×

ست الحبايب' تعود الى مدينتها صيدا !

التصنيف: نسوان

2018-09-02  12:20 م  818

 

رأفت نعيم - المستقبل

تحت عنوان " صيدا تحتفل بـ"ست الحبايب" وضمن مهرجانات صيدا الدولية تحيي الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرقية بقيادة المايسترو أندريه الحاج وغناء المطربة المصرية رضوى سعيد مساء الأحد 2 ايلول على واجهة صيدا البحرية الحفل التكريمي للفنانة اللبنانية المصرية الكبيرة الراحلة فايزة احمد ابنة مدينة صيدا .

ويأتي هذا الحفل بمبادرة من رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية ونائب صيدا السيدة بهية الحريري وكثمرة تعاون مشترك بين لجنة مهرجانات صيدا الدولية وبين وزارتي الثقافة في لبنان ومصر .

ويشكل حفل تكريم فايزة أحمد تكريماً لتراثها الغنائي الذي أغنى المكتبة الغنائية العربية والشرقية بروائع الأغاني التي بقي بعضها محفوراً في ذاكرة الأجيال خاصة اغنية " ست حبايب يا حبيبة " التي باتت ملازمة للإحتفالات بعيد الأم في عالمنا العربي كل عام . الى العديد من الغنيات التي كانت سببا ايضا في شهرتها وانتشارها في العالم العربي ومنها "خليكو شاهدين ، يمة القمر عالباب ، قالولي هان الود عليه ، اسمر يا اسمراني ، اعلنت الحب عليك، انا قلبي اليك ميال ، بتسأل ليه علية ، بيت العز يا بتنا ، تاهت خطاوينا ، تمر حنة ، حبيتك وبداري عليك ، حمال الأسية ، يا غالي علي يا خوية" .

وتكمن اهمية هذا التكريم لفايزة احمد في انه ينطلق من مدينتها صيدا وبلدها الأول لبنان ويعيدها ذاكرة ومسيرة حياة وتراثا غنائياً الى صيدا التي نشأت فيها طفلة عاشت في احيائها وتفيأت شجر بساتينها وتنشقت عبير زهر ليمونها وتأثرت بولع والدتها بالموسيقى والغناء وقادتها موهبتها في هذا المجال الى طريق الشهرة لتعود لاحقا الى صيدا وتتردد اليها نجمة مضيئة في عالم الفن ..

ولدت فايزة احمد الرواس في صيدا القديمة حيث كان بيت اسرتها واسمها الحقيقي فايزة احمد الرواس ، عشقت الفن منذ صغرها بتشجيع من والدتها التي اشترت لها عودا لتتتعلم عليه العزف.. ثم اصطحبتها الى ملحن في بيروت لتتعلم على يديه الطبقات الموسيقية والغناء، ويوما بعد يوم زاد حبها للغناء فصارت تغني لزميلاتها في المدرسة وفي اعياد ميلادهن قبل ان تبدأ رحلتها الفعلية مع الفن عبر الاذاعة اللبنانية أولا ثم اذاعة دمشق التي منها انطلقت الى عالم الغناء ، ولاحقا مصر حيث كانت تنتظرها الشهرة وتابعت مسيرتها الغنائية والفنية طوال عقود قبل ان توافيها المنية في العام 1982 اثر صراع طويل مع مرض السرطان.

فايزة احمد الصيداوية

رغم شهرتها لم تنقطع فايزة احمد في عز مشوارها الفني عن مدينتها صيدا ، فترددت اليها اكثر من مرة وكانت دائما تستضيف في منزلها في القاهرة بعض اقاربها الصيداويين ومن بينهم ابن شقيقها عدنان الرواس الذي لا يزال يستذكر تلك الأوقات التي كان يمضيها مع عمته .

يقول الرواس : ولدت فايزة احمد الرواس سنة 1932 وكان والدها يمتلك حماما شعبيا يطلق عليه "حمام السبع بنيات" – حمام السوق لاحقاً – المدينة القديمة . كانت اصغر اخوتها " محمد ونظمية ومصطفى " . عاشت طفولتها في صيدا ثم انتقلت مع والدتها الى سوريا.

اخذت عن جدتي حبها للغناء والموسيقى ، وهي التي اكتشفت صوتها وصارت تعزف لها وهي تغني في بعض المناسبات التي يجتمع فيها النسوة وخاصة في "حمام السبع بنيات " عندما يكون هناك تحضير لزفاف عروس . ولما كبرت فايزة وبعمر 11 سنة اخذتها جدتي الى ملحن في بيروت ليعلمها الغناء. وبعد فترة اخذتها الى الاذاعة اللبنانية وخضعت لإمتحان لصوتها لكن لم يحالفها الحظ . ولاحقا تقدمت للإذاعة السورية في دمشق فنجحت وتبنوها ثم صارت تغني في حلب في بعض المطاعم والفنادق . لكن شهرتها الفعلية بدأت في مصر وكانت اولى اطلالاتها هناك في الاسكندرية في حفل شم النسيم حيث سمعها الموسيقار محمد الموجي واعجب بصوتها فلحن لها الحانا منها " يمة القمر على الباب" وغيرها حتى بدأت تلمع في مصر ، وزادت شهرتها مع تسجيلها عدة اغنيات بالتعاون مع ملحنين آخرين ، ثم التحقت بعالم السينما عندما جاءتها عروض لأفلام مثل " تمر حنا " وانا وبناتي ".

وعن حياتها الخاصة يقول الرواس : تزوجت عدة مرات ولم توفق في زواجها بل كانت تظلم حتى في اخر زواج لها من الموسيقار محمد سلطان .. لكن الظلم الأكبر الذي ترك اثرا في نفسها هو انها لم تنصف من بلدها حين تقدمت للإذاعة اللبنانية ولم تنجح ، وانه حتى بعد شهرتها لم يكن احد من وطنها الأم يسأل عنها كلبنانية ، ورغم ذلك بقيت متعلقة به وكانت تأتي دائما الى شقتها في بيروت وتتردد على صيدا لتزور عائلتها ، واحيانا كانت تحيي حفلات في بيسين عاليه .وكانت تحكي دائما عن صيدا بكثير من الحب والحنين وتحب اهل صيدا وتحكي بلهجة الصيداويين ، وتستعيد ذكرياتها الجميلة في المدينة ومع بستاين صيدا وكيف كانت تجلس تحت الشجرة عند جدي . وفي مصر كانت تحرص على مساعدة اي صيداوي يقصدها ، وكانت تذكر دائما صيدا بالخير وشعبها الطيب .

صيدا تنصف ابنتها

وعما يقوله في مبادرة تكريمها في صيدا يضيف الرواس : هي مبادرة مهمة ان تكرم في مدينتها ومشكورة سعادة النائب السيدة بهية الحريري ولجنة مهرجانات صيدا على هذه اللفتة ونحن نعرف ان السيدة الحريري تسعى لهذا التكريم من زمن طويل ، ونعتبره تكريما ليس فقط لفايزة احمد الرواس بل هو ايضا تكريم لعائلتها ومدينتها ، واستعادة لها الى هذه المدينة والى الجيل الجديد الذي لا يعرف انها ابنة صيدا . واصبحنا نستطيع القول اليوم انه اذا كانت دولتها لم تكرمها فإن مدينتها أنصفتها.

لكن ما اود التشديد عليه هنا ان فايزة احمد الرواس تستحق اكثر من التكريم بحفل يقدم فيه تراثها الغنائي ، بل تستحق ان نخلد ذكراها بشيء دائم كإطلاق اسمها على شارع او حديقة او طابع تذكاري لتبقى حاضرة عبر الأجيال . فيجب ان يكون التكريم دائما وان لا يقتصر على ليلة وتنتهي .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا