×

<جمعية رعاية اليتيم تزيين طرقات صيدا القديمة

التصنيف: Old Archive

2009-10-14  05:35 ص  1161

 

يختلفون عن الآخرين، لأنهم ولدوا بمشاعر تفوق قدرات العقل على ايجاد ضوابط لها، لكنهم يختزنون في ذاتهم مواهب ومهارات، تكبر وتصبح ماثلة للعيان، إن عرفنا كيف نخرجها ونوظفها لخدمة المجتمع واعادة الثقة لذاتهم··

أنهم ذوو الإحتياجات الإضافية، يحتاجون الى مزيد من الإهتمام والرعاية، لكن صفاء قلوبهم يجعلهم أقرب الى الإبداع والفن من الآخرين، وإن كان للعقل دور كبير، لكن كم من مفكر أبدع إن اطلق لمشاعره وحواسه العنان، ولم يقيد ضوابطه العقلية بكل مألوف أو معتاد··

يتعلمون في قسم ذوي الإحتياجات الإضافية في <جمعية رعاية اليتيم> ? صيدا، كل المهارات التي تجعلهم أكثر ابداعاً وقدرة على مواجهة المجتمع، فمن الرسم الى الأشغال اليدوية، تعددت المهارات الفنية، ولكن الإبداع الحقيقي يأتي عملاً يخدم المجتمع من خلال مهنة الزراعة التي أريد لها أن تزيّن بنتاجها بعض طرقات صيدا القديمة ومداخل الجمعية، لتكون سلاحهم لحياة كريمة·

كل ذلك، ليتشاركوا هموم مجتمعهم ويعتنون به، بدلاً من أن يعتني هو بهم، فيصبح الهم الإجتماعي وواجب خدمة المجتمع هدفهم الرئيسي، كجزءٍ من رد الجميل لأهل العطاء، وفي ذلك يتحولون الى طاقات منتجة ليس لهم وحسب، بل لخدمة كل المجتمع·· ليكتمل دورهم في الحياة··

<لـواء صيدا والجنوب> يسلط الضوء على البرنامج المهني الزراعي لذوي الإحتياجات الإضافية في <جمعية رعاية اليتيم> ? صيدا، ودوره في تجميل المدينة··

إنطلق البرنامج المهني الزراعي لذوي الإحتياجات الإضافية منذ 3 سنوات ليضم مجموعة من الأولاد من عمر 15-25 عاماً، أصبح لديهم مهارات في الزراعة، بعدما أعطت الجمعية لهم الثقة بتزيين حدائقها، فلفتوا الأنظار بما يختزنون من ذوق عال، مما جعلهم محط واهتمام كل من زار الجميعة، فقامت <جمعية محمد زيدان للإنماء> التي تعمل على ترميم عدد من أسواق صيدا القديمة ومنها سوق السكافية، بالطلب منهم تزيين المنطقة بوضع الأحواض الزراعية والورود على شرفات المنازل، فكان ذلك ليقترن التعليم الأكاديمي والمهني بالتطبيق العملي··

د· سعيد المكاوي { رئيس الجمعية الدكتور سعيد المكاوي، أكد على <أهمية ودور مركز ذوي الإحتياجات الإضافية في تحويل تلاميذه الى عناصر فاعلة ومنتجة، وليس الإكتفاء بالدور الرعائي والإهتمام بوضعهم الخاص، لذلك تنوعت برامج المركز، ولم تقتصر على الشق الأكاديمي الذي له دور كبير>·

وقال: بدأنا منذ 3 سنوات بالتركيز على الجانب الفني من خلال معرض الرسم السنوي، الذي أدهش كل من زاره ورأى ابداعات ذوي الإحتياجات الإضافية، وذلك بالتوازي مع تنمية المهارات العملية، من خلال تعليم مهنة الزراعة للشباب والتزيين النسائي للفتيات، فضلاً عن العديد من الأنشطة كالأشغال اليدوية وغيرها··

وأضاف: أردنا تطوير البرنامج الزراعي لهذه الفئة، حيث بدأوا بعملية تزيين مداخل واجزاء من أقسام حدائق الجميعة، ليحصدوا ثمرة انتاجهم الزراعي، ومن ثم بدأنا منذ فترة وجيزة بتزيين بعض الأماكن في مدينة صيدا، وخصوصاً طرقات صيدا البلد بالورود، بناء لطلب <جمعية محمد زيدان للإنماء>، وهو أمر يشعرهم بأهمية الحفاظ على بيئتهم وخدمة مجتمعهم بشكل أفضل، فيتحولون الى طاقات منتجة، تحمل هموم ومشاكل المحيط الذي يعيشون فيه·

وختم المكاوي بالقول: كل ذلك يأتي استمراراً لبرامج ومشاريع الجمعية التي تحتضن اضافة الى الأيتام وذوي الإحتياجات الإضافية، مراكز عديدة لخدمة المجتمع، وتوّجت هذا العام بإفتتاح <مدرسة أجيال صيدا>، حيث استقبلت أبناء المدينة مجاناً مع تأمين الزي المدرسي والقرطاسية ووجبة طعام لهم، كل ذلك بفضل ثقة ودعم أهل الخير في مجتمعنا وعالمنا العربي، فكل الشكر لكل من يؤازر عملنا الذي يسهم في الحد من المشاكل الإجتماعية وايجاد حلول لمختلف الشرائح الإجتماعية وتطوير قدراتها ومهاراتها··

ملينا موسى { رئيسة قسم ذوي الإحتياجات الإضافية ملينا موسى قالت: نتعامل مع أولاد من عمر 3 سنوات الى 18 عاماً، ويضم قسمنا مركزين الأول للتدخل المبكر من عمر 3-6 سنوات والثاني للكبار، حيث يقدم علاجات متنوعة لتحقيق التواصل والدعم النفسي للأولاد مع أهلهم داخل وخارج المؤسسة، وكذلك الإهتمام بصحتهم، وبرنامج مختص لكل صف يعتمد على العمر العقلي للتلميذ، ويعتمد البرنامج المهني على تعليم الكمبيوتر والزراعة والفنون التي أظهرت ابداعاتهم·

وأضافت: أثبتت تجربة الفنون ما يختزن هؤلاء الأولاد، حيث أدهش نتاجهم الناس، الذين تشجعوا على وضع أولادها في القسم نظراً لما رأوه من مهارات اكتسبها التلاميذ، ولأن العديد من التجارب تأتي من أمور بسيطة، فمن المهم أن نعطي لهم المسؤولية والثقة بالذات، وهذا ما أثبتته البرامج التي نعمل عليها بأننا نستطيع التقدم مهما اختلفت الصعوبات، شرط أن يكون هناك تدرج في العمل، بحيث لا يُمكن القيام بمرحلة قبل آخرى، ولكن في نهاية المشروع سنصل الى مجموعة من الأخصائيين في هذا المجال الذي ندربهم عليه، وهذه المشاريع تتطلب تعاون ومشاركة الأهل·

لينا المكاوي { المهندسة الزراعية لينا المكاوي قالت: هناك صعوبات تواجه كل عمل في بدايته، وخصوصاً التعاطي مع ذوي الإحتياجات الإضافية، لذلك بدأنا عملنا من خلال خيمة زراعية بسيطية عملنا من خلالها على أفهام الطلاب كيف تتم عملية زراعة البذرة وغرسها في التراب ونقل الشتلة من مكان لآخر والقيام بزراعة الخضرة، ولكن لم أكن أتوقع أن يشعر الأولاد بسعادة كبيرة في أداء عملهم، لذلك طورنا العمل، فقمنا بزراعة الورود وتنسيقها من قبل الأولاد المشاركين الذين باتت لديهم القدرة على القيام بالعمل على أكمل وجه ويمكن للناس أن تستعين بهم في تزيين حدائقهم الصغيرة·

وأضافت: رغم الفروقات في الأعمار والقامة للمشاركين في البرنامج، لكن التعاون بين الجميع تجلى في أكثر من مرحلة، فمن لا يستطيع حمل أحواض الزراعة يساعده الآخرون، وجاء مشروع تزيين صيدا القديمة ليتوسع عملنا، ولولا الثقة التي أعطيت للمشاركين من الجمعية وعبر دعم الناس الذين شاهدوا نتاجهم في حدائق الجمعية، فقامت <جمعية محمد زيدان للإنماء> بالطلب منهم أن يزينوا 50 حوضاً على شرفات صيدا القديمة، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ومهنتهم··

سمير الشريف { التلميذ سمير الشريف قال: نتعلم كيف نقوم بزراعة البندورة والخيار والخس والفول وكذلك زراعة الورود، اضافة الى تعلم اللغة العربية والإنكليزية، وأشارك في البرنامج المهني، وتعلمت الكثير في الجمعية من الرسم والزراعة والحلاقة، ونحن كلنا أصحاب نعمل مع بعضنا البعض، قمنا بزراعة الورد الأحمر في صيدا وصعدنا بها على السطح والشرفات في الشوارع وسررت بذلك، فأنا أحب عملي كثيراً، ونجد الناس تحب ما نقوم به·

سامر زعيتر SZ@janobiyat.com
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا