أقام قطاع الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري ندوة بعنوان "الإعلام والنضال الوطني" تحدثت فيها الإعلامية أوغاريت دندش، حضرها رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ونائبه خليل الخليل، عضو لجنة العلاقات السياسية لمنطقة بيروت إبراهيم ياسين، وممثلو هيئات طلابية وشبابية وإجتماعية.. إضافة إلى حشد من المواطنين و الطلاب.
الطالب نور حنينة ألقى كلمة ترحيب بالإعلامية أوغاريت دندش، مما جاء فيها إن للإعلاميين الشرفاء دوراً أساسياً في النضال من خلال المساهمة في الإضاءة على أوجاع الناس ومشاكلهم. وللإعلاميين أيضاً دور أساسي في محاربة الغزو الثقافي من قبل الصهيونية، ودور أساسي في النضال الإجتماعي والإقتصادي. على عكس بعض الإعلاميين الذين باعوا ضمائرهم من أجل حفنة من المال أو من أجل منصب. أما أوغاريت فهي طبعاً من صلب الإعلاميين الشرفاء.
""كنت أنظر ولا أصدق أني وطأت أرض فلسطين. هل هذه فعلاً فلسطين؟ إنها فعلاً فلسطين" بهذه الكلمات بدأت الصحافية اللبنانية أوغاريت دندش من تلفزيون الجديد برواية ما حدث معها وزملاؤها على متن سفينة الأخوّة المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية لأهالي غزة المحاصرة التي أجبرتها قوات الاحتلال الصهيوني على الرسو في ميناء أشدود، واحتجزت ركابها وحققت معهم واعتدت عليهم بالضرب، قبل أن تطلق سراحهم.
أهلاً وسهلاً بالإعلامية المناضلة أوغاريت دندش في صيدا عاصمة الجنوب المقاوم.
الإعلامية أوغاريت دندش شكرت الدعوة ، واعتبرت أن الإعلام والنضال الوطني ليسا قضيتين مختلفتين. فالإعلامي يجب أن يكون لديه خيار، وعليه ممارسة مهنته بطريقة شريفة، وأن يكون لديه منطلقات، وأن يتحلى بالصدق، فالعمل النضالي قضية حياة.

 

إن الإعلاميين في لبنان حكم عليهم التاريخ والجغرافيا أن يكونوا في زمان ومكان وجودهم فيه مهدد من قبل الوجود اليهودي في فلسطين. لذلك الخيار الأنسب لنا هو المقاومة وعدم الاستسلام، وعلينا أخذ القرار بالمواجهة عبر وضع خطة مواجهة متكاملة وشاملة تشمل الإعلام.
وأعربت أوغاريت عن فخرها لوطوئها أرض فلسطين، وتحدثت عن تجربتها على سفينة الأخوة، وقالت أنها شعرت بالغضب عند رؤيتها الجنود الصهاينة، وأنها لم توقّع على أي ورقة، كما أنها لم تجب عن أي سؤال وجه إليها، معلّلة ذلك بالقول إن من يحق له التكلم معها فقط الدولة الفلسطينية، وتحديداً بحدودها التاريخية لسنة 1948.
وأضافت:" إن السفينة التي ذهبنا بها لم تكن محملة بالمساعدات فقط لأهل غزة، بل كانت محملة بما يمثله الغزاويين؛ وهو الكرامة والعزة التي باتت مفقودة عند بعض العرب، كانت محملة بالعنفوان والقدرة على المواجهة على الرغم من أننا لم نكن مسلحين ومدربين. لقد أبحرنا من بحر صيدا وصور اللتين رفضتا الاحتلال منذ 2000 – 3000 سنة حتى اليوم. ذهبنا محملين بمعاني هذه الأرض التي تعرف ماذا تعني المقاومة وماذا تعني الكرامة".
وأسفت أوغاريت لوصول الخيانة ببعض الأنظمة ومواقع السلطة العربية والنفوس الذليلة إلى مكان لم يعد يحركهم دم طفل يهدر، أو شاب يقتل، أوعائلات تحاصر، أو مجازر جماعية ترتكب. وأضافت:" نحن في زمن الرأي العام المضلل الذي يعتبر خطاباتنا خطابات الخاسرين. لذلك علينا التحلي بالمسؤولية، لأن خيار المواجهة هو الخيار الأنسب. نحن لدينا هوية قومية واضحة، وأرض وتاريخ يجعلاننا أمة حرة بين الأمم، وإن فقدنا الأمل بإرجاع ما أضعناه تكون الخسارة الحقيقية ".
وفي حوار مع الطلاب الحاضرين، ورداً على أسئلة حول تأثير الغزو الإعلامي على صعيد المصطلحات، وعن الإعلام المسيّس، وتأثيره على الشعب وعلى ثقافة المقاومة، ودور التحركات الشعبية، قالت أوغاريت:
إن الحدود بين لبنان وفلسطين رسمها الاحتلال الفرنسي والبريطاني سنة 1919، وكرستها إتفاقية سايكس بيكو. نحن لا حدود بيننا وبين فلسطين، هذه الحدود رسمتها الاحتلالات، ونحن لن ننتظر من أحد أن يعلمنا حب فلسطين. فمن قرر التفاوض والمساومة والاستغناء عن جزء من فلسطين لا يحق له أن يقول إنه فلسطيني. لذلك لا بد من أن تكون المقاومة خياراً لنا لتحرير الأراضي المحتلة. هذه المقاومة التي تحاول الكثير من القوى مهاجمتها والتصدي لها بحجة أنها ذات لون طائفي واحد، ما يعتبر كذباً لأنهم كانوا ضد جبهة المقاومة الوطنية على الرغم من أنها كانت تجمع كل أطياف المجتمع.
إن المقاومة ليست لفئة معينة في الوطن. ومعركتنا هي معركة وجود ضد أعداء الداخل أيضاً، ليس لأشخاصهم بل لأفكارهم التي تمس بالمقاومة وثقافتها. وطريق النضال طويل مع حالة التخلف والجهل. وأضافت:" كل إعلامي يمس بالمقاومة ويعرضها للخطر هو عميل لا يختلف عن العميل الذي يقبض من العدو الاسرائيلي مقابل تقديم المعلومات".
و أسفت أوغاريت لاستبدال بعض القنوات بعض المصطلحات. مثال ذلك؛ عوضاً عن استخدام كلمة استشهد يتم اليوم استخدام كلمة قتل. وأرجعت السبب إلى توجهات بعض القنوات اللبنانية وخياراتها. وقناة " الجديد" أثبتت أنها قناة واضحة في هدفها، والعدو محدد بالنسبة لها وهو العدو الصهيوني.
كما اعتبرت أن التحركات الشعبية وحدها غير كافية، بل يجب أن تكون ضمن خطة مواجهة شاملة، من ضمنها وسائل الإعلام لما لها من تأثير مباشر على الرأي العام.
وفي نهاية الندوة قدمت الطالبة زينة الرواس بإسم قطاع الطلاب باقة من الزهور وشال يمثّل علم فلسطين للإعلامية أوغاريت دندش.