×

صور ؛ صيدا : بانتظار عيد .. لا يأتي !

التصنيف: الناس

2019-08-09  07:35 م  312

 
رأفت نعيم

بعكس الانطباع الذي يطالعك به بائع القهوة " ابو عقدة " في ساحة النجمة في صيدا حين تسأله عن رصده لحركة وسط المدينة عشية العيد بأن الوضع " منيح" و"نعمة ".. لا تجد الانطباع نفسه بل تكاد تفقده كلياً ، كلما توغلت اكثر في السوق التجاري وسألت هذا التاجر او ذاك عن تقييمه لأسبوع الأضحى كحركة بيع وشراء.. !

المفارقة انك قبل يوم واحد من عيد الأضحى في صيدا ، لا تستطيع الوصول الى وسط المدينة الا بشق الأنفس وبعد الانتظار في صفوف من السيارات المتجهة الى صيدا عبر مسارات البولفارات الشرقي والوسطي والبحري ، نظرا لتزامن عشية العيد مع عطلة نهاية الأسبوع وتوجه آلاف العائلات من العاصمة وضواحيها الى مختلف مناطق الجنوب لتمضية اجازة الأضحى في بلداتهم وقراهم..
 لكن السوق التجاري في صيدا – بحسب بعض التجار - لا يستفيد من حركة السيارات العابرة للمدينة او المتوقفة فيها ولو لبعض الوقت ، بقدر ما يستفيد ممن يقصد وسط المدينة بهدف التسوق ، لذلك هم لا يقيسون حركة التسوق بما تشهده المدينة من ازدحامات مرورية عشية العيد وان كانت الأخيرة تعكس انطباعا مريحاً بأن المدينة تعيش اجواء العيد ..
فمشهد الأسواق التجارية عشية العيد وهي تزدان بالحسومات تتصدر واجهات المحال والمؤسسات نهارا وبالأضواء والزينة ليلاً ، هذا المشهد بدا ناقصاً في ظل تراجع حركة التسوق في اضحى هذا العام مقارنة معها في اضحى العام الماضي ، والذي قدر بعض التجار نسبة هذا التراجع بحوالي 50% علما انه – وبحسب التجار انفسهم – كانت حركة الأضحى قبل عام ضعيفة !.حتى الأسواق الشعبية التي كانت تتحرك عشية العيد بالحد الأدنى ، تراها اليوم باهتة الحركة خافتة الوهج . 
يعتبر بعض التجار ان اسواق صيدا اصبحت عاما بعد عام تفتقد نبض العيد الذي تحول برأيهم الى مناسبة تمر على الناس دون ان ينعكس احتفالهم بها حركة في الأسواق ، ذلك ان الأزمة الاقتصادية والأزمات المعيشية والأعباء الحياتية المتثاقلة على كاهل المواطن جعلته يتعاطى مع العيد كإستحقاق اقتصادي ومعيشي اضافي اكثر منه شعوراً يعيشه فرحاً او بهجة يتشاركها مع عائلته واقاربه واصدقائه .
ويعيد كثير من التجار اسباب هذا الجمود في الحركة التجارية في صيدا والذي تتقاسمه المدينة مع مناطق اخرى الى تراجع بل وانعدام السيولة بين ايدي المواطنين بسبب ازمات اقفال مؤسسات وتعثر اخرى وتمنع معظمها عن دفع رواتب موظفيها ، ونظرا ايضا لتراكم الأعباء الحياتية على المواطنين من فواتير كهرباء ومولدات وهاتف اقساط مدارس مرحّلة ومتراكمة من عام دراسي لآخر .. مضافا الى ذلك بحسب هؤلاء ان مناطق اخرى قريبة من صيدا جنوبا او شرقا او شمالا كانت تعتبر المدينة سوقاً اساسياً لها انكفأت عنها بنسبة كبيرة الى اسواق محلية باتت تؤمن لها اكتفاء ذاتياً، ما يتطلب تفعيل عوامل الجذب السياحية الموجودة في المدينة او خلق عوامل جذب جديدة من مهرجانات وانشطة ومرافق لتشجيع الناس على المجيء اليها وليتسنى لأسواق المدينة الاستفادة من حركتهم فيها . 
 وبانتظار عيد لا يأتي ، يبقى وحده الأمل والتمني بأن تتحسن الأوضاع ، لسان حال الجميع ، كي تستمر الحياة ، فما أضيق العيش .. لولا فسحة الأمل !.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا