رعى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلاً بالنائب بهية الحريري (رئيسة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير ) فعاليات مؤتمر "شباب لبنان 2020 " الذي ننظمه المبادرة الوطنية للمئوية تحت عنوان "بحر لبنان لكل لبنان " بمشاركة شباب وشابات من مختلف المناطق اللبنانية، وافتتحت اعماله صباح السبت في قاعة القصر البلدي لمدينة صيدا . وتستكمل اعماله لاحقا على جزيرة صيدا " الزيرة " وفي خان الافرنج .
واكدت النائب الحريري في كلمة لها في المؤتمر" ان مقرّرات مؤتمرcedar لأصدقاء لبنان والتي تشمل المشاريع الإنمائية لكافة المناطق اللبنانية يجب أن تؤسّس لإستراتيجية إنمائية مستقبلية على أساس الثروة البشرية الوطنية المتمثّلة بشابات وشباب لبنان والانتقال من الوزارات السيادية الى السيادة الانمائية ، وان كل منطقة لها حق في ان تؤسس للسيادة الانمائية  ولأولوياتها. واكدت الحريري انه بعدما أنجزته الحكومة اللبنانية على مستوى وضع خارطة لبنان البحرية واطلاق عصر لبنان النفطي ، ان لبنان بعد الآن لن يكون 10452 كم2 بل يجب أن تضاف إلى حدوده البرية رسمياً الحدود البحرية 22700 كم2 ليصبح 33152 كم2 . وتوجهت الى شباب لبنان بالقول: إنّكم مسؤولون عن الإنتقال من لبنان الكبير إلى لبنان الأكبر ..
تقدم حضور المؤتمر : مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري، ممثل المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي، ممثل المطران مارون العمار المونسنيور الياس الأسمر ، مستشارة الرئيس سعد الحريري للشؤون الاقتصادية هازار كركلا، عضو الهيئة الناظمة لإدارة قطاع النفط والغاز في لبنان وسام الذهبي، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ممثل رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة رئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب ، رئيس غرفة التجارة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، ورؤساء مصالح رسمية ورؤساء بلديات وعدد من اعضاء المجلس البلدي ومن مخاتير المدينة ورؤساء وممثلو جمعيات ومؤسسات اهلية وتربوية وقطاعات اقتصادية ونقابية وصحية واجتماعية وشبابية .
السعودي
واستهل المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ثم تقديم من نور اليمن، وعرض من حنين الخليلي للتجربة الشبابية في مدينة صيدا والمنتديات المتخصصة  ، تحدث بعد ذلك رئيس البلدية المهندس محمد السعودي الذي توجه الى المشاركين بالقول :هذا المشهد يكبر القلب ، هذه الاجتماعات هي التي تعطي نتيجة وتجعل بلدنا يتقدم ..خارطة لبنان تقول ان مساحة لبنان 10452 كلم والمساحة البحرية مضاعفة وان العنوان بحر لبنان لكل لبنان يؤكد ان لبنان للجميع وبحره لكل لبنان. اهلا وسهلا بكم في مدينة صيدا التي تتشرف اليوم باستقبالكم  في قصرها البلدي ثم على جزيرتها وفي رحاب تاريخها وتراثها في صيدا القديمة لإطلاق فعاليات مؤتمر شباب لبنان 2020 برعاية دولة الرئيس سعد الحريري وبدعوة من المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير  وتحت عنوان " بحر لبنان لكل لبنان".واتوجه بداية الى راعي المؤتمر دولة الرئيس المكلف سعد الحريري ممثلاً بسعادة النائب السيدة بهية الحريري بتحية تقدير وإكبار اولاً لرعايته هذا المؤتمر ودائما لحرصه على تحقيق مصلحة هذا الوطن .. هذه الاجتماعات وهذه المؤتمرات التي تعطي نتيجة وتطعم خبزا وليس الاجتماعات التي ليس لها اول ولا اخر .. نحن نتمنى للرئيس المكلف التوفيق في انجاز التشكيلة الحكومية مثمنين حرصه الدائم على تأليف حكومة وفاق وطني لأن الوفاق هو احوج ما نكون اليه اليوم لتحصين وطننا من كل الأخطار والتحديات في ظل الظروف الدقيقة التي نعيش في لبنان ومن حولنا .
واضاف:والتحية الثانية الى لجنة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير لإختيارها مدينة صيدا لعقد مؤتمرها الشبابي هذا ، والتحية موصولة بطبيعة الحال الى مؤسسة اللجنة ورئيستها " الست بهية " صاحبة المبادرات الوطنية والانسانية الرائدة والخلاقة والتي اطلقت هذه المبادرة قبل سنوات تحضيرا للمئوية الأولى للبنان الكبيرة ونجحت عاما بعد عام في تحويلها الى فعاليات حيوية مستمرة واشراك مختلف القطاعات فيها ، من مؤسسات رسمية ومجتمع مدني وقطاعات منتجة واليوم نراها وعلى بعد عامين من حلول هذه المئوية تتحول الى خطط وبرامج عمل هي نتاج افكار وطاقات وابداعات وأحلام شباب وشابات لبنان ينطلقون بها من دراسة معمقة للواقع والمشكلات الى استشراف لآفاق التنمية عبر اقتراح افكار واعدة لبلورة الحلول المناسبة وربطها بكل التحديات والاستحقاقات التي تنتظر لبنان اقتصادية واجتماعياً وتنموياً ..
وقال: انني اذ اعبر عن اعتزازي باستقبال هذا الحشد الكبير من شباب وشابات لبنان الذين يتلاقون اليوم في صيدا لتبادل التجارب والأفكار واستشراف آفاق التنمية والتطور لبلدهم ، وعما يبعث هذا اللقاء في نفسي من شعور بالاطمئنان الى مستقبل هذا الوطن ممثلاً بشبابه، اعتز ايضا بأني كانت لي مؤخرا وفي فترات سابقة  اكثر من تجربة عايشت فيها نماذج واعدة من شباب وشابات المدينة وهم يعرضون افكارهم وما يطمحون اليه لمدينتهم ومنطقتهم ووطنهم من تنمية وازدهار ، لم يكن الأمر بالنسبة اليهم مجرد طموح او تمني ، بل كان جزءاً من طريقة تفكيرهم واسلوب تخطيطهم لمستقبلهم ، وبقدر ما كانت اوضاع البلد احيانا توقعنا بحال من اليأس والاحباط بقدر ما كان هؤلاء الشباب ينتقلون بنا بحماسهم وابداعاتهم واحلامهم الى مساحات الأمل والرجاء والتفاؤل بمستقبل هذه المدينة وهذا الوطن. وكم انا سعيد بأنهم سيشركونكم اليوم تلك التطلعات والأحلام التي حولوها الى مقترحات وبرامج قابلة للتنفيذ كما ستتبادلون واياهم ما تتطلعون اليه وتحلمون به لمناطقكم وللبنان كل لبنان ، الذي سيجمعنا اليوم بحره  في صيدا لأن بحر صيدا هو لكل لبنان ..  وهو ما سجلته ولا تزال حركة رواد بحر المدينة وجزيرتها ومؤخرا حديقتها المائية .
وخلص السعودي للقول : ان صيدا التي تمضي قدما في استكمال وتنفيذ العديد من مشاريعها الانمائية والحيوية يتطلع أبناؤها الى ان تتلاقى مسيرة تنميتها ونهوضها وتتكامل مع ما ينتظر لبنان من خطط اقتصادية وتنموية ضمن مشاريع سيدر وفي مجالات النفط والغاز والتي سيكون بحر المدينة واحدا من البلوكات النفطية الملحوظة لتنفي اعمال التنقيب فيها. وفي الختام اتمنى لأعمال مؤتمركم النجاح واضعين امكانياتنا كبلدية في تصرفكم لتحقيق ما هو خير لمدينتا ولبلدنا لبنان .
وشدد السعودي على اهمية التنقيب على النفط والغاز في بحر لبنان ومتوقعا استخراجه منه بحكم موقع لبنان في منطقة حوض المتوسط التي يتواجد فيها البترول والغاز بدءا من غزة وفلسطين المحتلة ومرورا بالأردن وسوريا وانتهاء بقبرص أملا ان ينعم لبنان بهذين الموردين الجديدين.
الحريري
وتحدثت ممثلة راعي المؤتمر الرئيس سعد الحريري رئيسة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير النائب بهية الحريري فنقلت الى المشاركين تحيات الرئيس الحريري وتمنياته لمؤتمرهم بالنجاح وقالت: إنّ الأول من أيلول هو يوم الوفاء لتضحيات الجدات والأجداد على مدى قرون طوال .. هؤلاء الذين أسّسوا لتجربة إنسانية إستثنائية  إستحقّت أن تكون رسالة وأكبر من وطن .. هؤلاء الذين صدّروا الحرف والكلمة إلى العالم .. وركبوا البحر ليبنوا حضارات وأمماً  ..من إبنة صيدا وصور يوروبا.. التي أرست مراكبها على شواطئ قارة أوروبا الصديقة والجارة.. فسمّيت أوروبا نسبة لها .. وعلى هذه الأرض الطيّبة ومن على هذه الشواطئ تحاورت الحضارات والثّقافات .. فكانت التجربة الوطنية اللبنانية الجامعة للمعتقدات والثّقافات والحضارات في تجربة إنسانية وطنية إستثنائية ومميّزة .. ومن هنا وجدت اللغة العربية طريق تجدّدها من خلال أول مطبعة باللغة العربية .. ليخرج أول كتاب عربي مطبوع إلى كلّ العرب .. وهنا تلاقت الثقافات والبعثات العلمية والثقافية مع الأيادي الممدودة والقلوب المحبة للمعرفة والتنور.. والعقول المنفتحة على كلّ جديد وحديث ليكون لبنان مدرسة هذا الشرق وجامعته وفضاءه الثقافي والعلمي والإبداعي  ..ومن هنا إنطلقت المبادرات الأهلية التربوية والعلمية والإنسانية عبر الجمعيات الخيرية والوقفيات والأديرة لتعمّ المعرفة على كلّ أبناء لبنان .. وعلى هذه الأرض عرفت الإنسانية أرفع أنواع الوحدة المجتمعية .. حيث تكوّن المجتمع اللبناني بأديانه وثقافاته في نسيج وطني متماسك .. على مدى مئات السنين بعيداً عن الإحتلالات  والغزوات والإختراقات والحملات .. فكان اللبنانيون يتكلّمون لغة واحدة .. وبعقل واحد.. وقلب واحد وإرادة واحدة وواجهوا معاً الحرب العالمية الأولى وويلاتها وضحاياها ومجاعاتها .. فاقتسموا الرغيف وتشاركوا الآلام والأفراح وصنعوا معاً حلمهم الكبير الذي استحقوه في 1 أيلول 1920 بإعلان دولة لبنان الكبير وعاصمتها بيروت أمّ الشرائع العادلة والحاضنة لجميع أبناء لبنان ..
واضافت: إنّ قيام الدول لا يكون إلاّ بوحدة المجتمعات المتماسكة ووحدة المنطلقات ووحدة الأهداف .. واستطاع روّاد لبنان الكبير أن يضعوا الأسس الصلبة لدولتهم الوطنية .. فأقاموا عقدهم الإجتماعي .. الذي يمثّل إرادتهم المشتركة .. وساروا قدماً في تطوير صيغتهم الوطنية بمحطات متعددة .. حتى انتزعوا في 22 تشرين الثاني من العام 1943 إستقلال دولتهم .. وبدأت رحلة المسؤولية الكاملة عن إدارة الشأن الوطني.. واعترض مسيرة الدولة المستقلة الكثير من التّحديات والمعوّقات .. وفي كلّ محطة كان الأوفياء .. للبنان وللتجربة الوطنية الكبيرة .. يقدّمون التضحيات العظام من أجل إنقاذ دولتهم الكبيرة بأبنائها وبطموحها مهما تعاظمت التّحديات.. وهؤلاء الأوفياء لا يزالون حتى هذه اللحظة يتحمّلون كلّ ما تحتاجه هذه التجربة الإستثنائية المميّزة من شجاعة وتضحية ومسؤولية.. ليبقى لبنان رسالة وأكبر من وطن .. وليبقى التناسق الإجتماعي الوطني هو الحامي للعقد الإجتماعي ولدولة المؤسسات .. وعلى مدى السنوات العشر الماضية .. أي منذ إنطلاقة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير .. كنّا في كلّ عام نواجه واقعاً أصعب من الذي سبق .. ولأنّنا مؤمنون بشابات وشباب لبنان كنّا نجدّد العزم عاماً بعد عام لكي نمضي قدماً في التّحضير للإحتفال بمئوية لبنان الكبير .. لبنان 2020 .. وطنٌ للمعرفة.
وتابعت الحريري : إنّ لبنان 2020 هو الماثل أمامنا الآن .. والمتمثّل بكم ..شابات وشباب لبنان.. وإنّ صيدا مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. شهيد الثقة والإيمان بطاقات شابات وشباب لبنان .. إنّ صيدا تعتزّ وتفخر باستضافتكم اليوم على أرضها ومياهها .. في هذا المؤتمر الشبابي الذي يحمل عنوان : "بحر لبنان .. لكلّ لبنان "من الشمال والبقاع والجبل وبيروت والجنوب واقليم الخروب" لتحفّزوا كلّ شباب لبنان على التّفكير خلال هذا العام بوضع برنامج إحتفالات مئوية لبنان الكبير التي ستنطلق بإذن الله في مثل هذا اليوم من العام 2019  على مدى عام كامل حتى 1 أيلول 2020.. واضعين بين أيديكم هذا الإرث الإنساني المتمثّل بالتّجربة الوطنية العميقة بالإضافة إلى ما أنجزته الحكومة اللبنانية على مستوى وضع خارطة لبنان البحرية .. وإنّ لبنان بعد الآن لن يكون 10452 كم2 .. بل يجب أن تضاف إلى حدوده البرية رسمياً الحدود البحرية 22700 كم2 ليصبح 33152 كم2 . وإنّكم مسؤولون عن الإنتقال من لبنان الكبير إلى لبنان الأكبر .. كما نضع في عهدتكم مقرّرات مؤتمرcedar لأصدقاء لبنان والذي يشمل المشاريع الإنمائية لكافة المناطق اللبنانية.. والتي يجب أن تؤسّس لاستراتيجية إنمائية مستقبلية على أساس الثروة البشرية الوطنية المتمثّلة بشابات وشباب لبنان .. والانتقال من الوزارات السيادية الى السيادة الانمائية ، كل منطقة لها حق في ان تؤسس للسيادة الانمائية  ولأولوياتها، بالإضافة إلى ثرواته الطبيعية.. البرية والمائية من نفط وغاز.. لتفكّروا بحسن استخدام طاقاتكم الإبداعية وثرواتكم الطبيعية ليكون بحر لبنان .. لكلّ لبنان .. وان شاء الله نلتقي دائما على الحلم وعلى مستقبل افضل ولا يسعني الا التقدم بالشكر لمنظمي هذا اللقاء ولإستضافة بلدية صيدا بشخص رئيسها المهندس محمد السعودي واعضاء البلدية لهذا اللقاء المميز وايضا احمل لكم تحيات دولة الرئيس المكلف سعد رفيق الحريري الذي يتمنى لكم التوفيق وانا اكيد انه ينتظر الأولويات التي تضعونها بمجمل المشاريع التي ستعرض في هذا المؤتمر وورش العمل التي يتضمنها.
مداخلات
بعد ذلك ، جرى قدم احمد كساب لمحة عامة حول المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير ، وقدمت مستشارة الرئيس الحريري هزار كركلا عرضاً حول الأولويات التي تلحظها خطط ومشاريع مؤتمر "سيدر" اقتصاديا وانمائياً وخدماتياً ، فيما تحدث عضو هيئة ادارة قطاع النفط والغاز وسام الذهبي مداخلة حول واقع ومستقبل قطاع النفط والغاز ورؤية الهيئة لهذا القطاع والاستراتيجية الرسمية الموضوعة بهذا الخصوص .