نصار:الساحة اللبنانية مفتوحة امام تدخلات قد تزعزع الاستقرار


الحداد: نعيش اليوم حال قلق وترقب في انتظار القرار الظني


كفوري: لتفرض الاسرة الدولية حلا عادلا للقضية الفلسطينية


وطنية - 25/12/2010 - ترأس مطران صيدا وأقضيتها للموارنة الياس نصار قداسا في كاتدرائية مار الياس - صيدا،لمناسبة عيد الميلاد، حضره محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر وشخصيات.


نصار بعد قراءة الانجيل المقدس، تحدث المطران نصار في عظته عن "مجيء المسيح الرب". أضاف:" فبينما تبشرنا ولادة الطفل الالهي يسوع بالفرح والسلام على أرضنا، وبالعيش في واحة الرجاء الصالح، يطل علينا العيد هذه السنة ووطننا الحبيب لبنان يمر في ظروف صعبة وحساسة. ففي السنة المنصرمة شهدت الساحة اللبنانية حوادث عدة دامية، وتعطلت ادارة الحكومة في بعض جوانبها، وتأخر الكثير من القرارات الضرورية التي تدفع بعجلة خدمات الادارات الرسمية الى الامام. ناهيك عن الانتهاكات الخطيرة التي تطال تنفيذ القوانين العامة، والتعدي على المال العام وعلى البيئة، والفساد المستشري في معظم ادارات الدولة، ولا من حسيب ولا من رقيب. وفوق كل ذلك، يعيش المواطنون قلقين على مصيرهم وعلى مصير وطنهم. فالساحة اللبنانية باتت مفتوحة امام تدخلات وتأثيرات اقليمية ودولية، قد تزعزع الاستقرار الداخلي، وتزيد من حالة الارباك السياسي والاقتصادي للبلد. فالمطلوب من اللبنانيين جميعا، مسؤولين ومواطنين، ان يتحلوا بالهدوء والحكمة والروية، وان يتضامنوا ويتعاونوا باخلاص للحفاظ على المؤسسات الوطنية معافاة وفعالة، وللذود عن أمن وطنهم لبنان وحماية استقراره، وإبعاد شبح الحرب عنه. وبرغم حساسية الوضع ودقة المرحلة، فان ولادة الطفل الالهي تحمل الى المؤمنين هدايا الفرح والسلام، وتنثر في حنايا نفوسهم عطر الرجاء والامل".


وتقبل المطران نصار وكبار معاونيه التهاني في المناسبة.


الحداد


كما ترأس مطران صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك ايلي بشارة الحداد قداسا في المطرانية حضرته شخصيات سياسية واجتماعية وفاعليات وحشد من المؤمنين.


بعد الانجيل المقدس شدد المطران الحداد على معاني الميلاد لانه "رسالة السلام بعد سينودوس روما الذي دعا الشعوب والدول الى عيش المحبة الحقيقية والترفع عن الدنايا لان هذا الوطن فان".


وقال:" الميلاد هذه السنة يطل علينا في لبنان ونحن نعيش اليوم حالة قلق وترقب انتظارا للقرار الظني. والوضع في العالم العربي يشهد توترات وخصوصا في العراق حيث يعاني ابناؤنا من الظلم، وكم من مجزرة أطاحت بضحايا أبرياء".


اضاف:" اصبح واضحا اننا في حاجة ضرورة لكي نعيش المعاني الحقيقية لعيد الميلاد الى عيش السلام بأبعاده الاثنين:السلام الخارجي مع العالم والافراد، والسلام الداخلي مع الذات . والسلام الداخلي يأتي نتيجة تحقيق السلام الخارجي ولا يمكن ان يتم من دونه. فهل من الممكن ان أعيش فرح الميلاد اذا كنت متخاصما مع جاري. وكيف هذا وانا أحمل في قلبي ضغينة وحقدا يعميان بصيرتي ويمنعاني من رؤية الجانب المضيء في غيري. ليضيء نوركم للناس جميعا وتغاضوا عن ظلمة الشيطان الذي يسعى دوما لجركم الى دنياه. عيشوا الميلاد بفرح ومحبة حقيقيين وانا اقول لكم انكم، باستقبالكم ميلاد المسيح على الارض، تضمنون ميلادكم في السماء. ان ميلاد المسيح على الارض يقابله ميلادنا في السماء الوطن الحقيقي لكل مسيحي".


كفوري


كما ترأس مطران صور وصيدا وتوابعهما للروم الارثوذكس الياس كفوري عظة في كاتدرائية القديس نيقولاوس- صيدا حضره شخصيات وفاعليات وحشد من المؤمنين.


بعد تلاوة الانجيل المقدس تحدث كفوري عن معاني العيد، وقال:" يأتي الميلاد هذا العام وسط اوضاع اقل ما يقال فيها انها غير طبيعية، فاننا نرى ونسمع امورا كثيرة لم نسمع بها من قبل :كذب، فضائح، متاجرة بمصائر الناس، قمع، اضطهاد، إخلال بالامن، تعديات، عدم احترام المقدسات، كأن العالم اصبح في وضع لم يعد يستطيع الانسان فيه ان يميز الصالح من الطالح والخير من الشر والابيض من الاسود، تشوشت الرؤية وانقلبت الموازين، فاصبح الانسان يكيل بمكيالين، وسيطر القوي على الضعيف، خلافا لما نصت عليه كل الشرائع السماوية وكأن العالم قد فشل في المحافظة على الحد الادنى من كرامة الانسان، وتأكيدا على ذلك نعطي بعض الامثلة:عندنا في لبنان متى يا ترى نصل الى وضع يساوي بين الناس، فيصبح ذو الكفاءة مؤهلا للوصول الى المركز الذي يستحق، ومتى يوضع قانون انتخابي عادل يمكن الناس من ايصال ممثلين حقيقيين لهم الى الندوة البرلمانية، وكيف العمل على تضييق الفجوة بين الاغنياء والفقراء، متى يوضع قانون ضرائبي عادل، متى يصل الانسان الى حقوقه الطبيعية في الحصول على كل موارد العيش الكريم كسائر بلدان العالم. اما اذا نظرنا الى ما يجري حولنا فاننا نسأل: الى متى يستمر الظلم في العالم، والدول تدعي انها تريد الحفاظ على الديموقراطية وحقوق الانسان، اين تصان حقوق الانسان وتطبق الديموقراطية. فلسطين كمثل، رأينا كل الارتكابات التي يمكن تصورها تحصل في حق الابرياء، هناك يمارس التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني بأجلى معانيه والعالم وخصوصا ما يسمى بالعالم الحر، يتفرج وكأن هذا الشعب ليس من البشر؟. بأي حق يتمتع المحتلون والمغتصبون بكل خيرات الارض وبأحدث انواع التكنولوجيا في العالم ويحرم الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه في الحياة حتى المياه المرسلة من الله يحرمون منها وتعطى لمستوطنين وافدين من مناطق اخرى ليستفيدوا منها ويحرموا اصحاب الارض الاصليين. كفى ظلما وعدوانا. فلتفرض الاسرة الدولية حلا عادلا للقضية الفلسطينية وتعد الثقة والامل للشعب الفلسطيني بمستقبل افضل