استحضرت أسرتا ثانوية رفيق الحريري ومركز النشاطات اللامنهجية في مؤسسة الحريري صيدا مسيرة وعطاءات المربية خيرية الدرزي التي رحلت بعد صراع طويل مع المرض وابت أن تغادر قبل ان تشارك زملاءها وزميلاتها ورشة بدء العام الدراسي الحالي فلم تتخلَّ عن عطائِها الصّامتِ حتّى في آخر لحظاتِ ألمِها وحياتها ..

ففي حفل تأبيني لها اقيم في قاعة ثانوية رفيق الحريري في صيدا لمناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها ، اجتمعت عائلتا خيرية، الأهل والأقارب، والزملاء ورفاق الدرب، مستذكرين التي لا تنسى، الانسانة وشعلة مركز النشاطات التي لم يطفئها الا الموت، والمعلمة والمدربة ومؤلفة قصص الأطفال التعليمية صديقة الصغار والكبار.. وتقدم الحضور:النائب بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري وممثل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ حسين حبلي ورئيس رابطة اطباء صيدا الدكتور هشام قدورة ومديرة الثانوية رندة درزي الزين وهيئات اهلية وتربوية وحشد من زملاء الفقيدة في الثانوية ومركز النشاطات وعائلتها ..

*بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة لروح المرحومة الدرزي ، كانت كلمة ترحيبية من الاعلامي وسام حنا أحد خريجي مركز النشاطات اللامنهجية حيث استذكر بعضا من المواقف والمحطات التي عايش فيها الفقيدة . وألقى احمد جرادي كلمة مركز النشاطات فاستذكر بدوره مسيرة المرحومة المعطاءة لا سيما في مجال العمل التطوعي ومشاركتها في صيفيات الاولاد ضمن المركز حتى خلال فترة مرضها حيث قاومت وبقيت تعمل كأن شيئا لم يكن ..

*وتحدثت مديرة ثانوية رفيق الحريري رندة درزي الزين فرثت الفقيدة بكلمة مؤثرة قالت فيها : .. تشرين الأوّل بدايةُ عامٍّ دراسيٍّ جديدٍ ، أعمالٌ هنا ، تحضيراتٌ هناك ،الكلُّ منهمكٌ ، و هي أيضًا لم تتخلَّ عن عطائِها الصّامتِ حتّى في لحظاتِ ألمِها لأنّهاالمسؤولةُ المحبّةُ المتعلّقةُ بعملِها .. فشعلةُ الحماسةِفي داخلِها وابتسامةُ الرّضى اللامعةُ في عينيها لم تنطفئا.. عرفناك أيّتها المعلّمةُ المجاهدةُ وردةً في عمر الشّبابِ تقتحمُ فناءَ هذا الصّرحِ بحماسةٍ حاملةً رايةَ الحبِّ والعلمِ لتزيّينَ بألوانِها قلوبَ الأطفالِ وجدرانَ الصّفوفِ ولوحاتِ فرحٍ لا زالت ترتسمُ على الرّفوفِ.. عرفناكِ انسانةً تؤمنُ بالتّماسكِ والتّكافلِ المجتمعي، فكنتِ في العائلةِ السّندَ ، وكنتِ للأطفالِ في صيفيّاتِ الأطفالِ يدًا تمتدّ لتعلّمَ وترسمَ الابتسامة.. أحببتِ الطّفولةَ ، فأصررتِ على البحثِ والتّنقيبِ عن طرائقَ تعلّميّةٍ تجذبُ إليها هذه الطّفولةَ ، فجاءت قصصُكِ حاملةً للمعاني التّربويّةِ في قالبٍ مُشرِقٍ حدوده الجملة ، فأحسنُ الكلامِ ما كانَ قليلُه يُغنيك عن كثيرِهِ . . .

*وألقت النائب الحريري كلمة استحضرت فيها مسيرة الراحلة فقالت: ينقطع المرء ذكره إلاّ من ثلاث : ولدٌ صالحٌ يدعو له صدقة جارية وعلمٌ ينتفع به. رحم الله فقيدتنا الغالية المرحومة خيرية سعد الدين الدرزي، فكم من أولادٍ صالحين علّمتهم ورعتهم .. وغرست في نفوسهم الإيمان والقيم السامية، وكم من عملٍ خيّرٍ قدّمته من خلال تطوّعها .. وهو بمثابة صدقةٌ جارية من أجل أهلها ومدينتها ووطنها فكانت خيرُ من تطوّع للإعمال الإنسانية والخيّرة، وكم ساهمت في تعليم البنات والأبناء ليستفيد الوطن من علمهم وخبراتهم جيلاً بعد جيل .. لقد كانت فقيدتنا خيرية اسماً على مسمى، وكأنّي بها أرادت خلال وجودها في الحياة أن تكون اسماً على مسمّى فكانت خيرُ زميلة وخيرُ صديقة وخيرُ مربية وخيرُ ناشطة إجتماعية  وإنّنا إذ نفتقدها بحزنٍ عميق، لأنّ مجتمعنا بأمسّ الحاجة إلى مثيلاتها في كلّ مكان وميدان لنطمئن إلى مستقبل بناتنا وأبنائنا علماً وأخلاقاً وتربية .. وإنّنا اليوم نلتقي جميعاً لنحيي ذكراها العطرة .. ونستحضر مسيرتها المعطاءة وهي التي واكبت مسيرة ثانوية رفيق الحريري لتساهم في جعلها مدرسةً في المسؤولية العلمية والإجتماعية والوطنية .. وإنّني اذ أتوجّه من عائلتها وأسرتها التربوية ومدينتها بخالص العزاء.. فإنّني أدعو وإيّاهم الله العلي القدير أن يسكنها فسيح جنانه وأن يلهم أهلها وزميلاتها وزملائها الصبر والسلوان ..

*وفي الختام ألقى كلمة عائلة الفقيدة كل من ابنة اخيها نور الدرزي وزوجة اخيها غادة الدرزي حيث توجهتا بالنيابة عن افراد العائلة بالتحية والتقدير الى النائب الحريري لثقتها ودعمها الكبيرين للمرحومة طوال 28 عاما من عملها الدؤوب في ثانوية رفيق الحريري ومركز النشاطات اللامنهجية ووقوفها الى جانبها في ايامها الصعبة وطيلة فترة مرضها .. ووجهوا الشكر ايضا الى كل من شارك في الحفل وواسى العائلة في مصابها الأليم .