×

عطر" الزهر يتسلل إلى أنوف الصيداويين رغماً عن انف الكورونا!

التصنيف: منوعات

2020-03-30  03:58 م  631

 

رافت نعيم

هو ربيع صيدا يطل هذا العام استثنائياً محاصراً بحجر " الكورونا" لكل اشكال الحياة في المدينة ، وينشغل الناس عنه بتدبر شؤون معاشهم ومستلزمات حماية عائلاتهم من هذا الوباء المتربص بهم ، يراقبون تفتح الزهور ومهرجان الطبيعة من حولهم من وراء نوافذ بيوتهم او سياراتهم خلال تنقلاتهم المحدودة ..

وحدها ، نفحات روائح عطرة تعبق بها بعض احياء صيدا وما تبقى من بساتينها هذه الأيام تتسلل بخفر من ورش تقطير ماء الزهر التي تنشط هذه الأيام من كل عام تزامناً مع موسم قطاف زهر الليمون و"البوصفير" ، مخترقة حظر التجول والتعبئة العامة ومعطرةً الطبيعة وبعض الأمكنة في بشذاها الزكي الذي يكسر بعض الشيء من حدة روائح ما يضخ فيها من مواد تعقيم ومبيدات في اطار التدابير الوقائية المتخذة في مواجهة فيروس كورونا.

امام منزلها في محلة بستان البحر في منطقة الأولي - شمالي صيدا، تنهمك الحاجة سعدية الحريري في ورشتها الموسمية التي لا تخلف موعدها معها منذ عقود ، تقطير ماء الزهر وتعبئته وتوضيبه تمهيداً لبيعه . بعد ايام على بدء موسم قطافه الذي وافق اعتدال الطقس حساب حقله حتى أينع ، وكي لا يضيع حساب البيدر ان هو بقي على الشجر وذبل على أمه او تساقط مع اول هبوب خماسيني الرياح .

لم يمنع زمن "الكورونا" الحاجة " أم محمد " من استلحاق موسم زهر الليمون الذي تشتهر به صيدا وتعبق برائحته الزكية ذاكرة الكبار من ابنائها ، فأضرمت نيران مواقدها تحت" كركة النحاس " وهي الطريقة التقليدية المتوارثة عبر أجيال من المزارعين وبساتنية الزهر في صيدا لتقطيره ماءً.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا