بين عين الحلوة وصيدا: معاناة مقبرة، اذ تضيق في الاولى الارض على احيائها، وتمتلأ المقابر موتاها لتنذر بكارثة انسانية فيما البحث جار عن تأمين بديل، بينما في الثانية تعصف الطبيعة بقوة امطارها ورياحها لتحلق اضرارا في جبانة المدينة القديمة اذ تهاوت اشجار باسقة فحطمت القبور وكسرت الشواهد فيما بلدية صيدا.. باشرت عملية تنظفيها تمهيدا لاعادة اصلاحها بالتعاون مع دائرة الاوقاف الاسلامية.

تتوالى فصول الكشف عن حجم الاضرار التي خلفتها العاصفة القوية التي ضربت لبنان منذ اسابيع والتي وصفها رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي بأنها "تسونامي صغير" ضرب المدينة وآخرها في جبانة صيدا القديمة الكائنة في شارع "الشاكرية" وسط المدينة صيدا، حيث أدت الرياح القوية الى تكسر بعض الاشجار السرو الباسقة والمعمرة في آن وسقوطها على عدد من القبور حيث حطمت الاضرحة والشواهد دون ان تكشف عن أي من رفات الموتى رغم إنجراف بعض الأتربة حول القبور.

وقد بدا مشهد الجبانة مبعثرا، حيث تراكمت أغصان الاشجار فوق القبور وقطعت الطريق على الدخول الى بعضها، بينما باشر عمال بلدية صيدا بإزالتها مع الأتربة والأوساخ بعدما جرى التنسيق بين بلدية صيدا ورئيسها المهندس السعودي ودائرة الاوقاف الاسلامية في صيدا التي ترعى شؤون الجبانة ودفن الموتى ومفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان.

على أن المشهد اللافت كان شكوى زائري الجبانة من انتشار ظاهرة الكلاب الشاردة التي كثيرا ما تفاجأهم وهم يدخلون اليها لقراءة الفاتحة والترحم على موتاهم، معرضة اياهم للخوقف والخطر، وقد قام عمال البلدية بمطاردة كلبين شرسين كانا في الجبانة ولدى قيامهما بالامساك باحداهما عض العامل علي قاسم في معصم يده، الامر الذي استوجب نقله الى المستشفى حيث تم حقنه بإبرة خاصة بداء الكلب.
انشاء مقبرة
أما مقبرة عين الحلوة الثانية التي إمتلأت بالموتى وباتت تنذر بكارثة انسانية، فقد أولت "منظمة التحرير الفلسطينية" القضية جل إهتمامها بعدما أثارت "صدى البلد" القضية وبدأت عملية بحث لايجاد ارض جديدة وتحويلها الى مقبرة، فوقع الاختيار على بستان كبير مقابل ولكن تبين انه مصنف ارض زراعية ولا يحق الدفن فيه.

وفيما باشرت "اللجان الشعبية الفلسطينية" والاحياء والقواطع في المخيم تحركا فاعلا وعقدت سلسلة من اللقاءات والاجتماعات من اجل ايجاد حل سريع، علم ان أمين سر حركة "فتح" في لبنان وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" اللواء فتحي ابو العردات عقد اجتماعا طارئا لاعضاء "اللجان الشعبية الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة وذلك في مكتبه الجديد في مخيم المية ومية، حيث جرى البحث في الحلول الممكنة والسريعة وتبين ان هناك قطعة ارض مساحتها ما يقارب خمس دونمات ونصف يملكها شخص من ال الصفدي من تعمير عين الحلوة وقد جرى الاتصال به وأبدى موافقته على البيع، على أن تجري العملية كاملة في غضون المرحلة القادمة وقد قدرت قيمتها بنحو 600 الف دولار ما بين ثمن الارض ومستلزمات انشاء المقبرة لجهة السور والمغسل ومستلزمات دفن الموتى وسواها.