×

البيت السعيد- صيدا أدخل السعادة إلى قلوب الأطفال المعوّقين

التصنيف: مشاركات

2010-12-29  08:34 ص  3691

 

ثريا حسن زعيتر: السعادة والأطفال كلمتان مترادفتان في الأعياد والمناسبات الوطنية·· لا يُمكن فصلهما عن بعضهما البعض، وإذا كان الأطفال الأصحاء يعيشون نعمة هذه الأعياد، فإن آخرين هم أطفال معوقون يحتاجون إلى سعادة أكثر على مدار العام، وإلى من يبلسم معاناتهم وجراحهم ويقدم لهم كل وسائل المساعدة من أجل إخراجهم من أزماتهم النفسية والجسدية، حتى يتمكنوا من التغلب على واقعهم المرير، وصولاً إلى التخلص من دائرة إنغلاقهم، والإندماج مع المجتمع··

وإذا كانت الأعياد ترسم البسمة على شفاه الأطفال، فإن هؤلاء بحاجة إلى الإبتسامة في كل يوم، على اعتبار أن تنمية قدراتهم وامكانياتهم عملية مستمرة لا تتحقق قبل فترة وجيزة من إي نشاط، وليس أجمل من أن يكونوا في أحضان جمعية إنسانية تتجاوز كل الإعتبارات الطائفية والسياسية، عنوانها الوحيد إدخال البسمة إلى قلوب هؤلاء المعوقين، وتحويل كل أيامهم إلى أعياد ومناسبات·· وتُجسّد <جمعية رعاية المعاقين والمرضى ? <البيت السعيد> في صيدا نموذجاً يُحتذى به بين الجمعيات الناشطة في الحقل الإنساني والإجتماعي، إذ تعامل جميع المعوقين وكأنهم أطفالها، فتحوّل مركز الجمعية إلى بيت سعيد لينطبق الإسم على المسمى، ويصبح الجميع كأسرة واحدة تعيش نفس الشعور، وتدخل السعادة والفرح إلى قلوبهم والإبتسامة على وجوههم·

<لــواء صيدا والجنوب> عاش لمناسبة الأعياد يوماً داخل <جمعية البيت السعيد> مع الأطفال المعوقين··

فرحة الأطفال إختارت السيدة ميسر الرواس الجابر مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة لتعيش مع أطفال <البيت السعيد> يوماً من النشاط الترفيهي المميز، أدخلت فيه الفرحة إلى قلوبهم، حيث قدّمت لهم باقة من الهدايا المميزة على وقع الأنغام الموسيقية واللوحات الفنية والرقصات الفولكلورية التي قدّمها الأطفال أنفسهم بمشاركة <بابا نويل>، قبل أن تتبرع للجمعية بمساعدة مالية ترجمة لقناعتها أن الإنسان أخ للإنسان، وعليه أن يحتضنه ويأخذ بيده·

وقد حضر النشاط: رئيس <جمعية الرعاية للمعاقين والمرضى> ? <البيت السعيد> المطران سليم غزال ونائب الرئيس محمود مصري، والمسؤول المالي الدكتور بدر غزاوي ومسؤول العلاقات العامة بسام شمعون، مختار الهلالية شوقي مخول، إضافة إلى المربيات والكادر التعليمي، حيث شارك الجميع الفرح على مدى ساعتين من الوقت، عبّر فيها المعوقون عن كوامنهم الداخلية وما يختلجون في بواطنهم من مواهب، وما يتطلعون إليه من آمال وأحلام·

المطران غزال رئيس الجمعية المطران غزال قال: إن <البيت السعيد> يهتم بالأطفال المعوقين، وهم بحاجة إلى من يحبهم وينفتح على ذويهم حتى يتقبّلوا واقعهم، وإذا تحقق ذلك فإن المعوق يستطيع أن يطوّر من قدراته تمهيداً للإندماج في المجتمع، بعيداً عن انغلاق الأهل على أبنائهم، وسوف يتابع الناس عملنا ورسالتنا في خدمة هذه الشريحة من المجتمع، الذين هم بحاجة ماسّة إلى كرامة وإهتمام ورعاية· وأضاف: إن مجموعة من الخيّرين والناشطين الإجتماعيين تلاقوا مع بعضهم البعض من أجل إنشاء هذا المشروع، كنت أعرفهم من المجتمع أن لديهم حسا إنسانيا كبيرا، فتلاقينا وإتفقنا على مساعدة هذه الشريحة من المعوقين، وكان <البيت السعيد> أول مركز يفتح أبوابه في الجنوب في العام 1985، واليوم بات لدينا عدة مؤسسات، ولكنه رائداً بينها·

وأشار المطران غزال إلى أنه <نحاول في المناسبات والأعياد أن ندخل بسمة إضافية إلى قلوبهم، حيث يلعب المسؤولون والمشرفون عليهم من المربيات دوراً في ذلك، وفي كيفية التعامل معهم، وننظم لهم دورات دائمة لتطوير المعلومات والقدرات مما يُساعدهم على إيجاد الجو الإنساني الفرح، لتعلو الإبتسامة وجوه الأطفال، وينعكس إسم <البيت السعيد> على وجوههم سعادة وكأنهم أسرة واحدة، نحاول إخراجهم من الجو القاتم لنعوّضهم عنه فرحاً وأملاً، فيكفيهم ما يُعانون منه، وللإسم في كثير من الأحيان إنعكاس على السلوك والحياة>·

مصري نائب رئيس الجمعية محمود مصري، رأى <أن الأعياد مناسبة وفرصة لتدريب الأطفال على المشاركة والإندماج الإجتماعي والتواصل مع الآخرين، ونحن نتعاون مع الجهاز التدريبي التعليمي في المدرسة ومع الأهل والأطفال أنفسهم، لإعداد مجموعة من الأنشطة تتوافق مع أعمارهم وقدراتهم النفسية، بحيث تشكل برنامج فرح للأطفال يعبّرون فيه عن أنفسهم، وعن رغبتهم في التواصل مع الأخرين، لأن الفرح هو فرح عيد لا نبغي من خلاله إقامة علاقات مع الأخرين بهدف إستثمار الأطفال لغايات معينة، بل نطمح إلى إدخال البسمة والفرح من خلال برنامج يعيدونه مع أهاليهم والمعلمين>·

وأضاف: هذه مناسبة نؤكد فيها دائماً على إستثمار كل الأعياد والمناسبات الوطنية، إنطلاقاً من توجّه الجمعية اللاطائفي، وبالتالي نحتفل بكل الأعياد التي يحتفل بها اللبنانيون، وكل المناسبات الوطنية وأعياد كل الطوائف، بحيث يشعر الطفل أنه موضوع الفرح، وأن العيد له بغض النظر عن إنتمائه الطائفي أو المذهبي، فالمؤسسة ليست طائفية - بمعنى أنها لا تتبع لطائفة معينة، أو لحزب سياسي، بل هي جمعية ديمقراطية وعلمانية، وبالتالي فإن هذا النوع من المؤسسات قلما يتلقى مساعدات، ولكن بالمقابل لا يخلو الأمر من بعض فاعلي الخير الذين يُقدرون عمل هذه الجمعية، فيطل علينا بين الفينة والآخرى بعض الأشخاص المميزين الذين لهم علاقة بالعمل الإنساني الخيري، فأطلت هذه السنة السيدة ميسر الرواس الجابر، وكان لها لفتة كريمة، حيث ساعدت الجمعية بتبرع مالي، وقدمت مجموعة من الهدايا للأطفال بمناسبة الأعياد، وغيرها من الذين يُساعدون الجمعية على الرغم من قلتهم·

وأوضح مصري <أن طريقة تدريب الأطفال المعوقين ليست سهلة، بل يجب أن نؤخذ بعين الإعتبار طاقاتهم وإمكانياتهم وقدراتهم، وهي متدنية عن الأطفال الأصحاء - أي أن عملية تدريبهم مستمرة منذ لحظة دخولهم إلى الجمعية، ولا يتدربون قبل أسبوع من العيد أو أي نشاط آخر، فالتدريب مستمر على الرقص والغناء والحركة والنطق والتمثيل والأداء، وعلى التواصل الإجتماعي، وهذا جزء من المهارات التي يكتسبها الطفل المعوق، والتي تسمح له بالإندماج مع الآخرين وفي المجتمع·

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا