الى كل من تواصل معي والى كل من "يشكو" من بعض تفاصيل اعتصام صيدا ... مع أني كنت أفضل ابقاء هذه الأمور خارج التداول العلني، لكن بعد أن قام بعض المشككين عن حسن أو سوء نية بالتحدث على وسائل التواصل بأسلوب يضر بالإعتصام علموا ذلك أو لم يعملوا، لا بد من الرد على بعض النقاط، رح صيغها بشكل اسءلة شاملة لكل ما وصلني من اسئلة، ورح كون كثير صريح وانا الكل بيعرفني أسمي الأمور بأسماءها...

صفحة فيسبوك احمد شعيب

السؤال الأول، من هي "هيئة حراك صيدا"؟ ومن قام بتعيينها؟ وهل هي لجنة مقفلة أمام الأشخاص الجدد؟

أنا من الأشخاص يلي نزلو من أول يوم، بعفوية أو كما يقال "عالسبحانية"، مثل كثير أشخاص تانيين، وكان عددنا قليل قبل أن تكبر حركة الإعتصام... هالأشخاص القلة يلي وجدوا أنفسهم بالساحة، ووسط حاجة إلى تأمين امور لوجستية وتنظيم بعض الأمور العامة، وكي لا يضيع زخم الإنطلاقة العفوية في صيدا، وجدنا أنفسنا مجبورين حقيقة ان نأخذ هذا الدور، أقله حتى ينضج أو تتضح صورة الحراك خلال الفترة الزمنية اللاحقة... الإجتماع الأول حقيقة عرفت فيه بطريق الصدفة خلال وجودي في الساحة، فذهبت للحضور، كنا حوالي 25 شخص من مختلف الإنتماءات، واول جملة قيلت من قبل أحد الأشخاص انو "يا اخوان اذا بتعرفو حدا مهتم يكون معنا أو لاوم يكون معنا، احكو معو كرمال يجي" ... انتهينا من الإجتماع، عملنا جروب واتساب من هالأشخاص الموجودين، واليوم الجروب نفسه يضم 50 شخصا تمت اضافتهم لاحقا بعدما طلبوا أن يتم ضمهم إلى "الهيئة". وفي كل يوم العدد الى ازدياد من كل من يود الإنضمام، واللجنة ليست مقفلة امام أحد، واهلا وسهلا بكل من يود الإنضمام للمساهمة في دعم الحراك، بالعكس، في جهد كثير كبير مطلوب، والموجودين حاليا عم يحملوا فوق طاقتهم، فأي جهد اضافي مرحب به لا بل حتى رجاء منكم تنضموا.

السؤال الثاني، هل اللجنة يسيطر عليها التنظيم الشعبي الناصري، ويتحكم بقراراتها؟

ابدا الكلام مش صحيح ... اللجنة تضم اشخاصا من جو التنظيم الشعبي الناصري، كما تضم اشخاصا من جو تيار المستقبل، كما تضم اشخاصا من مجموعات يسارية، ومن تيارات اسلامية، ومن مستقلين، وحتى انها تضم اشخاصا من محيط صيدا بينهم من مؤيدي حزب الله وحركة أمل. وعندما نقول اشخاصا من تنظيم أو تيار، توافقنا منذ البداية أن يخلع الجميع ثوبهم الحزبي أو تعاطفهم مع جهة ما، وأن نتوحد حول مطالب الحراك الوطنية. انطلاقا من هذا، توافق الجميع أن لا يأخذ الحراك صبغة تجاه اي مكون من مكوناته، وكان هذا واضحا ورح قولها بكل صراحة كما قلتها في الإجتماع، من خلال الطلب إلى النائب الدكتور اسامة سعد الذي هو رئيس التنظيم الشعبي الناصري عدم الحضور إلى ساحة الإعتصام، بغض النظر عن أنه يحظى بقبول أعلى من غيره لأنه من النواب المعارضين للسلطة ولم يعطي الثقة للحكومة وما شابه وهو من الداعمين لكل التحركات الشعبية من قبل 17 تشرين، لكنه تفهم مشكورا وبكل رحابة صدر أن الجو العام لا يريد حضور أي وجوه سياسية. ومن أول قرار اتخذ في الهيئة وحتى اليوم، تتخذ القرارات بالأكثرية من الموجودين. هلق بقلك واحد طيب انا مش موجود، ممتاز، تفضل كون موجود.

السؤال الثالث، هل المنصة هي حكر على "الهيئة"، وهي تقوم بمنع أو السماح للأشخاص بالتحدث عليها؟

لقد اتفقنا حقيقة منذ اليوم الثالث للحراك على قواعد عامة لكل من يريد أن يتحدث على المنصة، طبعا هذه القواعد غير مكتوبة في مكان ما، لكن سأحاول اختصار جوها العام في نقطتين:
- يمنع السباب والشتائم التي تطال أي رمز من رموز السلطة حتى الفاسدين منهم، لأن اي كلام من هذا القبيل سوق يستفز شارعا آخر نعترف نحن بوجوده، ونحاول تجنب أي صدام معه أو كي لا يحصل كما يقال "شارع بوجه شارع"
- يمنع اي كلام يظهر وكأن الحراك موجه مع أو ضد حزب أو تيار معين، يعني رفضنا توجيه اي رسائل للتيار الوطني الحر أو حزب الله أو حركة أمل أو تيار المستقبل او غيرهم، واكتفينا ببساطة برفع شعار "كلن يعني كلن"
- يفضل عدم التحدث في امور مطلبية ذات دائرة ضيقة والإكتفاء بالتحدث عن مطالب الحراك على مستوى لبنان. والا لأصبحنا كما يظهر على شاشات التلفزيون من اشخاص يطالبون بفرصة عمل، أو استشفاء، أو مطالب المتعاقدين من معلمين وغيرهم بتثبيتهم في وظائفهم، أو مطالب موظفي سعودي اوجيه، أو ما شابه من الامور المطلبية المحقة طبعا. كل هؤلاء موجودون عالأرض، ويقولون مطالبهم بشكل مستقل في الساحة، لكنها المنصة هي فقط للكلام عن المطالب الوطنية التي اتفق الحارك في كل لبنان على اعطاء الأولوية لها.

طيب، القواعد اعلاه، لا أقول اننا نجحنا 100% بالإلتزام بها، وكان وما زال يحصل بعض الهفوات والأخطاء، لكن الكل يشهد أن منصة صيدا من أقل المنصات التي حصلت عليها اشكالات اساءت للحراك كما حصل على سبيل المثال في طرابلس أكثر من مرة، وفي كل يومين يصدر منظمو الحراك في طرابلس بيانا "نعتذر عن الجندي" ونعتذر عن من قام بالسباب" و "نعتذر عن من حرق علم حزب الله"، مع احترامنا وتقديرنا للجهد الكبير والمنظم الذي يقوم به اخواننا في طرابلس، لكن ما بيخلا الأمر، سواء عنا أو عندهم.

بناء عليه، كل من ابدى رغبة بالتكلم على المنصة، كان يطلب منه اما التعهد بالإلتزام بهذه القواعد، أو وضع الشباب الموكلين هناك باجواء كلمته كل لا يحدث ما لا نريده من استفزاز أو كلام مسيء. هلق بدك تشوف هالنوع من "الإحتياط" على أنه "احتكار"، هيدي وجهة نظرم وهيدي وجهة نظرنا، تفضل عالساحة نحكي بالموضوع بكل محبة وكل واحد يتحمل مسؤولية أي قرار بياخده.

السؤال الرابع، لماذا تم منع الناشط الطرابلسي ربيع الزين من التحدث على المنصة؟

والله حقيقة انا أول ما وصلني الخبر، فكرته شاب من حارة صيدا، كانت ردة فعلي الأولى انو له يا شباب هيدي غلطة، نحنا معنا شباب معتصمين من الحارة، وعم ندعي اخواننا من الحارة على كافة انتماءاتهم إلى الإنضمام النا بالساحة لنكون صوت واحد تحت عناوين وطنية. ساعتها خبروني انو لا هيدا الشاب من طرابلس، والبعض كان عندو ملاحظات انو مقرب من اللواء أشرف ريفي، والبعض جاب صورته مع مصباح الأحدب، وغيره من الأمور التي بغض النظر عن صحتها أو لا، لكن الإحتياط فيها واجب حقيقة. ما فيي اسمح لشخص ما بعرفو (يمكن غيري بيعرفه بس الشباب يلي كانوا عالمنصة أكدولي انو ما كان بيعرفوه)، ياخد المايك ويحكي بالناس. ولو المدعو ربيع الزين حدا مسؤول وبيهمه مصلحة الحراك، ما كان طلع بالفيديو يلي قال فيه "يا عيب الشوم على المنظمين في صيدا" وما شابه، لا حبيبي، عيب عليك انت اذا صار معك شي شخصي تقوم تعمل ما يسيء الى المصلحة العامة. انا شخصيا صارت معي كثير أمور اساءت الي بالشخصي بالحراك، تجاوزتها واخدتها بكل رحابة صدر وما حكيت فيها ولا بدي احكي فيها، لأنو في مصلحة عامة تسقط امامها المصالح الخاصة أو النرجسية وحب الظهور عند البعض.

بدي ضيف أكثر من هيك بس ليعرف الكل مع شو عم نتعاطى كل لحظة وكل يوم. الشباب يلي كانوا عم ينظموا موضوع الاحتفال بالمولد النبوي بالساحة، اخدو رأينا بالإختيار بين فرقتين، حكينا بتفاصيل كل فرقة لحد ما وصلنا لمحل انو احدى الفرق عاملة اناشيد للثورة السورية، وهون ايضا اختلف الوضع. وانا كان رأي الشخصي وقتها، انو نحنا شوية قرع طناجر وبلشت اعلام معين يتهمنا بانو هذا اسلوب العرعور في ثورة سوريا وأبصر مين، مش ناقصنا هلق نجيب فرقة كمان يستغلها بعض الإعلام لتصوير أمر معين، بغض النظر اذا في شباب بالساحة مع أو ضد الثورة السورية او مع أو ضد ما يدور في مدار هذا الموضوع. ومثل هيك في كثير أمثلة عن اشخاص تجنبنا استضافتهم من باب الإحتياط.

على هذا الأساس حقيقة، موضوع اختيار المتكلمين سواء من عامة الناس أو المتكلمين من ناشطين وغيرهم، كمن يمشي في حقل الغام، وعم ناخد دايما الجانب السليم منو، وما بنكر انو في الو سلبيات، لكن ايجابياته أكثر من وجهة نظري لإبقاء هذه الثورة يدون أي لون أو صبغة، بل وطنية محض. مجدداً، مختلف معي، تفضل عالساحة نحكي.

السؤال الخامس، لماذا الزخم والتنظيم في صيدا أقل مما يحصل في طرابلس أو بيروت؟

خليني احكي عن طرابلس أولا ... بطرابلس في مجموعة من أبناء المدينة الغير منتمين الى اي جهة سياسية، اسمهم "حراس المدينة"، شباب صرلهم فترة أكثر من سنتين اذا مش غلطان، ناشطين بمجلات مختلفة، ومنظمين صفوفهم الى حد كبير. عند بدء الثورة، كانوا هم الفصيل الأقوى المرشح لتنظيم الامور، وسعوا تنظيمهم وحسب ما عرفت صار عندهم فوق ال 2000 منتسب، ونجحوا في ادارة الحراك بمعزل عن اي طرف سياسي. ب صيدا ما عنا هيك شي من خارج الأحزاب الموجودة مثل تيار المستقبل أو التنظيم الناصري او الجماعة الاسلامية، ويلي مثل ما سبق وقلت رفضنا كمستقلين من اجل مصلحة الحراك أن يتم حضورهم على الأرض بشكل يعطي صبغة للحراك، وان كانوا فعليا حاضرين وفاعلين من خلال الشباب على المستوى الشخصي. هيدا القرار وان انعكس ضعفا بمكان ما في التنظيم، لكن حافظ حقيقة على استقلالية الحراك في صيدا.

بين بيروت وصيدا، ايضا بيروت أنشط بطبيعة الحال لناحية التجمعات المدنية الفاعلة خارج الأطر الحزبية، يلي استطاعوا القيام بشكل شريع بنتظيم صفوفهم والقيام بنشاطات سياسية وثقافية واعلامية، قمنا بها في صيدا بمجهود شخصي من كل من اراد المساهمة، واستطعنا حقيقة أن نعكس صورة حضارية جدا تناقلها الإعلام، لكن الجهود الشخصية هذه تبقى قاصرة عن حشد الجماهير كما يحصل في جهود التجمعات المدنية في بيروت.

السؤال السادس، هل صحيح هناك خلافات داخل "هيئة حراك صيدا"؟

من اللحظة الأولى بأول أجتماع، كان في "اختلاف" بوجهات النظر، وهيدا طبيعي ضمن أي عمل اجتماعي. وكما ذكرت بالبداية انو في داخل هالهيئة مكونات كانت قبل 17 تشرين ما قاعدة ولا مرة يمكن مع بعضها، استطاعت بعد 17 تشرين الوصول إلى ارضية موحدة، ووضع كل الخلاف حول تفاصيل معينة جانبا، لانها حقيقة أصبحت تفاصيل سخيفة امام المطالب الوطنية التي جمعتنا. وكل يوم وفي كل اجتمع هناك اختلاف بوجهات النظر حول كل نشاط وكل فكرة، لكن القرار يؤخذ في نهاية الأمر بالديمقراطية التي هي عنوان تحركنا، وكل من هم في الحراك على درحة عالية من الوعي بعدم تحويل اي خلاف في وجهات النظر الى "اختلاف". وكل يوم في مجموعة جديدة عم تنظم صفوفها بالحراك، عم يتواصلوا مع الشباب وعم يصير في الهم مندوب حاضر في الإجتماعات، سواء طلاب المدارس أو الجامعيين أو مجموعات مستقلة أو اسلامية أو يسارية، وعم يصيروا جزء من القرار. بدك تقول طيب انا بدي كون جزء من القرار؟ اهلا وسهلا مجددا، تفضل وقول رايك وانضم للهيئة، وما تضل عم تنظر من بعيد.

بعرف بعد في اسئلة كثير، بس بزيادة هالقد، وللحديث تتمة... لكن رجاء رجاء من الجميع، وسائل التواصل الإجتماعي كانت عامل ايجابي لدعم الحراك، لكن ما في اي حراك أو ثورة الا ما بيكون الو بعض الجوانب السلبية بالإنطلاقة لحين الوصول إلى مرحلة التنظيم الكامل. من هلق لنوصل لهيدي المرحلة، الإنتقادات والملاحظات السلبية التي يقوم بها البعض على هذه الوسائل من بعيد ل بعيد ودون ما يكون عالأرض، عم تعطي صورة سلبية ما حدا بدو ياها اذا بيهمه عن جد مصلحة الحراك ونجاح المطالب.

أخيرا، هذا الكلام رأيي الشخصي بمبادرة فردية مني، اعلم انها تمثل رأي الكثيرين من المشاركين، لكن بطبيعة الحال كلامي لا يلزم من لم يصدر عنه.

#ثورة_الوعي
#صيدا_تنتفض
#كلنا_ننتفض
#كلنا_يعني_كلنا