صور فوتوغرافية حلت لغزاً عمره 27 سنة في لبنان
التصنيف: الشباب
2018-11-03 10:26 ص 396
بعد قرابة أسبوع من أستضافتي وزميلي المصور جوزيف براك في البرنامج التلفزيوني للأعلامي جو معلوف في أواخر العام 2017. حيث عرضتُ ضمن المقابلة بعض الصّور التّي التقتطها خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن ضمنها هاتين الصورتين اللتين التقتطهما خلال حرب الألغاء. ” حرب الألغاء كانت عام 1990 . جرت بين وحدات من الجيش اللبناني التي كانت بإمرة الجنرال ميشال عون وقادها من قصر بعبدا ،وبين القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع“. وقد سُميت بـ ”حرب الإلغاء“ بعد أتهام جعجع لعون بمحاولة إلغاء القوات اللبنانية بناء لرغبة سورية “. ، وجرت المعارك في المنطقة الشرقية من بيروت وفي مناطق سيطرة الميلشيات المسيحية ،.قُتِل فيها المئات وأصيب الآلاف من المدنيين. وهجّرت هذه الحرب أكثر من نصف مليون مواطن مسيحي من مناطقهم ”.
جاءني إتصال من شخص لا أعرفه رغم انه قال لي أسمه ” حقيقة نسيت الأسم“. وبلطف سألني حضرتُك التقطت هذه الصّور التي عُرضت على الشاشة ؟، أجبت نعم، بأي سنة التقتطها؟ قلت خلال حرب الألغاء، عام 1990. سألته عن السبب؟، قال صورتك حلّت لنا لغزاً عمره 27 سنة !! ، قلت معقول!! لم أفهم جيداً الرجاء التوضيح أكثر؟!!، قال إن صاحب الصورة شخص يعمل طبيباً في مستشفى ” اوتيل دو“، ومن يومها نحن عائلته لا نعرف عنه شيئاً، أحياناً نعتقد أنه مخطوف واحياناً معتقل في سوريا وأحيانا نقول أنه قتل!!! نعيش في دوامة عمرها 27 سنة!!، يومها أفتقدته عائلته لم يعد الى منزله كعادته كل مساء. في اليوم الثاني إتصلنا في مكان عمله في المستشفى حيث أفادونا أن الطبيب قد غادر المستشفى ظهر أمس. ومن يومها لم يعد الى منزله ونحن نعيش لغزاً محيّراً، اين الطبيب ؟ حي أو ميت؟..
تابع متّصلي حين شاهدنا صورك على الشاشة أصبنا بالصدمة…. وتأكدنا ان الجثة في الصورة هي جثة الطبيب والسيارة سيارته“ وأكّدت صورك لنا أنه سقط ضحية خلال الأشتباكات التي جرت في تلك المنطقة، لقد قتلوه وهو متجه الى منزله . لقد حلّت صورك لغزاً حيّرنا وشغل عقلنا خلال 27 سنة.
مرّت قرابة دقيقتين لم أتكلم خلالها ولا المتّصل تابع كلامه معي ، حلّ اللغز فاجأني وأربكني، لم أعد أعرف ماذا أقول ، صمتٌ مطبق متبادل بيننا ، ثم أيقظني من صمتي سؤاله هل نستطيع الحصول على الصور؟؟. بصوت خافت وحزين قلت نعم . نعم أنا آسف، أسفاً شديداً وينتابني شعورٌ قاسٍ في هذه اللحظات، ماذا أقول لك سيدي ، انا جداً آسف أنني صوّرته مقتولاً ومتروكاً على الأرض،أنها مهنتي ، لقد مارست عملي كمصور من دون تحيز ، أنه واجبي آسف انني ألتقطت صورةً لأحد الضحايا الأبرياء بهذا الشكل، كما أنني آسف لأي ضرر سببته بعرضي الصّور على شاشة التلفزة… ثم عدت الى صمتي.. لكن المتصل كان أشجع مني اذ قال بالعكس نحن نشكرك لأننا الآن إرتحنا، حللت لنا اللغز وعرفنا مصير الطبيب، سأعاود الأتصال بك للحصول على الصّور.
أنا بأنتظار معاودة هذا الشخص الإتصال بي لإعطائه الصّور وآسف اذا جرحت شعور أحد أفراد عائلته بنشري هذه القصة التي هي واحدة من آلآف قصص الحرب الأهلية التي تحكي مأساة الحرب وويلاتها كما تروي قصصاً لأناس أبرياء سقطوا ضحايا الحقد والأقتتال .
ملاحظة : وايضاً نسيت إسم الطبيب الضحية رغم ان المتّصل أخبرني بإسمه لكنني نسيت الإسم لشدّة دهشتي من أنّ صورة ً فوتوغرافيةً حلّت لغزاً عمره 27 سنة، “.
نبيل أسماعيل
أخبار ذات صلة
كشافة الفاروق تحيي الإستقلال في مراكز الإيواء*
2024-11-23 09:22 م 128
لقاء في مركز معروف سعد الثقافي لمتابعة أزمة النفايات في صيدا، بدعوة من النائب أسامة سعد
2024-01-12 01:46 م 275
فلسطين والتضامن معها .. نشاط يومي في مدارس صيدا
2023-12-09 09:50 م 219
إحذروا من “الكينغ” لحماية أبنائكم وبناتكم
2023-06-12 09:54 ص 446
التطوع لإنقاذ الأرواح والبحر والشاطئ صيدا
2023-06-09 03:42 م 398
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية