هلال حبلي

النائب الدكتور أسامة سعد، ابن صيدا العائد الى البرلمان اللبناني للمرة الثانية، تتسم عودته هذه المرة بالصعوية لما يحمله من هموم المواطنين والمدينة أكثر من المرة السابقة نظرا لكثرة الملفات والمشاريع وطلبات المواطنين والأهم من ذلك كله الضغط  الذي يواجهه من قبل فريق 8 أذار ليكون من ضمن كتلهم النيابية. ولكن كون أسامة سعد يرفض الطائفية الامر الذي صرح به امام رئيس الجمهوري حيث أكد على  كونه مستقلا وأنه سيمضي قدما في استقلاليته لتأمين نجاح المشاريع لمدينة صيدا طالبا أن تكون كافة الملفات على الطاولة لدراستها مع البلدية ومع زميلته النائب بهية الحريري وفاعليات المدينة، كما أكد النائب سعد على أن الخلاف السياسي هو أمر طبيعي وشأن ديمقراطي في المدينة وتبقى العلاقات على المستوى الاجتماعي ممتازة مع رئاسة البلدية المتمثلة بالمهندس محمد السعودي والنائب الحريري، فصيدا تستحق أن نضحي بحياتنا من أجلها.

صيدانت حاورت النائب الدكتور أسامة سعد في أول مقابلة صحفية له بعد فوزه في الانتخابات النيابية عن مدينة صيدا وشؤونها:

 س: ما هو الفرق وما الذي تغير بين الدكتور أسامة أمين عام التنظيم وبين الدكتور أسامة سعد النائب في الاهتمام ومقاربة قضايا الناس؟

ج: بالنسبة لي لم يتغير شيء فيما يخص المطالبة بحقوق المدينة والاهتمام بقضاياها سواء منذ أن كنت أمين عام التنظيم ومازلت أوعندما أصبحت نائبا لا زال اهتمامي بشؤون المدينة كما هو. الذي تغير هو أنه أصبح هناك صوت للمدينة اضافي للمطالبة ببعض الحقوق التي تقع مسؤوليتها على البرلمان فهناك حقوق هي من مسؤولية البرلمان وحقوق من مسؤولية الحكومة والادارات التابعة للحكومة، ومن موقعي كنائب عندما يتم تشكيل الحكومة أن أطالب الحكومة بحقوق المدينة والمواطنين من موقعي كنائب عنها وأن أراجع الادارات المتخصة بذلك.

 س: عندما عدت الى النيابة استبشر الناس بك خيرا لاسيما من الطرفين (المستقبل والتنظيم) وكل اهالي صيدا تمنوا أن يحصل تعاونا بينكم وبين النائب بهية الحريري، أين صار هذا التعاون ومن هو المسؤول عن عدم حصوله حتى الان؟

ج: هي مسألة مرتبطة بتحديد الملفات ووضع الملفات بالمدينة فوق الطاولة حتى نبحث فيها. ملفات المدنية عديدة وبمختلف المجالات، فمثلا الملف الخدماتي المتفرع عنه ملف الكهرباء والبيئة والمياه والطرقات وتحسين كل المرافق العامة في المدينة بالاضافة الى ملفات اخرى مرتبطة بالتعسر الاقتصادي في المدينة نتيجة الواقع العام في البلد وأسباب خاصة في المدينة، كل هذه ملفات مطلوب أن توضع فوق الطاولة ويكون هناك دعوة للبحث فيها ومناقشتها من قبل نواب المدينة ومن قبل المختصين. يجب فتح حوار ديمقراطي في المدينة، والموضوع ليس موضوع ثنائية وإنما هو وضع الامور كلها بشكل شفاف للبحث فيها من قبل كل المعنيين سواء كانوا نواب أو بلدية أو مختصين. هذا هو المطلوب، لا أن أجلس أنا وأنت لحل مشاكل المدينة؛ ليست هذه الصيغة هي الصيغة السليمة وإنما الصيغة السليمة هي أن ندعوا المعنيين والمختصين لدراسات الملفات.

 س: اذا الموضوع ليس خلافا سياسيا وانما في كيفية دراسة الملفات؟

ج: لا الخلاف السياسي قائم وموجود، وهو لا يؤثر على الملفات من حيث أن يتم دراستها كلٌّ من وجهة نظره، وهذا حال دراسة الملفات في كل العالم حيث يندرج حول كل ملف وجهات نظر متعددة وهو الامر الطبيعي. بالتالي  يجب على الاخر ان يتقبل ان يكون هناك تعدد في وجهات النظر حول نفس الملف ونفس القضية وبالتالي الحوار حوله ضروري وأساسي للوصول الى نتائج جيدة.

مثال ملف الضم والفرز، المعنيين هم النواب والبلدية والمختصين وأصحاب الاملاك، لذلك على البلدية أن تقوم بدعوة هؤلاء لدراسة هذا الملف؛ واي ملف اخر يخضع لنفس المنطق.

 س: حول علاقتك مع المحافظ والمؤسسات الرسمية، علمنا أنه يوجد سوء تفاهم بينكم وبين المحافظ الى اين وصل الامر بينكم؟

ج: قضايا الشأن العام ليست علاقات شخصية، الشأن العام هو بحث قضايا وموقف من قضايا. أنا على المستوى الشخصي لا يوجد عندي أي مشكلة مع المحافظ أو حتى مع السيدة بهية الحريري أو البلدية، والعلاقات الاجتماعية على احسن ما يكون، أما الاختلاف فهو على القضايا السياسية والانمائية وهذا أمر صحي وكل ديمقراطيات العالم قائمة على الشفافية ووضوح الرؤية وملفات واضحة كل واحد يعطي رايه بها حتى نصل الى خلاصات. هذا الاسلوب يجب تكريسه في الحياة السياسية. الاجتماع ليس مطلب بحد ذاته بل المطلوب معالجة القاضيا كما ذكرت سابقا.

 س: علمنا ان هناك لقاء قد حصل بينكم وبين النائب بهية الحريري في اخر جلسة لمجلس النواب، هل بحثتم فيه أمور المدينة؟

ج: دائما ما يحصل لقاء في مجلس النواب ولكننا لم نبحث في مشاريع المدينة كون اللقاء كان صدفة وليس من الطبيعي ان نبحث شؤون المدينة في لقاءات الصدفة.

 س: هل من تواصل مباشر مع رئيس بلدية صيدا واذا كان لا يوجد ما هو السبب؟

ج: فليضعوا الملفات التي تحتاج الى تواصل فوق الطاولة والتي هي من مسؤولية البلدية ويتم دعوتنا لدراساتها وابداء الرأي فيها. والخلاف مع رئيس البلدية هو اختلاف وجهات النظر حول المدينة.

 س: حصل لقاء بينكم وبين وزير الاشغال بعد الانتحابات النيابية وبحثتم خلاله مشروع الضم والفرز لماذا لا يكون لكم لقاء مثله مع البلدية؟

ج: فلتقم البلدية بوضع الملفات امام الرأي العام الصيداوي لاسيما وانها منتخبة من قبل الشعب الصيداوي ومن حق الشعب الصيادوي ان تقول له البلدية ما هي هذه المشاريع وتأخذ رأي الناس المعنيين في هذه المشاريع.

 س: الى متى ستظل هذه القطيعة خاصة وأنه عليكم كنائب عن المدينة دعم مشاريع البلدية في مجلس النواب؟

ج: كما قلت سابقا، فليضعوا لنا هذه المشاريع على الطاولة حتى نقوم بدعمها في مجلس النواب.

 س: صيدا أكبر من نائب ومن وزير واكبر من رئيس بلدية ومصلحة الناس اكبر من كل الخلافات، الا تستحق صيدا ان يحصل لقاء ثلاثي بينكم وبين النائب الحريري ورئيس البلدية لصالح الناس؟

ج: بالنسبة لي صيدا تستحق ان نضحي بحياتنا من أجلها.

 س: قبل ان يعاد انتخابكم نائبا عن مدينة صيدا ورغم كل المبادرات التي قام بها رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي اتجاهكم لازلتم تعتبرون أن بلدية صيدا مقصرة في كثير من الامور، فأين برأيكم بلدية صيدا قد أنجزت؟ وبعد زيارتكم الى وزير الاشغال والتحدث في موضوع الميناء والمرفأ الجديد والضم والفرز هل هذه الخطوة هي مكملة لما قامت به البلدية او هي تحرك خاص بكم؟

ج: هناك مشاريع ليست من مسؤولية البلدية وانما هي من مسؤولية الدولة، اذا كانت البلدية تحب ان تنسب هذه المشاريع لها فهذا شيء اخر لان المرفأ هو من مسؤولية الدولة وبتمويل من الدولة وبإشراف من الدولة. طبعا للبلدية دور مهم ولكنه انجاز للدولة وليس للبلدية وانا لا انكر دور البلدية فيه.

 س: بعد نجاحكم في النيابة توقفت لقاءات اللقاء الديمقراطي، هل من فتور في العلاقة بين فاعليات اللقاء؟ علما ان بعض اعضاء القاء الديمقراطي كان لهم زيارات منفردة الى البلدية.

ج: الزيارات كانت تحصل من قبل وكانوا يترددون على البلدية واللقاء الديمقراطي في تواصل شبه يومي بين كل اقطابه وسيكون هناك لقاءات في القريب العاجل.

 س: كيف تصف علاقتكم بجمعية التجار خاصة وانه قد حصل زيارة لوفد من التجار لكم دون ان يكون هناك اي ممثل عن الجمعية؟

ج: بطبيعة الحال ان يأتي كثير من الناس ومن أصحاب المصالح ليراجعونا في العديد من القضايا والمشاكل التي تخص مصالحهم ومن واجباتنا ان نتابع هذه القضايا.

 س: ما هو موقفكم من الجدال الدائر حول السوق التجاري وموضوع دخول السيارات اليه؟

ج: هذا امر يحدده اصحاب المصلحة وليس نحن، وأصحاب المصلحة هم اصحاب المحلات التجارية، والتعسر الاقتصادي له عدة اسباب ولا يختصر على موضوع السيارات فقط. هناك مشاكل وعقبات امام نمو السوق وتطوره، السيارات هي جزئية وليست هي القضية.

لماذا لا يتم تحديد القضايا التي يمكن ان تنعش السوق وتعالج الكساد فيه؟ هذا يحتاج الى حوار مع أصحاب المحلات ومع مختصصين لديهم رؤية لمعالجة هذه المشاكل وهو الامر المطلوب من المحافظة ومن البلدية وقوى الامن وجمعية التجار.

 س: هل من مبادرة لك ستقوم بها بهذا الخصوص؟

ج: ان شاء الله

 س: منذ سنوات شوارع المدينة تحولت الى موقف للسيارات وبدات المدينة تشهد زحمة سير فقررت البلدية بوضع عددات، هل انتم توافقون على هذا المشروع؟

ج: زحمة السير لها اسباب عديدة ولموضوع العدادات ايجابيات على حركة السوق التجاري، وانما يجب الانتباه لموضوع العدادت في المناطق السكنية خاصة وان هناك بنايات ليس لها مواقف ليركن السكان سياراتهم فيها فيقومون بركنها الى جانب الطريق ومن الضرورة معالجة هذا الموضوع. والمدينة تحولت الى ممرر ومرآب للسيارات وهذا سببه سوء التنظيم خاصة واننا كنا نطالب بأن يكون الاتوستراد خارج المدينة فانا كمواطن داخل المدينة اصبح يتعذر عليي ان أمشي بها، وهذه الزحمة لم تنعكس ايجابيا على المدينة اقتصاديا بل تبين انه رغم عدد السيارات الكبير لم ينتعش اقتصاد المدينة بل هذا العدد من السيارات اصبح عبئ اقتصادي وبيئي على المدينة.

س: لاحظنا توقف عمل لجان المتابعة لملف البيئة وغيره من الملفات التي تم تشكيلها من قبلكم ما هو السبب؟

ج: نحن بصدد اعادة ترتيبها حتى تكون اكثر فاعلية.

 س: "مجموعة المهندسين" الذين اخذو الغطاء من اللقاء الديمقراطي والتنظيم الشعبي الناصري غابوا عن الساحة فجأة، فهل كانت تحركاتهم لمصالح خاصة؟

ج: مجموعة مهندسين ليسوا في التنظيم الناصري ولكنهم مهتمين بشؤون المدينة ويتقاطعون معنا في بعض القضايا في المدينة وقد لا يتقاطعون معنا في غيرها.

 س: للتنظيم الناصري ثمانية اعضاء في غرفة التجارة والصناعة لم نرى انكم قد وظفتم احد خلال الفترة السابقة من ابناء صيدا من حصصكم؟

ج: انا ما بحكي بحصص وضد مبدأ المحاصصة.

 س: كونك نائب للمدينة هل ستسعى لتوظيف ابناء المدينة في المؤسسات العامة ؟

ج: اكيد سوف أطالب بحقهم في الوظائف العامة والخاصة.

 س: كيف هي علاقاتكم مع الشيخ ماهر حمود خاصة بعد الاشكال الاخير الذي حصل بسبب الموتيرات؟

ج: مثل ما كانت سابقا.

 س: بعض ابناء صيدا يواجهون صعوبة في تنفيذ مشاريع في منطقة جزين وانتم حلفاء مع احد اقطاب مدينة جزين بماذا تقومون لمساعدة ابناء المدينة؟

ج: اذا كنت تقصد حالة خاصة فأنا لا ادخل بعلاقة بين مناطق لبنانية من اجل قضية خاصة، اما اذا كانت قضية عامة فلكل المواطنين اللبنانين حق التملك وحرية الحركة في كل المناطق اللبنانية.

 س: علاقتك مع الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الاسلامية؟

ج: علاقة عادية.

 س: بعد المصالحة التي حصلت بين القوات والمردة، هل سنشهد مصالحة بينكم وبين القوات قريبا؟

ج: كل واحد حر بخياراته ونحن أحرار بخياراتنا.

 س: لماذا رفضتم ان تكون ضمن كتلة حزب الله او حركة امل او اللقاء الاستشاري السني؟

ج: انا نائب مستقل وفي موقع المعارضة الوطنية  ونقطة على السطر. هذا ما قلته في القصر الجمهوري في الاستشارات مع رئيس الجمهورية وقلتها في السراي بعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري.

 س: هل تتوقع ولادة حكومة قريبا؟

ج: نأمل ذلك.

 س: ماذا تقول لاهالي مدينة صيدا الذين انتخبوك او لم ينتخبوك ولكل الناس الذين استبشروا فيك خيرا؟ كلمة اخيرة لهم.

ج: انا ادعو الناس في هذه الظروف الصعبة وفي الظل الازمة السياسية في البلد والتي سببها النظام الطائفي ونظام المحاصصات الطائفية والمذهبية والفئوية وانعكاس ذلك على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في صيدا وفي كل لبنان ادعوهم لرفض هذا الواقع وللنضال الفعلي والحقيقي للوصول الى دولة مدنية تؤمن حقوق الناس من تعليم وفرص عمل ومن الضمان الاجتماعي وضمان الشيخوخة والخدمات من مياه وكهرباء وما الى ذلك، وأدعوهم لرفض هذا النظام الطائفي وإيصال صوتهم الرافض لكل هذه القوى التي تمارس السياسة من الباب الطائفي والمذهبي والفئوية واننا نحن كشعب غير راضين عن هذا الواقع السياسي الذي يسبب مآسي للناس.