×

المحامي غسان المجذوب حمل المشعل نصف قرن ثم مضى

التصنيف: Old Archive

2009-10-14  05:49 ص  1111

 

لم يخطر ببال المرحوم غسان المجذوب، ولا جالَ بفكر المحامين والعاملين في مكتبه أن ظهر ذلك الخميس الماضي، سيكون الفاصل بين الحياة والموت، وأن نوبة قلبية مفاجئة، ستسقط المشعل الذي حمله الفقيد نحواً من خمسين سنة، تاركاً أسرته وأصدقاءه ومحبّيه في ذهول وألم وحزن·
 

وإذا كانت وفاته مفاجئة، فهي ما كان يتمناه، ميتة سريعة، وهو لا يزال يعمل، وليس على فراش المرض وآلامه· ومن غريب الصدف، أننا تناولنا هذا الموضوع بالذات، في آخر لقاء لنا، قبل بضعة أيام من وفاته·

لقد حمل الفقيد مشعل الرسالة والعطاء الإنساني بأرفع صُوَره لزمن ناهز خمسين سنة، عاملاً في مهنتين كلتاهما من أشرف المهن، لطابعهما الرسالي الإنساني، عنيتُ بهما التعليم والمحاماة·

فقد عمل الفقيد معلماً في مدرسة فيصل الأول المقاصدية بين سنتي 1959 و1961، كان خلالها مثال المعلم المخلص والناجح، فأحبه تلاميذه وزملاؤه، وأشرفَ على إصدار مجلة شهرية مدرسية بإسم <النجاح> فسح فيها المجال للتلاميذ بالتعبير عن أفكارهم فيها·

ودفعه طموحه إلى الالتحاق بكلية الحقوق بـ <جامعة بيروت العربية>، ومن ثمَّ ممارسة المحاماة، حيث أصبح مدافعاً نشيطاً عن المظلومين والمقهورين، ساعياً لإحقاق الحق، حاملاً بيد مشعل العدالة، وباليد الأخرى كل ما وهبه الله من ضمير نقي، وكفاءة مهنية عالية·

وقد تدرّج في مكتبه أجيال من المحامين والمحاميات، وبينهم إبنته مايا المحامية بالإستئناف، كذلك كان مستشاراً للعديد من المؤسسات والجمعيات والشركات في صيدا وفي غيرها·

وهناك جانب مضيء من شخصيته، لا تعرفه إلا قلّة من أصدقائه، وهو فعل الخير والعطاء غير المحدود لكل من هو بحاجة إليه، دون منّة أو إعلان، ولذلك فقد كان له جمهور عريض من المحبين والأصدقاء، ولم يكن غريباً أن يكون موكب تشييعه حاشداً من صيدا وجوارها ومن بيروت ومناطق أخرى·

رحم الله غسان وأسكنه فسيح الجنان··

د· طلال مجذوب

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا