×

تحية إكبار وإجلال لمعلم الأجيال

التصنيف: تربية

2020-03-07  08:01 م  522

 


بقلم:كامل عبد الكريم كزبر
 
  أكتب اليكم هذا العام بعيداً عن الكتابة التقليدية عن المعلم وما يقدمه للأمة قاطبة... لأتناول ما سمعته من معلم داخل الفصل يقدم لدرسه بسؤال بسيط أراد الأستاذ من خلاله أن يشارك الطلاب في عقولهم، وكان سؤاله: أين توجد الثروات؟
  سؤال بسيط، أجاب معظمهم عن مناجم الذهب والماس والنفط، بينما أجاب آخرون عن الطبيعة، إلى أن وصلوا إلى خزائن الأغنياء وجيويهم، والأستاذ يستمع ويترقب تلميحاً ما ظلّ غائباً بين الإجابات المتراكمة... ثم ما لبث أن أخرج صوراً لعلماء وفنانين ومخترعين ومدرسين وشعراء ومفكرين... وكانت اللوحة الأخيرة لمقبرة كبيرة تضم رفات العديد من الموتى أشار إليهم الأستاذ قائلاً:
  هؤلاء كانوا أغنياء بما يحملونه في عقولهم من معارف وما يعيش في صدورهم من مشاعر... لكن الكثير منهم ماتوا قبل أن ينقلوا ثرواتهم وخيراتهم إلى العالم...
  وقبل أن ينتهي الدرس طلب الأستاذ من طلابه أن ينقلوا إلى العالم كل الأفكار والمشاعر الجميلة التي يشعرون بها ويدونون معارفهم وعلومهم وخبراتهم، ولا يتركوا في أنفسهم ثرواتهم الغالية من الإبداع والتميز، وتلك البصمة الجميلة المتفردة التي وهبها الله لكل إنسان... وكأنه يقول لكل منهم: "لا تمت غنياً".
  هذا هو المعلم الذي نريده مربياً للأجيال بحق، غنياً ثرياً بما يملك من إمكانات وعطاءات ليس لها حدّ، هذا المعلم الذي نتمناه وهو الذي يملك حسّ المسؤولية التي قبل بها وعمل على نجاحها تربيةً وتعليماً، هذا هو المعلم الذي لا يدع فرصة تفوته في الحياة إلاّ وجعل فيها نافذة مشرقة لقلوب أبنائه وعقولهم وحتى مشاعرهم، هذا هو المعلم الذي ما زال شعاره: اعمل فالفرصة لا تتكرر...
  وهذا هو المعلم الذي نريده لأجيالنا لنعرف ونحقق طموحات أمتنا التي طال انتظارها لتصل إلى مصاف الأمم، كما كنا...  
 
 
أيها الاخوة والاخوات..
ليس خفياً عليكم.. ونحن على أعتاب ذكرى يوم المعلم – من أن أضخم بناء في هذه المعمورة شيدّه الانسان، الذي كان طالباً على مقاعد الدراسة لاعوام وأعوام.. وان أعظم الاختراعات اكتشفها انسان أمضى عمره بين قاعات العلم، وان هذا وذاك تخرج على يد معلم أو معلمة.. كما لا يخفى عليكم ان بناء الأوطان وتقدمها وسعادتها لا تتحقق إلاّ على يد المعلم المربي..
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال كبير ألم نكن سادة العالم في علومنا؟ وحضارتنا شاهد على ذلك؟ وفي عصرنا هذا ألم يكن لبنان منارة الشرق ومركز اشعاع للجميع؟ واذا كان الأمر كذلك فليس لنا إلاّ أن نقف عند الأسباب، لنعيد للوطن والأمة أمجادها، وليس هذا ببعيد المنال؛ ومن أجل أن يتحقق ذلك أقولها صريحة: اعطوا للمعلم حقوقه وارفعوا شأن التعليم بتطوير المناهج واستقدام النخبة من المعلمين الا
الأشاوس، فمن هنا يبدأ الاصلاح.
أيها الأحبة قادة الأمة ومعلموها
يُطل علينا العيد هذا العام والبلاد والعباد ما بين فيروس الكورونا وفيروس الزعماء الذي يعتبر أشد خطراً، غداً ستصبح الكورونا من الماضي كالحصبة والجدري،
وغداً سيتحسن الاقتصاد ويتوفر الدولارباذن الله.
المصيبة أن يعود الناس إلى ما كانوا عليه والحكام إلى أسلوبهم في حكمهم.
المصيبة ألا يكون الناس قد تعلموا من كل ما حصل وما يحصل الدروس والعبر وهذا جزء من مهمتكم وتوجيهكم.
وليس لهذه المأساة من خلاص إلاّ بالاخلاص في القول والعمل، والخلاص من الفاسدين والمفسدين، واعلموا انّه لا قيامة لهذا الوطن إلاّ بالعلم والتعليم والأخلاق الفاضلة الذي هو الينبوع الذي تنفجر منه العبقريات والمنجم الذي تجد فيه الشعوب حجارتها الكريمة.. فأنت أيها المعلم وطلابك دنيا قائمة بذاتها وعالم ناشئ يبني الوطن ويسهم في بناء حاضر الأمة ومستقبلها.. الأيام تسير ولا ندري ماذا تخبئ لنا، ولكن ما يجب أن نتعلمه هو أنه لا مهادنة مع الفساد ولا مع المفسدين مهما علا شأنهم، وأفضل كلمة هي كلمة صدق وكلمة حق عند زعيم جائر، حقاً المهمة صعبة جداً لا يدركها إلاّ من عمل بها.
وكل عام وأنتم بخير
دمتم ودام الوطن

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا