×

فتح وأنصار الله يتبادلان تسليط أضواء الليزر على بعضهما البعض ويتراشقان بالحجارة بدلاً من الرصاص والقذائف !

التصنيف: مخيمات

2018-10-25  08:52 ص  300

 
رأفت نعيم - المستقبل
في وقت استكمل الجيش اللبناني عملية انتشاره الهادىء وتموضعه المتدرج في بعض النقاط الرئيسية في مخيم المية ومية وتابع أعمال التدشيم والتحصين حول المواقع التي تمركز فيها، وبعد هذه الخطوة غير المسبوقة في مخيم فلسطيني في لبنان شكلاً ومضموناً وظروفاً، تتحول الأنظار من مشهد التعاطي اللبناني الرسمي والسياسي والأمني مع الأحداث التي شهدها «المية ومية» وتفاعلاتها السلبية على المخيم والجوار هذا المشهد الذي اكتمل بخطوة الانتشار والتموضع - على الأقل حتى الآن - إلى ترقب ما ستقوم به القوى والفصائل الفلسطينية سواء داخل المخيم أو خارجه لملاقاة هذا الحرص اللبناني على المخيم أهله كما الجوار، بإظهار حرص أكبر من الجانب الفلسطيني بكل مكوناته وفي مقدمهم طرفا النزاع في المخيم «فتح» و«أنصار الله» على أمن واستقرار لبنان انطلاقاً من المية ومية مخيماً وصيدا منطقةً. وإن كانت ترجمة هذا الحرص وتظهيره إلى خطوة عملية على الأرض من قبل هذين الطرفين على الأقل لا يزال دونها عقبات وتراكمات وغيوماً قد تحتاج وقتاً لتبديدها من أجواء العلاقة بينهما وانعكاس تلبدها على المخيم وعلى الساحة الفلسطينية في هذه المنطقة.

بحسب مصادر مراقبة للوضع الميداني في المخيم بعد خطوات المؤسسة العسكرية انتشاراً وتموضعاً، يمكن القول أن الجيش اللبناني استطاع فرض واقع جديد على القوى المتصارعة في المخيم وإلزامها بالإنصياع طوعاً لمصلحة المخيم وقضية الشعب الفلسطيني والعلاقات الفلسطينية اللبنانية، وإن كافة وجوه الحياة اليومية في المخيم بما فيها حركة واداء الأفرقاء الفلسطينيين فيه اصبحت فعلياً تحت المجهر الأمني الرسمي ليس تدخلاً بشؤونها وإنما سهراً على سلامة واستقرار المخيم وأهله والجوار مع ما يستلزم ذلك من تحرك لمنع خروج الأمور عن عقالها الأمني في حال اقتضى الوضع مثل هذا التحرك. ليبقى لتقديرات المؤسسة العسكرية تحديد حجم وشكل ونوع هذا التحرك بما في ذلك تسلم الجيش لزمام أمن المخيم ككل وبمعنى آخر الدخول الرسمي والكلي إلى المخيم بما يعنيه من نزع سلاح المنظمات المتواجدة فيه أو إخراجها منه، والذي بطبيعة الحال سيحتاج إلى قرار سياسي يبدو الجو مهيئاً له منذ الآن.

وفيما غاب الظهور المسلح من شوارع المخيم من قبل عناصر «فتح» و«أنصار الله»، قبل وخلال انتشار وحدات الجيش وتموضعها، إلا أن الأجواء بينهما بقيت على حالها من الترقب الحذر كل منهما تجاه الآخر. لكن اللافت أن تحركات الجيش فرضت على كلا الطرفين الخروج من حال الاستنفار العسكري التي حل محلها التراشق بالحجارة بين الفريقين، كما جرى مساء الثلاثاء، وتبادل تسليط أضواء الليزر على بعضهما البعض.

وبالعودة إلى الوضع الميداني في المخيم، فقد تمركزت وحدات من الجيش اللبناني في ثلاثة مواقع رئيسية في مخيم المية ومية، فتسلمت مبنيين عند مدخل الرئيسي (الجنوبي الغربي)، أحدهما مبنى مقر القوة المشتركة سابقاً. والثاني مبنى تابع للأمن الوطني بعد اخلائه، ونفّذ الجيش عملية انتشار في محيطها. فيما تقدمت قوة أخرى من الجيش باتجاه وسط المخيم حيث تسلمت نقطة متقدمة جداً فيه، وهي المثلث الذي يربط بين الشارعين الرئيسيين فيه، وتموضع في نقاط متقدمة ضمن حدود المخيم من الجهتين الشمالية والشرقية، بعدما استقدم إلى المنطقة آليات حفر وجرافات وتعزيزات وعتاد حربي. وتزامن ذلك أيضاً مع بدء الجيش باستحداث موقع جديد له بجانب المخيم من جهته الغربية الجنوبية. وبذلك يكون الجيش اللبناني قد أحكم السيطرة على المفاصل الرئيسية للمخيم وبات متواجداً في عمقه أيضاً.

وإثر عملية الانتشار مساء الثلاثاء، سمع صوت دوي انفجار قوي في أجواء المخيم، تبين أنه ناجم عن تفجير الجيش اللبناني لعبوة من مخلفات الإشتباكات الأخيرة في المخيم.

وانعكست خطوات الجيش الميدانية في مخيم المية ومية حالة من الارتياح في أوساط أهالي المنطقة، لبنانيين وفلسطينيين.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا