البرج الشمالي ــ كاد العام الجديد يحمل مأساةً دموية لمنطقة صور، لكن «الله لطف». هكذا، نجت عائلة المواطن مصطفى فياض، أول من أمس، من موت محتوم، إثر انهيار سقف مطبخ منزلها في بلدة البرج الشمالي. كانت الأسرة، المؤلفة من فياض وزوجته وخمسة أولاد مجتمعة في المنزل. فقد كان السبت يوم عطلة بسبب الأعياد. وأتت الأعياد بخيراتها على العائلة الجنوبية. انهار السقف دفعة واحدة، علماً بأنه كان متصدعاً بفعل عدة عوامل، وكان أهله يلاحظون الأمر، لكنهم لم يتوقعوا سقوطه. فالمنزل هو جزء من مبنى مؤلف من ثلاث طبقات، ويقع في منطقة البيدر في قلب البلدة. هنا، لا بد من التذكير بأن المنطقة شهدت قصفاً إسرائيلياً مركّزاً خلال عدوان تموز، طال الحقول المحاذية للمنزل، ما أدى إلى تصدع أساساته. وتتابعت سلسلة التصدعات، حين جاءت سلسلة الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة بدءاً من بداية عام 2008. ولم يكد المنزل يلتقط أنفاسه، حتى زارته العاصفة الأخيرة. وتالياً، فاقمت العواصف المتكررة الخلل الموجود أساساً، مضيفةً إلى الكوارث السابقة تسرب مياه الأمطار إلى داخل البيت، ما أضرّ بمحتويات المطبخ وزاد نسبة الخطر على باقي أنحاء المنزل. وإلى هذه الأضرار المادية، أدى السقوط المفاجئ إلى إصابة دلال فياض وابنتها نغم بجروح طفيفة. المشكلة أن الحادثة ضاعفت قلق الأهالي على إمكان تكرار هذه الحوادث، ولا سيما أنهم لطالما «طالبوا بالدعم الرسمي لترميم منازلهم لناحية صرف الأموال والسماح للبلديات باستئناف منح رخص الترميم والبناء بعد قرار وزارة الداخلية بمنعها منذ ما قبل الانتخابات البلدية الأخيرة».
بعد الكارثة، تفقدت اللجنة الفنية في بلدية البرج الشمالي المنزل، وحمل رئيسها علي ديب على القرارات التي تقضي «بعدم السماح بترميم المنازل المتضررة والمهددة بالسقوط»، داعياً إلى «إطلاق يد البلديات لإعطاء رخص إعادة ترميم هذه المنازل». اللافت، برأي سكان المنطقة، أن قرار منع الترميم لم يستثن الأبنية التي تضررت بفعل الزلازل والاعتداءات الإسرائيلية. كان هذا الاستثناء مطلباً رئيسياً عبّر عنه أهالي الجنوب في سلسلة احتجاجات واعتصامات، في عدد من البلدات القريبة كالقليلة، صديقين، وزبقين. لكن الإنذار الأول أتى من البرج الشمالي.