مقابلة للدكتور ناجي قديح مع إذاعة صوت لبنان.

بدايةً تكلم لنا عن الأزمة التي حصلت في صيدا، والحلول التي أعلنت، وخاصةالإتفاق والـ 72 ساعة لوجود موفدين من وزارتي البيئة و الصحة يكون لهم وجود دائم في معمل النفايات. وماذا طبق من هذه الحلول ؟

حقيقةً سوف أتكلم عن الوقائع بمعزل عن الأجواء الإعلامية التي رافقت الأزمة، المعمل يعمل بطريقة مقبولة بل هي الأفضل في كل معامل لبنان التي تتعامل في النفايات ولكن حلقات ادارة النفايات غير مكتملة في صيدا كما هو في كل لبنان. يعني أزمة النفايات غيرمحصورة في صيدا فقط، هي أزمة وطنية عامة نظراً لغياب السياسات السليمة على مستوى الحكومة والحكومات المتعاقبة. المعمل موجود ويعمل بشكل جيد جداً ولكن غير متوفر له مطمر صحي ينقل إليه المتبقيات التي تنتج نتيجة عمليات الفرز حتى وإن هو يعمل بفاعلية عالية جداً لا تقارن مع المستوى الضعيف جدأً لفاعلية عمل معمل الكارنتينا والعمروسية. اذا أردنا أن نتكلم بالأرقام، فإن فاعلية الفرز في الكارنتينا لا تتجاوز 15% بمعنى 85% من النفايات تذهب إلى المطامر وكذلك في معمل العمروسية فإن فاعلية الفرز هي 8% بمعنى 92% من النفايات التي تدخل إلى المعمل تذهب إلى مطمر الكوستا برافا في حين أن معمل صيدا فاعلية الفرز فيه 80% يعني فقط 20 او 21% متبقيات. المؤسف أنه لا يوجد مطمر صحي تذهب اليه لذلك فهي تتراكم في ساحة المعمل فأصبح لديه هذا الجبل من المتبقيات  التي تسميها الناس عوادم طبعاً خطأً وهذه هي التي سببت كل المشكلة. أضف إلى ذلك أنا تابعت الموضوع بتكليف من رئيس بلدية صيدا وتحققت من المصدر الحقيقي أو المصدر الرئيسي للروائح وتبين أن البحيرة التي أنشأوها عندما وضعوا السنسول البحري بعد معالجة مكب صيدا العشوائي وبدأو يرمو فيها ردميات مخلوطة مع نفايات آتية من كل هب و صوب . يعني من نفايات دباغات ونفايات مصانع الخ... خلطوها مع ردميات يردمون فيها البحيرة. أضف إلى أن هناك مجرور صرف صحي يصب في قلب البحيرة لكن في الوقت الحالي غيروا إتجاهه وحولوه إلى البحر ولكن لشهور وأكثر من سنة أو سنتين بقي يصب في هذه البحيرة وبالتالي كانت تشكل البحيرة مصدراً لروائح فظيعة، برأي أنا هي المصدر الرئيسي للروائح البشعة التي تتعرض لها صيدا.

دكتور ما هي برأيك طرق المعالجة ؟

أما طرق المعالجة فأنا قمت بمتابعة للوضع في صيدا على مدى شهرين ورأيت كل الأسباب ورأيت الوضع في المعمل والتوصيات التي وضعتها في تقريري هي التالية:

أولاً: يجب أن تتعالج الروائح في البحيرة ويجب أن يتوقف صب المجرور البحري فيها وأن يعملوا على نقله أو تغيير إتجاهه. وممكن معالجة مصدر الروائح معالجة كيميائية نروح فيها بعدين .

ثانياً: لا بد من تأمين مطمر صحي نظامي موقعه مدروس بطريقة يكون بعيد عن أماكن السكن، يستقبل المتراكمات من المتبقيات التي يسموها عوادم ، الجبل الذي هو المصدر الأساسي لكل هذه الأزمة، أنا طلبت اليوم قبل غدأً أن ينتقل هذا الجبل إلى مطمر صحي.

هل هناك مكان محدد؟

على إتحاد البلديات أن تجد موقعاً وليست صيدا وحدها ، هناك إتحاد طويل عريض في المنطقة يجب أن يجدوا موقع مناسب وانا قلت لهم نحنا قادرين كخبراء بيئيين أن نساعد في إختيار الموقع المناسب، فيبقى على البلديات أو روؤساء البلديات أن يتفقوا على هذا الموضوع.

لا يمكن أن تنحل أزمة النفايات لا في صيدا ولا في غير صيدا بدون أن تكتمل حلقات الإدارة المتكاملة للنفايات التي هي جمع ونقل بدون كبس وضغط للنفايات إلى مركز للمعالجة والتدوير والفرز ومطمر صحي يستقبل المتبقيات .بدون إكتمال هذه الحلقة سوف تيبقى مستمرة وتنتقل من منطقة لمنطقة من صيدا لبيروت لطرابلس لكل مناطق لبنان، السياسات الناقصة التي تمارسها الحكومات المتعاقبة في موضوع ملف النفايات هي التي تسبب هذه النفايات وليس يعني ضعف من هنا أوهناك هوضعف إستراتيجي على مستوى سياسات الدولة في إدارة النفايات في لبنان.