×

الدروس الخصوصية بين الخصوصية والتعميم مراعاة للكفاءة والتكلفة

التصنيف: Old Archive

2010-12-29  08:45 ص  1685

 

سامر زعيتر: تتداخل تواريخ البدايات للأعوام، فمنها الميلادي والهجري، فضلاً عن تعددها لدى الشعوب والأمم، ولكن تتفق جميعها على بداية العام الدارسي، الذي تتضاعف فيه الدروس والفروض خلال فترة العطل، وخصوصاً الميلادية··
 

<كل يوم درس، وهل العطلة أيضاً للدرس؟>، هي عبارة يرددها الطلاب وهم يستعدون للإحتفال بإنقضاء عام ميلادي جديد، ولكن تزداد معه فروض العام الدراسي، لأن كل مرحلة دراسة لا تتوقف إلا في العطلة الصيفية وبعد الإمتحانات الرسمية··

ولمواجهة صعوبة المناهج كثرت الدروس الخصوصية والتي باتت ترهق كاهل الأسرة والطلاب معاً مادياً ومعنوياً، فالهمّ اليومي للأسر بقضاء أوقات أطول في تدريس أولادهم أو تخصيص مدرّس خاص، فيما اللجوء الى المعاهد الخاصة للتدريس بات الحل العملي الأكثر الحاحاً نظراً للتنافس الشديد في استقطاب خيرة المدرّسين والكفاءات ومراعاة ميزانية ذوي الدخل المحدود··

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على ظاهرة الدروس الخصوصية والمعاهد لمساعدة الطلاب في متابعة دراستهم اليومية··

كيفما توجهت في <عاصمة الجنوب> صيدا، تجد العديد من اليافطات التي تدلك على معاهد خاصة تُعطي دروساً خصوصية من المرحلة الإبتدائية وحتى الثانوية مروراً بالمتوسطة، وحتى تحضير الطلاب للدخول الى الجامعة، فيما تاريخ معاهد اللغات راسخ منذ القدم·

ولعل المنهجية الجديدة بكل ما تحمل من أساليب وتقنيات، جعلت التلميذ محور العملية التعليمية، مما صعّب ذلك على الأهل في فهم تقنياتها وفي بعض الأحيان على المدرّسين أنفسهم، فإستدعى الأمر تدخّلاً عاجلاً لإيجاد حلول ناجعة تُسهم في رفع كفاءة التلاميذ، فإن كانت الدروس الخصوصية الحل السحري على مر العصور، لكن ارتفاع تكلفتها خصوصاً في ظل الضائقة الإقتصادية، جعل للمعاهد الخصوصية الدور الكبير في هذا المجال·

ولا شك أن اقرار الشهادات الرسمية جعلت الطلاب يهتمون أكثر بدراستهم، لكن كثرة وسائل الإتصال والإلهاء جعل العديد من الطلاب وخصوصاً صغار السن، الذين يعاصرون التقنية الحديثة، بحاجة الى مساعدة أكثر في انجاز فروضهم اليومية والإبتعاد عن مصادر التشويش، لذلك نشطت ظاهرة المعاهد الخاصة لتقديم هذه الخدمة لكل الفئات، ومنها المجانية والرمزية والخاصة والتي حققت العديد من الإنجازات كونها المعقل الأخير للطلاب في التسلح لمواجهة الشهادات وخصوصاً الرسمية·

تحقيق أعلى الدرجات مدير أحد هذه المعاهد أحمد خليفة قال: بدأنا منذ سنوات مستعينين بخبرة طويلة في هذا المجال بالقيام بواجبنا تجاه طلابنا في تقديم المساعدة المطلوبة لهم في جميع الصفوف المتوسطة والثانوية وخصوصاً الشهادات، فتم الإستعانة بمعلمين على مستوى عال من الكفاءة والمشهود لهم في هذا المجال، وقد حققنا نجاحات كثيرة فاقت كل توقع لدى الأهل، وخصوصاً الطلاب الذين يتقدمون لإمتحانات الشهادة الرسمية عبر الإنتساب دون الإلتحاق بالمدرسة، فكان للمعهد دور بارز في تقديم الدروس الخصوصية في جميع المواد العلمية مما مكّنهم من النجاح والتفوّق ونيل أعلى الدرجات·

وأضاف: إن انتشار هذه الظاهرة أمر جيد، خصوصاً أننا نراعي واقع أصحاب الدخل المحدود والكلفة تعد مقبولة لأنها تتوزع على عدد من الطلاب، ولكن قبل كل شيء نحرص على تقديم التعليم وشرح الدروس والتكثيف من حل المسائل والأسئلة التي تؤهل التلميذ للنجاح والتفوّق في الإمتحانات الرسمية والمدرسية، وشعار معهدنا أن يكون التلاميذ نجوماً متفوقين في علمهم وحياتهم وأخلاقهم··

لكافة الفئات الإجتماعية بدوره المشرف على أحد المعاهد بلال الملاح قال: إن الدروس الخصوصية أمر لا بد منه لتحسين مهارات الطلاب وخصوصاً في الإمتحانات الرسمية وكذلك المدرسية، من هنا يأتي دورنا كمعلمين، فنحن نقدم التعليم لكافة الفئات الإجتماعية، وطبعاً ميسوري الحال يطلبون منا التدريس الخصوصي للطلاب في منازلهم، لكن هناك العديد من الناس الذين لا يستطيعون تحمّل أعباء الدرس الخصوصي، لذلك فإن المعهد يقوم بدور هام في تدريس الطلاب بالتعاون مع أساتذة لديهم الخبرة والكفاءة في هذا المجال·

وأضاف: كما أن المعهد يقدم خدماته الى فئة محتاجة هم الأيتام والمحتاجين الذين تقام لهم دورات متخصصة في التعليم وخصوصاً للمرحلة الإبتدائية والتي تتكفل احدى المؤسسات الخيرية في صيدا بمساعدتهم وتتحمّل جزءاً كبيرا من تكاليف العملية التربوية، من منطلق خدمة الفئات الأكثر حاجة في هذا المركز وفي عدد من المراكز التابعة لها·

أما الطالب عبد الله حسين فقال: لقد تخرّجت من أحد المعاهد المهنية، وأتابع عملي الفني في إحدى الشركات في مدينة صيدا، ولكن أرغب بمتابعة دراستي والإستعداد للشهادات المدرسية، لذلك اخترت العودة الى مقاعد الدراسة، للإستعداد بشكل جيد للإمتحانات، وطبعاً التكلفة لا تعد مرتفعة لأنني أعمل، إلا أن سبب اختياري للمعهد هو النجاح الكبير الذي حققه مع الطلاب، وأكيد التكلفة أقل من الدروس الخصوصية، وأملنا التوفيق في الشهادة الرسمية·

تجربة ناجحة بدورها الطالبة ابتهاج حيدري قالت: أتابع دراستي في إحدى مدارس <الأونروا> وأنا والحمد لله من المتفوقين، ولكن الشهادة الرسمية تحتاج الى مزيد من العمل ولأننا نريد النجاح والتفوّق كان الخيار متابعة الدرس بعد المدرسة من خلال معهد متخصص لأنني وأصدقائي لا نستطيع تحمّل تكاليف الدروس الخصوصية· كما أن التجارب السابقة لزملائنا في هذا المعهد كانت ناجحة جداً وحققوا مستوى عال من خلال متابعة الدروس المسائية·

أما الطالبة سهير الميداني فقالت: لا بد من الإستعداد لكل امتحان ولكل مرحلة، فنحن نريد الوصول الى النجاح ولنحقق ذلك لا بد من التعب والجهد، والدرس لا ينتهي ولكن النجاح هو الثمرة التي تشجعنا على الدرس، والطالب الذكي هو الذي يعرف كيف يستثمر وقته ولا يتلهى بكثير من الأمور، لذلك نريد أن نغتنم وقتنا جيداً وهو ما نقوم به من خلال الدرس مساءً في معهد متخصص·

بدوره الطالب محمد قدورة قال: لا تستطيع جميع المدارس أن تؤمن المدرّسين أصحاب الكفاءة والإختصاص، ولكن نجد إمكانية ذلك في المعاهد التي أثبتت دورها وكانت على قدر من الكفاءة في تحقيق أهداف الطلاب، ونحن لا بد لنا من الدرس لكي نتسلح بسلاح العلم لأن فرص الحياة صعبة، وكلما اجتزنا المراحل التعليمية بنجاح نستطيع تحقيق أهدافنا في الحياة·

sz@janobiyat.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا