أطلق الدكتور معين حمزة مدير العام المجلس الوطني للبحوث العلمية والمركز الوطني لعلوم البحار تقريراً أعلن فيه عن نوعية المياه في البحر على طول الشاطئ اللبناني، في مؤتمر عُقد في مقر الأمانة العامة للمجلس في بيروت، شارك فيه ك مدير المركز الوطني لعلوم البحار والدكتور ميلاد  فخري مدير مركز علوم البحار والدكتور غابي خلف.عدد من الهيئات الحكومية والاختصاصيين وعدد من الشخصيات التي تمثل القطاع الخاص ومراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني. 

وفي الجداول المرفقة، تبدو نتائج العينات التي أخذت من المياه اللبنانية، وأوضح المركز أنّه عندما تكون النتيجة من 0 الى 200 مستعمرة بكتيريا في 100 ملل من المياه، فهذا يعني أنّ النتيجة جيدة، ومن 200 الى 500 تكون المياه مقبولة، وقد جاءت نتيجة شاطئ صيدا الشعبي (455 مستعمرة بكتيريا) وهي نتيجة مقبولة وذلك ما قامت به بلدية صيدا بتحويل المجاري إلى معمل الصرف الصحي ما يعني أنه بإمكان المواطنين النزول الى البحر لممارسة هواية السباحة كما وأن جزيرة صيدا تعتبر من المناطق الجيدة والآمنة للسباحة، أمّا إذا تعدّت ذلك وبيّنت النتيجة وجود أكثر من 500 مستعمرة بكتيريا في 100 ملل فتكون المياه سيئة وملوّثة.

وبحسب الجداول، فالمياه التي كانت نتيجتها أنّها ملوثة هي في شاطئ شعبي في طرابلس (757 مستعمرة بكتيريا)، قرب مصبّ نهر انطلياس (285 ألف مستعمرة بكتيريا)، المنارة – الجديدة (20350 مستعمرة بكتيريا) وشاطئ الرملة البيضاء الشعبي (26750 مستعمرة بكتيريا).

كان لعضو المجلس البلدي في بلدية صيدا الاستاذ كامل كزبر مداخلة في المؤتمر أكد فيها على نظافة شاطئ صيدا وأهمية تحويل المجاري عن مياه البحر، كما واكد على أن بلدية صيدا بصدد إنشاء حديقة بحرية بالتزامن مع العمل على المتابعة بشكل شهري لتحديد نسبة التلوث بالتعاون مع مركزكم ومراكز الابحاث الاخرى، فباسم بلدية صيدا ورئيسها نثني على جهودكم وعلى التعاون الذي يحصل بين مركزكم وبين بلدية صيدا.

كما أعلن السيد كزبر في مداخلته أن بلدية صيدا أقفلت 26 مجرورا كانوا يصبون في البحر ويتبقى 3 مجاري، كما وتعاني مدينة صيدا من التيارات المائية التي تأتي بالمجاري من خارج الحدود البحرية الصيداوية شمالا وجنوبا  بالاضافة الى أن بلدية صيدا هي البلدية الوحيدة التي تملك محطة لتكرير الصرف الصحي على الشاطئ اللبناني.

رد الدكتور حمزة: نحن نعلم ذلك ونطلب من بلدية صيدا عبر حضرتكم أن تعمل على إقفال المجاري المتبقية وتحويلها الى محطة الصرف الصحي ونؤكد أن الوضع سيزداد تحسنا ويصبح البحر خاليا من التلوث.

ميلاد فخري

من جهته، أكد مدير المركز الوطني لعلوم البحار الدكتور ميلاد فخري في عرض للنقاط البحرية أن "المركز يتبع توصيات برنامج الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتبيان الحالة البكتيرية لمياه البحر"، لافتا الى ان "فريق المركز يأخذ عينات من 25 محطة موجودة على كامل الشاطئ اللبناني من العريضة شمالا حتى الناقورة جنوبا، من الأماكن التي يرتادها الناس لممارسة هواية السباحة وجميع النشاطات المائية، ونقوم بأخذ عينات من عمق يراوح بين متر ومترين، كما نرفع عينات من عمق 50 سنتم".

وأوضح أن "هذه العينات توضع في التبريد وتؤخذ مباشرة إلى المختبر في المركز، حيث يقوم الباحثون ومساعدوهم بتحليلها، لمعرفة كميات تركيز البكتيريا العقدية البرازية والقولونية البرازية، اللتين تقدمان مؤشرات عن نوعية المياه وعن احتمال وجود بكتيريا معدية قد تؤدي إلى انتشار امراض مختلفة".

وأوضح أن "حل مشكلة تلوث البحر سهل وصعب في الوقت نفسه، نظرا الى وجود ثلاثة أنواع من التلوث، العضوي والبكتيري والكيميائي"، مشددا على وجوب "وقف مصادر التلوث المعروفة وأهمها مصبات الصرف الصحي على طول الشاطئ اللبناني، وعلى الدولة اللبنانية أن تعيد إحياء مشروع إنشاء 12 محطة تكرير للمياه الآسنة على الشاطئ اللبناني، كي نخفف الضغط عن البحر، بعد تكرير المياه الآسنة وإزالة المواد العضوية والبكتيرية الملوثة منها".

وحمل فخري المواطنين جزءا من "المسؤولية البيئية"، معتبرا ان "عليهم أن يكونوا مساعدين أساسيين في حماية البحر اللبناني والشاطئ".

واوضح ان "دراسة اعدت ضمن أطروحة دكتوراه ما بين لبنان وجامعة ULCO في فرنسا، أظهرت وجود المعادن الثقيلة بتركيزات (رصاص، زئبق، كادميوم) بمعدل أدنى من المسموح بها عالميا في عضل الأحياء البحرية (سمك، قريدس، صدفيات) المأخوذة من أماكن عدة على طول الشاطئ وفي فترات زمنية مختلفة"، مطمئنا اللبنانيين الى أن "لا خطر على السمك البلدي في لبنان ويمكن استهلاكه بطريقة طبيعية".

للمزيد من المعلومات حول الشواطئ اللبنانية ونسبة تلوّث المياه، يمكن الإطلاع على الصور المرفقة.