×

د· سعيد المكاوي: لتغيّر مجرى حياة الأهل ونجاح استثمارهم الأغلى في أبنائهم

التصنيف: Old Archive

2010-12-22  05:54 ص  1388

 

سامر زعيتر: تزداد يوماً بعد آخر الحاجة الى تطوير مهارات الطلاب، وخصوصاً في ظل صعوبة المناهج والبرامج التعلميّة التي تُشكل عبئاً على الطلاب وذويهم، فيما عدم توافر المراكز المختصة وارتفاع كلفة الخدمات تفوق قدرات ذوي الدخل المحدود··
 

من أجل ذلك، اتخذت <جمعية رعاية اليتيم> - صيدا على عاتقها افتتاح مراكز متخصصة في علاج الصعوبات التعلميّة، فضلاً عن تقديم الخدمات لذوي الإحتياجات الإضافية والطلاب غير القادرين على دخول المدارس، من خلال مراكز <حروفي الأولى>، <العيادات الخارجية> ومدارس الجمعية··

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على نجاح تجربة الجمعية في علاج الصعوبات التعلميّة، من خلال لقاء رئيسها الدكتور سعيد المكاوي··

كيف انطلقت الجمعية بفكرة معالجة الصعوبات التعلميّة؟ - من أجل معالجة الصعوبات التعلميّة، سواءً الناجمة عن مشاكل التواصل والسمع أو المشاكل النفسية والإجتماعية وصولاً الى الإعاقات العقلية، قامت الجمعية فيما يتعلق بالقسم الأخير بتطوير <مدرسة ذوي الإحتياجات الإضافية> التي تستقبل حالياً ما يزيد عن 100 طالب تقدم لهم مهارات متعددة، منها الرياضة والموسيقى والمسرح والرسم والكومبيوتر للوصول الى التعليم المهني·

أما في موضوع معالجة الصعوبات التعلميّة الأكاديمية، فلا يوجد على مستوى الدولة تصوّر مكتمل لمعالجة هذا المشروع، سواءً في وزارتي التربية والشؤون الإجتماعية، وهناك تجربة ناجحة في صيدا وتحديداً في <مدرسة حسام الدين الحريري>، من هناك وجدنا ضرورة التدخّل لمعالجة الصعوبات التعلميّة، ولكن المشكلة كانت في قلة عدد الإخصائيين الذين يتعاطون في هذا المجال، فإستعنا اضافة الى خبرات صيدا والجنوب بخبرات من بيروت· فيما تقدر مصاريف معالجة مثل هذه الحالات ما يزيد عن 600 دولار لكل طفل شهرياً، مما يحرم القسم الأكبر من ذوي الدخل المحدود من القيام بذلك·

عيادات وبرامج متخصصة ما هي الخدمات التي تقدمها الجمعية في هذا المجال؟ - قامت الجمعية بإستحداث مركز للعيادات الخارجية لتأهيل النطق والعلاج النفس حركي والعلاج النفسي، واستقطاب الأولاد الذين يعانون من الصعوبات التعلميّة وتقديم العلاج لهم بأسعار شبه رمزية، فيما تتحمل الجمعية بقية التكاليف، لأن هدفنا التوجه للفئات الأكثر حاجة، واستقبلت العيادات خلال السنوات الخمس الماضية ما يزيد عن 5 آلاف طفل وطفلة من صيدا والجنوب·

ومع بداية العمل في <مدرسة أجيال صيدا> منذ عامين، وجدنا أن العديد من الطلاب لديهم صعوبات تعلميّة، ونتيجة فحص الحواس تبين أن الصعوبات التعلميّة الناتجة عن مرض عضوي لا تتعدى 2%، بل المشاكل ناتجة عن البيئة التي يأتي منها الطلاب، وخصوصاً أن المدرسة هي مجانية 100%، وتتوجه الى الأولاد الذين لا يستطيعون الدخول حتى الى المدرسة الرسمية، وهو مشروع نموذجي يجب أن يعمم على كل المدارس، وبدأ العمل على فريق مختص ودعمه بمعالجة اجتماعية وأخصائيين في النفس حركي والنطق، وذلك وفق خطة توجهت لتشخيص الأطفال الذين يُعانون من صعوبات تعلميّة في <مدرسة أجيال صيدا> التي أخذت على عاتقها الإهتمام بهم داخل المدرسة·

ويتم ذلك من خلال عدة برامج، منها: التركيز على بعض المواد في حصص معينة، لتحسين المستوى العلمي ومتابعة الدراسة بشكل طبيعي، وبرنامج الإستلحاق المدرسي الذي يتوجه لأطفال يتُقارب أعمارهم الـ 10 سنوات لم يدخلوا الى أي مدرسة، ليتم من خلال برنامج مكثف إلحاقهم فيما بعد بالتعليم العادي أو المهني· وهي خدمات مجانية لشريحة حُرمت من التعليم·

<حروفي الأولى> للتشخيص والعلاج ··· وماذا عن مركز <حروفي الأولى> والخدمات التي يُقدمها؟ - تطورت الفكرة أكثر لتقديم خدمات الى فئات أخرى من المجتمع، فهناك من يقصد بيروت لمعالجة الصعوبات التعلميّة، لعدم وجود مركز خاص في الجنوب، لاستحداث مركز <حروفي الأولى> في الجنوب، وهو امتداد لمركز بيروت، وتم تدريب معلمات من داخل المؤسسة ومن خارجها، وبدأ العمل عبر تشخيص الحالات ومن ثم معالجة الصعوبات التعلميّة·

ويهدف المركز الى تشخيص حالات الصعوبات التعلميّة لدى التلامذة، والعمل على معالجتها وفق خطة تقوم بتشخيص حالة كل تلميذ على حدى، وتحديد الطريقة المثلى لعلاجه، وذلك من أجل مساعدته على التغلب على مشاكله الأكاديمية وقلة تركيزه في الصف، وفقدانه المهارات اللازمة للدرس، وذلك بإدارة الأخصائية التربوية كاتيا حزوري، وبإشراف الدكتور أحمد عويني·

ويقوم المركز بإعداد التلميذ وتأهيله ليعتمد على نفسه في الدراسة وذلك بإكسابه المهارات والأسس الأكاديمية التي تجعله تلميذاً ناجحاً في حياته الدراسية· وتنقسم خطة العمل في المركز الى مرحلتين:

- في المرحلة الأولى: يتم التشخيص من خلال مقابلة الوالدين للحصول منهما على معلومات عن التلميذ، وتشخيص حالة التلميذ عبر اجراء تقييم له لتحديد نوع الصعوبات التعلمية التي يعاني منها· ومن ثم وضع تقرير تربوي يتضمن نتائج التشخيص والخطوات التي ستتبع في معالجة حالته، يليه عقد لقاء مع والدي التلميذ ووضع برنامج تربوي فردي لمعالجة كل تلميذ على حدى·

- وفي المرحلة الثانية: وهي التدخّل العلاجي، حيث يستقبل المركز من هم بحاجة الى مساعدة للتغلب على الصعوبات التعلميّة في مجالات متنوعة: القراءة والمهارات اللغوية والقيام بتحسين مهارات الدرس لديهم، ومتابعة تطور كل تلميذ مع مدرسته وذويه· وبعد مرور عام على تأسيس المركز كانت شهادات الأهل مؤثرة·

وهو مركز خاص خارجي يستقبل طلاب مدارس صيدا بعد الظهر، يُعطي نتائج تُغيّر مجرى حياة العديد من الأهل، لأن أهم استثمار يقوم به الإنسان في حياته هو في أولاده· يُعنى بالطلاب الذين يُعانون صعوبات في التواصل أو الإضطرابات أو لا يستطيعون التعامل مع بعض المواد الأكاديمية، فيما العيادات الخارجية تقدم خدماتها لعلاج النطق والنفس حركي والنفسي· وبما أن المعلمين في المدارس لديهم الإمكانية لإكتشاف هذه الحالات لنقوم بتشخيصها ومتابعتها في مراكز الجمعية، لذلك تعهدنا تنظيم دورات لتعريف المجتمع على سبل اكتشاف هذه الحالات، كما سيتم استحداث برامج تدريبية للمعلمين·

sz@janobiyat.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا