عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا د. ناصر حمود في حديث صريح وشامل :

انجازات البلدية التي تزعج البعض تمثل أبلغ رد على الحملات التي تستهدفها

ويسجل لها أنها تفتح صدرها لكل الآراء لمناقشة قضايا المدينة ومشاريعها

هلال حبلي

 وأنت تتحدث مع الدكتور ناصر حمود ، تحتار بأي صفة تخاطبه وعن أي موضوع ، وهو الذي جمع في شخصيته وعمله ومهامه بين الطبيب الناجح ، وعضو المجلس البلدي النشيط ، والسياسي (منسق عام تيار المستقبل في الجنوب ) الذي يراكم تمرساً وخبرة في مجال العمل العام ، والرياضي المتخذ للرياضة نمط حياة والمحترف لها في بعض انواع الرياضات وكرئيس لجمعية صيدا انترناشيونال ماراثون ونائب لرئيس النادي الأهلي ، والناشط البيئي والاجتماعي والمثقف المعتز بهويته والمنفتح على كل الثقافات بحكم تربيته وكثرة تجواله حول العالم .

لكن سرعان ما تكتشف ان سر نجاح الدكتور حمود في كل هذه المواقع التي يشغلها والمهام التي يتولاها ، هو شخصيته المحببة للناس وتواضعه والتزامه الشأن العام واتقانه لعمله وحبه لمدينته وتفانيه في خدمتها .تراه رغم تعدد الصفات والمواقع ، يعطي لكل منها حقه ويثبت استحقاقه لها عن جدارة ، ولا يؤثر التزامه باي منها على التزامه بالآخر ، بل تجده في كل منها بنفس الحماسة والإندفاعة والحرص على النجاح والتميز فيه .

رغم ان اللقاء مع الدكتور ناصر حمود جاء لتسليط الضوء على دوره كعضو مجلس بلدي الا انه وبحكم هذا الموقع وانطلاقا منه كان من الطبيعي ان يقودنا هذا الحوار معه الى بعض مواقعه ومهامه الأخرى باعتبارها تتلاقى او تتقاطع او تتكامل مع عمله البلدي لأن القاسم المشترك التي يجمع بينها هو الشأن العام والعمل من اجل مدينته صيدا.

 * كيف تقيمون نشاطكم كممثل لتيار المستقبل في المجلس البلدي؟

 - طبعا لست أنا من يقيم نشاطي، لأنني أعتبر وجودي في المجلس البلدي تكليفاً من الناس وليس تشريفاً بتولي موقع هو في الأساس موقع للشأن العام ولخدمة الناس وهم من يقيمون وآمل ان اكون على قدر ثقتهم وثقة من أمثل .ولا يمكن أن ينجح أي عمل بلدي في أي مدينة الا بالإنسجام والتكامل بين رئيسه وجميع اعضائه وهو ما وفقنا اليه حين منحنا الناس هذه الوكالة كفريق عمل بلدي لإدارة شؤون المدينة والتي نأمل أن نكون على قدر الثقة التي منحونا اياها . ونحن كتيار سياسي ممثل في المجلس البلدي لا نوفر جهدا في خدمة المدينة ومشاريعها من خلال البلدية او من اي موقع آخر .

 * هل أنتم راضون عن اداء المجلس البلدي الذي انتم جزء منه وكيف هي علاقتكم برئيس البلدية وباقي الأعضاء ؟

 - بالطبع لا يمكن الحديث عن اداء لمجلس بلدي الا بمقدار ما يلمس الناس منه من انجازات وعمل على الأرض ، ونستطيع القول ان مجلس بلدية صيدا برئاسة المهندس السعودي استطاع أن ينجز الكثير من المشاريع للمدينة وان يثبت حضور البلدية على الأرض في متابعة قضايا المواطنين ودورها في حل الكثير من المشكلات ، طبعا هناك بعض الصعوبات التي تواجه عمل البلدية كما العديد من البلديات التي يتاثر عملها بالروتين الاداري والقوانين المرعية التي تحكمه كتداخل صلاحياتها مع صلاحيات ادارات ووزارات وحملها وزر اخطاء متعهدين في مشاريع نفذت او تنفذ ضمن نطاقها البلدي وأعباء دورها الرقابي عليها ، او تحميلها مسؤولية قضايا حياتية هي ليست من اختصاصها – كما جرى سابقا بموضوع المولدات وغيرها - لكنها انطلاقا من التزامها تجاه ابناء المدينة وقاطنيها لا تتأخر عن اي دور تجد نفسها مطالبة بالقيام به في هذا المجال. وأكثر ما يزعج رئيس البلدية كما اعضاء المجلس البلدي هو التأخير او البطء في انجاز بعض المشاريع اما بسبب الروتين الاداري الذي ذكرت او بسبب عدم توافر التمويل اللازم، لكن رغم ذلك نرى ان هناك مشاريع عملاقة انجزت وتنجز منها مشروع المرفأ والمتحف وغيرهما ومؤخرا مشروع منطقة الردم التي من الأمور التي تناقش بما يتعلق بوجهة استخدامها ان تكون منطقة اقتصادية تعود بالنفع على المدينة سواء من حيث تعزيز دورها واقتصادها او من حيث تأمين فرص العمل لأبنائها . وهنا لا بد ان نشير الى انه من الأفكار التي تستحق النقاش ووضعها كأحد الخيارات ان تكون منطقة متخصصة بالصناعات والتقنيات الكترونية وفي مجال الكومبيوتر والمعلوماتية . طبعا وهذا المشروع يتكامل مع مشروع المرفأ ووظيفته الاقتصادية والتجارية ومع دخول المدينة وكل الساحل الجنوبي العصر النفطي مع بدء اعمال التنقيب في البلوك 7 من المنطقة البحرية قبالة صيدا".

وهناك مشاريع وملفات انمائية كثيرة تتابع بشكل يومي ودوري مع الجهات المعنية بجهود الرئيس محمد السعودي وبمؤازرة من اعضاء المجلس البلدي،  وبدعم ومساندة معالي النائب السيدة بهية الحريري وهي أكثر الحريصين على انجاح البلدية ودعم مشاريعها وحمل ملفاتها ومشاريعها وملاحقتها لدى الوزارات المختصة .

أما عن سؤالك عن العلاقة مع رئيس البلدية والزملاء الأعضاء ، فنستطيع القول دون اي تردد وبكثير من الثقة أننا على أعلى درجة من التفاهم ، والمهندس السعودي يتعامل مع جميع الأعضاء بكثير من الشفافية والثقة ويحرص على الاستماع الى آرائهم ومنحهم الفرصة كل من موقعه ودوره ليساهم في تفعيل عمل البلدية وابرازه اكثر وتوظيف هذا التعاون مع جميع أعضاء المجلس البلدي كما مع كافة لجان البلدية ومصالحها ورؤساء الأقسام فيها في خدمة المدينة وأبنائها وعلى قاعدة ان نجاح البلدية هو نجاح للجميع وللمدينة ككل .. ونحن نعتبر ان هذا واجبنا تجاه المدينة وحقها علينا ومهما فعلنا لن نوفيها هذا الحق.

 *كيف تردون على الحملات التي تستهدف البلدية ؟

 - طبعا نحن لا ننجر الى سجالات مع أحد ، لكن انجازات البلدية التي يبدو انها تزعج البعض تمثل أبلغ رد على تلك الحملات . ويسجل لبلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي انها من البلديات القلائل في لبنان التي تفتح صدرها وقلبها لكل الآراء والتوجهات في المدينة في مناقشة قضاياها ومشاريعها  وابداء المقترحات بشأنها ، وفتح ابواب البلدية لكل الأنشطة في المدينة . وان المهندس  السعودي التزم ونجح منذ بداية عهده في ولايته الأولى ولا يزال في ولايته الثانية ، في أن يبقي السياسة خارج أسوار البلدية ويشتغل فقط لمصلحة المدينة رغم محاولة البعض مقاربة الشأن البلدي والانمائي في المدينة من منظور سياسي .

 * كونكم في الأساس ناشطا بيئيا ومواكبا للعديد من المشاريع والمبادرات البيئية التي قامت وتقوم بها البلدية كيف تقيمون عملها في هذا المجال على صعيد المدينة ؟

 -هناك نوعان من الانجازات البيئية التي قامت بها البلدية في المدينة ، كان هناك مشكلة اسمها جبل النفايات وهذه كما تعرفون نجح المجلس البلدي برئاسة المهندس السعودي في تحقيق معجزة ازالة هذا الجبل وتحويل مكانه الى حديقة ، وحل مشكلة النفايات في المدينة ككل من خلال تفعيل وتطوير معمل معالجة النفايات . وكذلك تجميع مصبات الصرف الصحي التي كانت تصب على شاطىء المدينة عبر ربطها بمحطة التكرير وهناك نقاش يجري حالياً مع المعنيين لكيفية تطوير المحطة او استبدالها بأخرى أكثر تطورا . اما الانجاز الآخر، فيمكن اختصاره حالياً بمشروع الفرز من المصدر " صيدا بتعرف تفرز " الذي بدأت المدينة بتطبيقه منذ اشهر بمبادرة من النائب بهية الحريري وتحت رعاية واشراف البلدية وهو خطوة عظيمة ورائدة والمهندس محمد السعودي كما اعضاء المجلس البلدي من أشد الداعمين والحريصين على انجاح هذه المبادرة لما لها من أثر أيجابي على البيئة عبر تعميم ثقافة الفرز في المدينة. والحمد لله بدأنا نلمس نجاحات لهذه المبادرة خاصة في ظل هذا التجاوب والتفاعل الكبير من مؤسسات المجتمع المدني والشبكة المدرسية ولجان الأحياء مع هذه المبادرة وتبني الهدف منها والعمل على ترجمته على الأرض من خلال حملات بيئية ونشر حاويات الفرز في المؤسسات والأحياء . ونشدد على ضرورة الالتزام بتعليمات البلدية لإنجاح هذه المبادرة والحفاظ على بيئة المدينة بأعلى قدر ممكن وصولا الى ان تتميز صيدا بأن تكون فعلا "مدينة صديقة للبيئة ".

 * بصفتكم رئيسا لـ"جمعية صيدا انترناشيونال ماراثون " ونائبا لرئيس النادي الأهلي –صيدا، الى اي مدى تساهم الأنشطة الرياضية في تفعيل الحركة الرياضية والسياحية في المدينة ؟

 - "جمعية صيدا انترناشيونال ماراثون" كانت حلماً راود أبناء المدينة ، ونحن في تيار المستقبل وبدعم كامل من سعادة النائب بهية الحريري وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والأهلي والأندية الرياضية في صيدا أسسنا هذه الجمعية بهدف ارساء ثقافة الماراثون في المدينة التي تتميز ببنية رياضية هامة ومسارات ماراثون بمواصفات دولية مثالية ، ولتقديم صيدا للعالم كله ووضعها على الخارطة الرياضية الدولية وهو ما نجحنا في تحقيقه ، فكما هو معلوم، مر على تأسيس الجمعية ثلاث سنوات وفي كل سنة نشهد مشاركة جنسيات جديدة تـأتي لتشارك ، وهذا بحد ذاته يحفز الحركة السياحية في المدينة والدليل ما شهدناه هذا العام من مشاركة واسعة في ماراثون صيدا الدولي ليس فقط من المدينة وجوارها ومختلف مناطق الجنوب بل وايضا من جميع المناطق اللبنانية كما من خارج لبنان .

كما لا يسعنا الا ان نوه بدور ونشاط الأندية الرياضية في المدينة في رفع اسم صيدا في كل المحافل الرياضية محليا وعربيا ودوليا بإنجازات ابطالها الرياضيين حيث لا يمر شهر الا ونسمع عن انجاز او بطولة احرزها بطل من صيدا في لعبة من الألعاب الرياضية وهذا مدعاة فخر واعتزاز لنا . والبلدية  رئيسا واعضاء لا تألو جهدا في دعم الحركة الرياضية في المدينة ومساندة انديتها وتكريم الأبطال المميزين في شتى الألعاب، وايمانا منها بهذا الدور للمدينة اسست البلدية الشبكة الرياضية في صيدا برئاسة الزميل حسن الشماس للتشبيك بين الأندية ومواكبتها ومؤازرتها في كل الاستحقاقات الرياضية وتكريم ابطالها .

 * كيف تقيمون تجربة "مهرجانات صيدا الدولية" ودورها في تفعيل الحركة السياحية في المدينة؟

- لا شك أن مهرجانات صيدا الدولية منذ اعادة تأسيسها واطلاقها ولليوم تلقى ترحيبا واقبالاً كبيرا من صيدا ومن مختلف  المناطق اللبنانية، نظرا للمستوى الفني الراقي الذي تقدمه المهرجانات والأسماء الكبيرة التي تستسضيفها في عالم الفن والغناء محليا وعربيا وحتى عالميا .وهي مستمرة بوتيرة متصاعدة عاما بعد عام  وفي كل عام نجد ان هناك ما يميز هذه المهرجانات ويعطيها المزيد من الزخم بجهود القيمين على لجنة المهرجانات ودعم الفاعليات والبلدية والمجتمع المدني لها واشراف وزارتي السياحة والثقافة عليها ، حتى استطاعت صيدا بهذه المهرجانات أن تعيد تثبيت نفسها على خارطة كبرى المهرجانات التي يشهدها لبنان صيف كل سنة ، وهو ما يساهم في جعل المدينة جاذبة أكثر للحركة السياحية من كل المناطق في موسم الصيف ، والتي نأمل ان نصل لوقت يعم الأثر الإيجابي لهذه المهرجانات سياحياً واقتصاديا كل المدينة .

 * كيف تنظرون الى الحركة الناشطة التي شهدتها صيدا في شهر رمضان المبارك والأنشطة التي رافقتها وكيف يمكن ان يبنى عليها في حركة مستمرة على مدار العام ؟ .

 - فكرة "صيدا مدينة رمضانية" كانت بمثابة اطلاق لكل مقومات الجذب السياحي الذي تتميز وربما تنفرد به مدينة صيدا القديمة تراثياً وثقافياً، فتألقت صيدا في شهر رمضان المبارك من خلال هذه الاحتفالية التي شملت معظم المواقع التراثية والتاريخية فيها ، وسجلت خلالها علامة فارقة من حيث حركة الرواد والزائرين من المدينة وكل المناطق ومن خلال الأنشطة التي شاركت فيها مؤسسات أهلية واجتماعية تحت اشراف البلدية ورعايتها وما شهدناه من جولات لشخصيات رسمية وسياسية ودبلوماسية وأمنية وفنية وثقافية ومن تفاعل يومي مع المدينة القديمة وانطلاقا منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي . وهنا نسجل لسعادة  النائب السيدة بهية الحريري مبادرتها بإطلاق هذه المبادرة وجهدها العظيم مع البلدية وكل المؤسسات المشاركة في انجاحها . ونعتبر ان المدينة اليوم أمام فرصة في ان تكمل ما بدأته في شهر رمضان لترى كيف يمكن ان تستمر بهذه الحركة الناشطة بعده وعلى مدار اشهر السنة وهو ما تعكف صاحبة المبادرة والبلدية على التحضير له والسعي لتحقيقه .

 * كطبيب وكمدير لمستوصف الحريري الطبي الاجتماعي الذي اعادت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة اطلاق عمله ، كيف يمكن تفعيل وابراز الدور الصحي والاستشفائي للمدينة ؟

 - تعرفون ان مستوصف الحريري الطبي يقع في صيدا القديمة وفي محيط تعيش فيه عائلات فقيرة او من ذوي الدخل المحدود ، وان الطبابة والاستشفاء يشكل عبئا على هذه العائلات ، فكانت الفكرة ان يؤدي هذا المستوصف دورا متقدما في التخفيف من هذا العبء بدعم ومساهمة من اهل الخير الذي تلاقت ارادتهم الخيرة مع اهداف المؤسسة من اعادة فتح هذا المستوصف بدور يجمع بين العناية الطبية التقليدية كمعاينات وفحوصات في العديد من الاختصاصات الطبية ، وبين الرعاية والتوعية الصحية عبر تنظيم حملات متخصصة وبالشراكة والتعاون مع اطباء مختصين ومع مؤسسات استشفائية وهيئات مجتمع مدني وهو ما بدانا به فعلا وفي هذا السياق نحن حاليا نحضر لتنظيم يوم صحي مفتوح يوم الأحد 16 حزيران في مستوصف الحريري الطبي الاجتماعي في محلة رجال الأربعين في صيدا القديمة بالتعاون مع مستشفيات المدينة وضمن " منتدى الصحة العامة لصيدا" .وسيكون هناك لاحقا العديد من الحملات والأنشطة الصحية واشراك لكل المدينة فيها .

 * بماذا تعدون الصيداويين من نشاطات هذا الصيف ؟

 - نعدهم  بأنهم سيكونوا على موعد مع صيف مليئ بالنشاطات السياحية والترفيهية، ان كان على صعيد المهرجانات او على صعيد الأنشطة  الرياضية سيما واننا كـ" جمعية صيدا انترناشيونال ماراثون " نحضر لـ" ترياتلون صيدا الدولي الثاني " أواخر الصيف ، كما على صعيد الأنشطة البحرية مع توسيع الحديقة المائية في بحر صيدا والتي تشرف عليها جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا التي نتوجه بالتحية للقيمين عليها ونتمنى ان يكون صيف المدينة واعدا ومزدهرا بالأنشطة والحركة السياحية وعلى كل الصعد.