شهد بحر صيدا خلف جزيرتها " الزيرة " التي هي آخر ما تبقى من " صيدون " القديمة الغارقة في البحر ،حدثاً بيئيا سياحياً هو الأول من نوعه على الساحل الجنوبي من شأنه ان يساهم في احياء وتجديد واغناء الحياة البحرية وفي منح المدينة مرفقاً جاذباً لرواد السياحة البيئية والبحرية وهواة ومحبي ومحترفي الغطس .

فقد أنجزت جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا انشاء أكبر حديقة مائية تحت سطح البحر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط  خلف جزيرة صيدا " الزيرة " تتشكل مرافقها من آليات عسكرية قديمة قدمها الجيش اللبناني هبة للجمعية عبارة عن 6 دبابات و4 ناقلات جند لتشكل بعد اغراقها في البحر على مسافات واعماق متفاوتة ، بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الشعب المرجانية وتجمع بيوض الأسماك ومركزاً نموذجيا لهواة السباحة والغطس .

وكانت هذه الآليات العسكرية وصلت قبل اكثر من شهرين الى صيدا براً بعد تجاوب قائد الجيش العماد جوزيف عون مع طلب تقدمت به جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا تنفيذا لفكرة اطلقها عضو الجمعية نقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي ولاقت ترحيباً ودعماً من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، حيث تم حينها نقل الآليات العشر من أحد مراكز الجيش في عمشيت إلى صيدا بواسطة قاطرات مدنية، ومن ثم جرى إنزالها على رصيف مرفأ صيدا الجديد .

وجرى بعد ذلك تنفيذ الخطوات العملانية التمهيدية لإقامة هذه الحديقة من اجراء دراسات للمنطقة البحرية المقترحة شملت حركة السفن في المنطقة نفسها وابلاغ الملاحة الدولية بموقع الحديقة لتعميمه ودراسة الأثر البيئي لإقامة هذه الحديقة، وتحديد الأماكن التي ستوضع فيها الآليات بطريقة علمية، وانجاز التراخيص القانونية اللازمة وموافقة وزارة الأشغال العامة والنقل .

وفي وقت مبكر من صباح السبت تم اغراق الآليات العشر في محيط " الزيرة " في عملية استغرقت 13 ساعة من العمل المضني المتواصل بالتعاون مع شركة داني خوري التي قدمت عوامة بحرية خاصة لنقل المعدات الثقيلة مزودة برافعات .

وشارك في هذه العملية غطاسون من نقابة الغواصين تقدمهم رئيس النقابة محمد السارجي وبطل لبنان في الغوص الحر مروان الحريري بمؤازرة من فوج الانقاذ البحري في الدفاع المدني وواكبهم ميدانيا في البحر فريق عمل جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا " رئيس الجمعية كامل كزبر والأعضاء ابراهيم الحريري ، ربيع العوجي ، مصطفى حبلي ونسرين غزاوي " . وتم انزال الدبابات الست وناقلات الجند الأربع تباعاً على اعماق تتراوح بين 27 و18 و14 متراً تفصل بينها مسافات تتراوح بين 6 و40 متراً ضمن بقعة مائية بطول نحو150 مترا .

كزبر

رئيس جمعية اصدقاء زيرة وشاطىء صيدا كامل كزبر أعلن رسمياً بإسم الجمعية اتمام "اكبر عملية لإنشاء اكبر حديقة مائية على حوض البحر المتوسط خلف جزيرة صيدا التي هي ما تبقى من صيدون القديمة  الغارقة في البحر حيث يرتبط الصيداويون بهذه الجزيرة معنويا " . وقال: " تم انشاء الحديق من عشر آليات من العتاد الحربي القديم هي ست دبابات واربع ناقلات جند قدمها الجيش اللبناني بمبادرة مشكورة من قائد الجيش العماد جوزيف عون هبة للجمعية . وتم وضع هذه الآليات على اعماق 27 و18 و14 مترا في مناطق مختلفة خلف " الزيرة" بطول تقريبا 150 مترا . والحمد لله اليوم اتممنا هذه العملية التي استغرقت اكثر من 12 ساعة عمل متواصل وانجزت بنجاح ودون اية عقبات او اصابات تذكر .

وعن الأثر الايجابي لهذه الحديقة المائية على الحياة البحرية قال كزبر ، ستكون هذه الآليات بيئة نموذجية لنمو وتكاثر الشعب المرجانية التي ستنبت عليها وبجانبها ومرتعا لبيوض السمك وسنشهد في الأشهر المقبلة تغييرا في الثروة السمكية في هذه المنطقة اضافة الى النشاط السياحي وانشطة السباحة والغوص في تلك المنطقة ايضا.

وتوجه كزبر بالشكر  "لكل الذين دعموا هذا المشروع وعلى راسهم  قائد الجيش العماد جوزيف عون والنائب بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس البلدية المهندس محمد السعودي  " . وخص بالشكر  نقابة الغواصين المحترفين بشخص النقيب محمد السارجي وبطل لبنان في الغوص الحر مروان الحريري ، والمديرة العامة للنقل وشركة داني خوري وفوج الانقاذ البحري في الدفاع المدني وفريق عمل واعضاء الجمعية.

واعلن كزبر ان صيدا ستكون على موعد مع اطلاق هذه الحديقة رسمياً في حفل سيقام برعاية قائد الجيش وسيحدد موعده ومكانه لاحقاً.