زعمت إحدى الدراسات أنَّ الأعاصير المسمَّاة بأسماءٍ مؤنثة تكون أكثر فتكاً من تلك التي تُطلَق عليها أسماءٌ مُذكَّرة لأنَّ الناس ينخدعون بأسمائها المرتبطة برقة الأنوثة فيميلون لأخذها بجديةٍ أقل.
ويطرح البحث أنَّ تغيير اسم إعصارٍ شديد ليصبح “إلويز” بدلاً من “تشارلي” قد يرفع حصيلة قتلاه بمقدار ثلاثة أضعاف، حسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وقال الباحثون إنَّ السلطات تُعطي أسماءً للعواصف الكُبرى لاعتقادهم أنَّ ذلك سيساعد الناس على تذكُّر النصائح المُتعلِّقة بحماية أنفسهم من تقلُّبات الجو.
وكتبوا في المجلة الرسمية للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة (PNAS): “لكن هذه الممارسة تتطرَّق أيضاً لصورٍ نمطية مترسِّخة مُتعلِّقة بالجندر ويتمسَّك بها الكثيرون، قد تحمل بدورها عواقب مميتة”.
إذ حلَّل الباحثون بجامعتي ولايتي إلينوي وأريزونا الأميركيَّتين معطيات تعود لأكثر من ستين عاماً قبل التوصُّل لذلك الاستنتاج.
وكتبوا: “نحن نعرض حقيقة أنَّه يمكن الحكم على كارثةٍ طبيعية لمجرد ارتباطها رمزياً بنوعٍ اجتماعي ما من خلال تسميتها، بطرقٍ تلائم الأدوار الاجتماعية والتوقّعات المنوطة بهذا النوعِ الاجتماعي”.
وأضاف الباحثون: “وبالتحديد، تشير تحليل المعطيات الأرشيفية لحصيلة قتلى الأعاصير في الولايات المتّحدة إلى أنَّ العواصف شديدة الخطورة ذات الأسماء المؤنثة ترتبط بوقوع عدد أكبر من الضحايا على نحوٍ ملحوظ”.
وقالوا: “تحرَّينا تفسير هذا الاكتشاف غير المتوقّع من خلال ستة تجارب. وأظهرت تلك التجارب أنَّ التصوُّرات المُتعلَّقة بالجندر من حيث الشدة والقوة هي المسؤولة عن اعتبار الناس أن الأعاصير ذات الأسماء المؤنثة أشد خطراً وحدة من مثيلاتها المذكرة”.
واستطردوا قائلين: “قد يكون لهذه الاكتشافات آثارٌ هامة على مدى التأهب لمواجهة الأعاصير وعلى السلامة العامة”.
وحالياً فإنَّ الإعصار إرما، وهي عاصفة من الفئة الخامسة، يضرب منطقة جزر الكاريبي بعد أيامٍ قليلة تسبّب الإعصار هارفي في دمار مدينة هيوستن بولاية تكساس والمناطق المحيطة بها.
لكنّ الدراسة المنشورة عام 2014 لم تلق اقتناعاً من الجميع.
ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست في تقريرٍ آخر، فقد أصدرت المجلة العلمية التي نُشِرت بها الدراسة لاحقاً عدداً من المقالات التي جادلت بأنَّ الدراسة المذكورة كانت معيبة.