×

مدير مدرسة ترك طالبًا مريضًا في ماليزيا وعاد إلى لبنان

التصنيف: تربية

2019-05-06  10:12 ص  2244

 

 ./ نادين خزعل

تزامنًا مع إقتراب إنتهاء العام الدراسيّ، نظّمت إدارة إحدى ثانويّات صيدا الشهيرة رحلة ترفيهيّة لطلّاب الصّف الثالث الثانويّ إلى ماليزيا.

بداية الرحلة كانت وسط أجواء من الفرح غمرت الطلّاب، فها هم يودّعون مرحلة التعلم المدرسيّ بعيدًا عن وطنهم، وسيعودون وفي جعبتهم أحلامٌ كثيرة وكبيرة سيحققها لهم التخصص الجامعيّ.

فرحة شابتها مساء الإثنين الفائت إنتكاسة صحيّة أصيب بها الطالب هلال دحيوي.

إرتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، قشعريرة، إرتجاف، وألم..

كان كل شيء يوحي أن هلال ليس على ما يرام.

إصطحبه مدير المدرسة إلى إحدى العيادات في ماليزيا، وبإخضاعه للفحص السريري الأوّلي تبين أن هلال يعاني من عوارض إلتهاب وأنه قد أصيب بفيروس. طلب الطبيب إدخال هلال بصورة عاجلة إلى المستشفى وإخضاعه للفحوصات اللازمة ولكن المدير رفض بحجة أن موعد العودة إلى لبنان هو صبيحة اليوم التالي.الطبيب أصر والمدير أصر..

وهكذا، في الوقت المحدد لعودة الطلاب إلى لبنان توجّه المدير ومساعدته والطلاب إلى المطار وإستقلوا الطائرة ليعودوا أدراجهم إلى لبنان.

ما إن صعد هلال الطائرة حتى بدأ يشعر بضيق في التنفس، وكأن القدرة الإلهية تجسّدت في صديق هلال الذي سأل المضيفة بشكل عفوي: (إذا حدن ضاق نفسو عندكن بالطيارة أوكسجين)؟ أجابته طبعًا يوجد ولكن لم السؤال فباح لها الصديق بأن هلال ممنوع من السفر ولكن المدير رفض الإنصياع لما طلبه الأطباء…

هنا سارعت المضيفة للسؤال عن هلال وأخبرت المسؤولين في الطائرة الذين توجهوا الى المدير لإبلاغه بإستحالة إقلاعهم وعلى متن طائرتهم مريض ممنوع من السفر..

يروي أصدقاء هلال كيف أصر المدير على موقفه، وكيف أنه قال بأن لا خطورة على هلال وبأنه ما إن يصل إلى لبنان يدخله إلى المستشفى لكن كابتن الطائرة رفض بشكل قطعي.

فما كان من المدير الأستاذ ثروت دباجة إلا أن طلب من هلال النزول من الطائرة..إغرورقت عينا هلال بالدموع ألمًا وخوفًا..هل سيبقى هنا لوحده في هذا البلد غريبًا مريضًا؟

أصدقاء هلال رفضوا العودة إلى لبنان، راحوا يتوسلون إلى المدير أن يبقوا مع زميلهم وأن تؤجل رحلة عودتهم ولكنه رفض .. طلبوا منه أن يبقى هو أو مساعدته مع هلال ولكنه أبى وقال سنعود ويبقى هلال هنا..

هكذا، بكل بساطة، ودون أن يتم إبلاغ ذوي هلال أو التواصل معهم ودون أن يتم تأمينه عاد المدير إلى لبنان.

بقي هلال في المطار، يصارع الألم والوحدة والخوف..

بقي هلال في المطار بلا مالٍ، بلا طعامٍ، بلا مأوى..

بقي هلال في المطار يتصبب العرق من جبينه وترتفع درجة حرارته ويضيق نفسه..

جلس على أحد المقاعد حائرًا، أمسك هاتفه، بعد عدة محاولات تمكن من التواصل مع أهله في لبنان لينقل لهم الخبر الفاجعة الفضيحة: عاد رفاقي إلى لبنان، وأنا في ماليزيا مريض…

جن جنون ذويه، وبدأ والده إتصالاته ليجد حجزًا على متن أي طائرة متوجهة إلى ماليزيا ولكن الأمر ليس سهلًا.

وتدخلت يد العناية الإلهية من جديد، لفت وضع هلال نظر أحد الموظفين في المطار في ماليزيا ، وبسؤاله عما به قرر أن يساعده، واصطحبه إلى مستشفى صغير في إحدى القرى المحيطة بالمطار، تبين أن وضع هلال الصحي خطير جدًّا، وأنه يعاني من إلتهاب رئوي حادّ يجب علاجه بسرعة ولكن هلال لا يملك مالًا ولا يمكن نقله إلى مستشفى آخر قبل توفر المال اللازم..

لحسن الحظ تمكّن والد هلال من السفر إلى ماليزيا لملاقاة فلذة كبده ونقله إلى مستشفى متخصص حيث تم إدخال هلال في غيبوبة لتخفيف الجهد عن رئتيه..

الأطباء أخبروا والد هلال أنه لو سافر لما كانت حُمِدت العاقبة، وأن الفيروس الذي أصاب هلال خطير جدًّا ويتسبب بمضاعفات صحية خطيرة وسريعة..

لليوم الرابع على التوالي ما يزال هلال في المستشفى راقدًا على فراش الغيبوبة وأصدقاؤه في لبنان تداعوا لإنشاء صفحة على الفايسبوك حملت إسم PRAY FOR HILAL وهم يصلون كل يوم لعودة زميلهم سالمًا..

نقابة المعلمين في الجنوب من جهتها أصدرت بيانًا إستنكرت فيه ما حدث وحملت الإدارة المسؤولية الكاملة ووصفت تصرفها باللامسؤول وطالبت بمحاسبة المقصرين.

شبكة ZNN تواصلت مع مدير الثانوية الأستاذ ثروت دباجة للوقوف على رأيه وإعطائه حق الرد ولكنه رفض.

مع التمنيات بالشفاء العاجل للطالب هلال دحيوي، نناشد كل الجهات المعنية من وزارة التربية إلى وزارة الخارجية القيام بكل ما يلزم.

www.znn-lb.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا