاجة الأمة الإسلامية إلى الحوار مع نفسها قبل غيرها.

وجدّد الملك عبدالله في كلمته تفاؤله بنجاح مشروع المملكة للحوار بين أتباع الأديان، ودعا إلى تذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وإلى التأكيد على ما هو مشترك، لتتمكن الأمة من تجاوز خلافاتها وتُقرب المسافات بينها.

وشدّد الملك عبدالله أيضاً على أن المملكة لن تسمح لأحد بتعكير صفو شعيرة الحج المبارك أو النيل من أمن ضيوف الرحمن.

وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي، في كلمة وجهها للحجاج نيابة عن العاهل السعودي، إن الأمةَ الإسلامية تستحق وضعاً اجتماعياً وثقافياً أفضل من الحالي.

وجاءت كلمة الأمير نايف بحضور ستة رؤساء دول وعدد من القيادات السياسية والدينية في العالمين العربي والإسلامي.

وفي حديث لقناة "العربية"، قال الأمير خالد الفيصل، رئيس لجنة الحج المركزية، إن الجدوى من كل الجهود المبذولة في موسم الحج هو أن تقدم السعودية حكومة وشعباً خدمة إنسانية وروحانية وإسلامية إلى ضيوف الرحمن.

جسر الجمرات

ولم تشهد منطقة الجمرات ازدحامات خانقة حيث إن جسر الجمرات الضخم المتألف من خمسة مستويات أسهم في سلاسة التحرك. ويسلك الحجيج طريقهم على هذه الجسور لرمي الجمرات ويعودون أدراجهم من طريق مختلفة، ويستوعب كل جسر 120 ألف حاج وزود كل منها بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة.

وبدا جلياً تأثير مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى الذي نفذته حكومة خادم الحرمين الشريفين، والذي بلغت تكلفته نحو أربعة مليارات و200 مليون ريال سعودي، في حل مشكلات الزحام عند رمي الجمرات التي كانت تشكل هاجساً وخوفاً عند الحُجاج بسبب الحوادث التي وقعت في الأعوام السابقة جراء التدافع والتزاحم عند الرمي.

وأتاح المشروع للحجاج أداء نسك رمي الجمرات براحة تامة وبسهولة لتعدد طوابق الجسر وتعدد المسارات المؤدية إليه وتوافر كل الخدمات الأمنية والصحية على مدار الساعة في مواقع مختلفة من الجسر.

إلى ذلك، أكد الدكتور أسامة البار، أمين مكة المكرمة، أن مكة ستشهد الكثير من المشاريع التطويرية لتسهيل عملية الحج في المستقبل، وأن وجه المدينة سيتغير في العقد المقبل.