مخيم المية ومية.. وقف نار مع وقف التنفيذ
التصنيف: مخيمات
2018-10-18 08:45 ص 443
صيدا - رأفت نعيم
على الرغم من صمود اتفاق وقف إطلاق النار، الثاني على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى على التوصل إليه، لا يمكن القول إن الوضع في مخيم المية ومية قد عاد إلى طبيعته، نظراً إلى كون المخيم لا يزال متأثراً بارتدادات الاشتباكات الأخيرة بين حركة فتح وأنصار الله، والتي أسفرت عن سقوط قتيلين وعدد كبير من الجرحى ونزوح مئات العائلات من أبناء المخيم وتضرر منازل وممتلكات داخل المخيم وخارجه.
لكن هذا التأثر بما جرى مساء الإثنين وفجر الثلاثاء لا يقتصر فقط على ما نجم عن تلك الأحداث من ضحايا وإصابات وأضرار وتداعيات أمنية وإنسانية وحياتية، وإنما يتعداه أيضاً إلى استمرار المخاوف من تجدد أو تكرار تلك الاشتباكات عاجلاً أم آجلاً، وما سيعنيه ذلك من المزيد من النتائج الكارثية على المخيم وجواره، وهو ما تضعه الجهات اللبنانية المتابعة لتطورات الوضع في المخيم في الاعتبار في حال خرجت الأمور فيه عن السيطرة من جديد خصوصاً أن كلا الطرفين المتقاتلين لا يزال متمترساً خلف دشمه وقابضاً على زناد بندقيته قبالة الآخر. وقد عزّز هذه المخاوف ما شهده المخيم يوم أمس من استنفارات متبادلة بين طرفي النزاع، ومن مغادرة مزيد من العائلات تحسباً، علماً أن قسماً كبيراً من العائلات التي كانت قد نزحت منه إبان الاشتباكات لم تعد نهائياً بعد وإنما ترددت إليه لبعض الوقت لتفقد بيوتها وممتلكاتها، ومن ثم العودة إلى حيث حملها الخوف والقلق على المصير، وحيث وجدت الأمن والأمان بعيداً عن جحيم النيران.
ورغم الضغط الكبير الذي يُفرض على قيادتي فتح وأنصار الله من مرجعيات سياسية وأمنية لبنانية جددت تحذيرها لهما من مغبة الإنزلاق إلى أتون معارك عبثية، حرصاً على قضية الشعب الفلسطيني وعلى سلامة أبناء المخيم وجواره بكل تنوعه، ورغم الجهود التي تبذلها القوى والفصائل والفلسطينية وفي مقدمها حركة حماس التي تشرف على قوة الفصل بين الطرفين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، تعتبر مصادر مطلعة على حقيقة الوضع في مخيم المية ومية أن أكثر من سبب يبقي الباب مفتوحا أمام عودة التفجير إلى المخيم، ومنها تريث فتح حتى الآن في تشييع قتيلي الاشتباكات الأخيرة، وتواصل حالات التعبئة والاستنفار المتبادلة بين الجانبين واستقدام كل منهما لتعزيزات بشرية إلى داخل المخيم، وعدم عودة معظم العائلات النازحة من المخيم، بل ومغادرة المزيد منها، وبقاء الحركة في المخيم شبه مشلولة أو حذرة ترقباً لأي تطور أمني جديد خصوصاً في ظل ارتفاع وتيرة الحملات المُتبادلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المطران حداد
إلى ذلك، وفي موقف هو الأول له تعليقاً على أحداث مخيم المية ومية، استنكر راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد أحداث مخيم المية ومية وانفجار قذائف صاروخية ورصاص في أجواء ضيعة المية ومية المسيحية والقرى المجاورة. ووجه نداء عاجلاً إلى رئيس الجمهورية بصفته قائد القوات المسلحة اللبنانية لاتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لحماية المواطنين العزل، وأن يعتبر الخط الأحمر هو المواطن وكرامته فقط. وقال حداد في بيان صادر عنه: لم يفاجئنا ما يحدث في مخيم المية مية وليست المرة الأولى التي يتقاتل فيها الإخوة الفلسطينيون. بل نتفاجأ كل مرة تتعرض بيوت ضياعنا لا سيما بلدة المية ومية للخطر الناتج عن تقاتل الإخوة واستهدافها بصورايخ ار بي جي في الجو والرصاص المباشر ولا تتدخل الدولة اللبنانية ولا مؤسساتها العسكرية والأمنية لحماية المواطنين. هل مسموح هذا الإهمال بحق المواطن الآمن؟ وهل من يتحمل المسؤولية إذا ما تعرض أبناؤنا للأذية؟ من غير المسموح أن يتقاتل الإخوة لكن من غير المسموح أكثر أن تغيب الدولة عن هذا الصراع القاتل للجميع وكأنها شاهد أخرس ويذكرنا بحقبة السبعينات حيث غابت صورة وقوة الدولة وهو ما لا نتمناه. ناهيك عن أن أهل المنطقة قد تهجروا وعانوا الأمرين من العنف الماضي فما بال المسؤولين اليوم لا يستدركون محاولة تهجيرهم مرة أخرى، إن بقضم أراضيهم أو بالعنف المسلح. لا لن نترك بيوتنا هذه المرة لمجرد أن المسؤول غائب عن القيام بمسؤولياته. نوجه نداء عاجلاً لفخامة رئيس البلاد قائد القوات المسلحة اللبنانية عدم الوقوف عند السياسة والسياسيين واتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لحماية المواطنين العزل، وأن يعتبر الخط الأحمر هو المواطن وكرامته فقط.
وفد يزور المخيم
الى ذلك، قام وفد مشترك من الجماعة الإسلامية ورابطة علماء فلسطين وهيئة العلماء المسلمين بجولة ميدانية في مخيم المية ومية لمتابعة مفاعيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والوقوف على أوضاع الناس والعمل لعدم تكرار ما حصل. وبحسب بيان صادر عن الجماعة الإسلامية في صيدا، فإن الوفد «التقى خلال الجولة الأطراف المعنية وكان تداول في سبل تجنيب المخيم مآسي الاقتتال الذي لا يخدم إلا العدو وتعزيز روح التفاهم والتحاور ونبذ الفرقة والاقتتال».
أخبار ذات صلة
قيادة فصائل م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صيدا تُحيي الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات
2024-11-11 04:44 م 189
محاولة اغتيال عمر الناطور برصاص قناص وقد نجا من الاغتيال ومعلومات تفيد اصابته بقدمه
2024-11-08 11:03 م 126
جيروزاليم بوست": المسيّرات التي ضربت قاعدة "غولاني" حلقت فوق "إسرائيل" بالقرب من الطرق
2024-10-15 02:28 م 197
ماذا كشفت التحقيقات عن مُنفذي اغتيال "العرموشي" في عين الحلوة؟
2024-07-30 09:02 ص 174
*وفود حزبية وفصائلية وشعبية ومؤسسات مجتمعية امت مقر الجبهة الديمقراطية
2024-05-16 05:11 ص 167
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية