خليل المتبولي : سرّ الحياة !

التصنيف: ثقافة
2020-04-10 12:53 م 392
كان الوجود كله يندلع بحركاتٍ هستيرية عشوائية ، ترتفع الضحكات والمسرّات والبكاء والصرخات عاليًا . الشقاوة غريبة ، نندفع كأطفالٍ أُطلق سراحهم نحو هذا الوجود . الشمس والبحر والجبال والسهول ، والقمر والنجوم والكواكب الموجودة في هذا الوجود تمنحنا مع الكائنات كلها التأثير المستمر لأحداث داخلية وخارجية لمتعة الحياة ، إنّ الحياة قادرة بأن تغدو غير محتملة لو أننا نعيشها يقظين تمام اليقظة .
الحياة هي كل حي نابض ، وكل ما ينبض فهو حي ، الحياة هي الوجود ، وجودنا ضمن قيم وأخلاق ومعانٍ رمزية وروح وإرادة وطموح ، وبحث ... البحث عن المعرفة الحقيقية للذات كي تسمو عن الماديّات كلّها لتحقق فائدة معنوية للروح من خلال ما يُسمى السعادة والرضى ...
السعادة أن نبتعد عن الألم والأنين والحزن وكل ما يكدّر النفس . والرضى أن نوافق ونتوافق مع كل ما يعطينا إياه الله من نِعَم ، ونبتعد عن الملل والضجر والكلل من خلال البحث عن التغيير والتجديد في الفكر والروح والنفس ...الحياة تحمل تناقضات عديدة : أبيض أسود ، فرح حزن ، ضحك بكاء، خير شر ... وعلى الإنسان أن يدرك قيمة هذه التناقضات ويتفاعل معها بالإنسجام مع الفكر والعاطفة التي يتمتع بهما أي العقل والقلب ، ويساوي بينهما في اتخاذ أي قرار يريد أن يأخذه في الحياة من دون الرجوع إلى أي كائن آخر أو قوّة أخرى ، وعلى الإنسان أن ينظر إلى الحياة بمنظار المحبة والسلام والطمأنينة ، ويدرك أنه صورة الله على الأرض .
التواطؤ مع واقع الحياة يبقينا إلى جانب بعضنا ، من الصعب أن نتخلى عن بعضنا ، فأحيانًا لا يعود بالوسع التنكر لالتزامات الحياة ، والأشرف لنا أن نحترمها ، لا أن ندينها .. نشعر نحوها بعاطفة عميقة ، هل يتحتم علينا أن نتنكر لها لأي سبب من الأسباب ؟ أكيد لا ، لأن الإخلاص جعل منّا جملًا من المشاعر المتشابكة تعتمل قلوبنا ، من الممكن أن نكون نعاني من إعاقات ذهنية أو عاطفية ، إنما نتعايش معها ، نتغلب عليها وتتغلب علينا ، إنما لدينا وجودنا الذي يجتاح أطياف حياتنا على غير انتظار ... نلتزم الصمت أحيانًا ، نهيم بنظراتنا بعيدًا ، إنما من الواضح أننا نسترسل في شرح أنفسنا لأنفسنا ونشعر بمحاورتها ...
الحياة تعكس فكرة ضمن نظام وضمن قوانين تكسب اعترافًا بمعتقدات ، الإنسان وحده الذي يعرفها ويفهمها ، ما الماضي ، أو الذي يمضي أو الآتي ، الحرية منذ طفولتنا نراها بعيدة ، إنما هي مجدية ، الحياة مثيرة لكن فيها هموم كِبَر السن التي تبحث عن هوايات فكرية ، نعيش حياة متوحدة من أجل الحكمة ، علينا إعادة اكتشاف أنفسنا ، هذا سر متعة الحياة ، كلنا نشكل فكرة معقدة ، فكرة الحياة والموت ، نخرج من باب الحياة ونتدفق فيها ، ومن ثم ندق باب الموت ، عندما نكبر ونشيخ ، ويصبح جسدنا هزيلًا ، إنّ الحياة أكثر امتلاءً بالبكاء ، ربما لا نستطيع أن نفهم لماذا ؟
أخبار ذات صلة
مهرجان الفلكلور الوطني الثاني" في صيدا بمشاركة 500 طالب من 30 مدرسة رسمية وخاصة وأنروا:
2025-06-02 09:00 م 101
ويبقى لبنان " عرض مسرحي استعراضي لناديي الدراما والرقص في ثانوية رفيق الحريري
2025-05-27 10:39 م 115
خليل المتبولي: مسلسل “يا غايب”: حكاية فضل شاكر بين الفن، والدين، والجدل
2025-05-01 10:29 ص 421
أصالة وفضل شاكر يحصلان على عضوية نقابة الفنانين في سوريا
2025-04-25 03:39 م 201
مقتل بطلة فيلم مشارك بـ"مهرجان كان" بغارة إسرائيلية على غزة
2025-04-18 05:26 م 201
80 طفلاً يرسمون التراث اللبناني والفلسطيني معالم تاريخية وعمارة
2025-04-14 03:02 م 173
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم
2025-05-31 04:56 ص

هل خسر ام ربح الصيدلي عمر مرجان؟
2025-05-27 04:44 ص

اليوم باتت اللعبة مكشوفة:الله يحمي صيدا من الكيدية السياسية والشخصية.
2025-05-26 09:54 ص

النتائج النهائية في صيدا بعد فرز جميع الأصوات:*
2025-05-25 11:07 ص

د صلاح أرقه دان : قالت صيدا كلمتها وأعطت صوتها للجميع ولم تصغ للخارج
2025-05-25 09:26 ص

هادي هلال حبلي عقب اقتراعه: نسعى لإحداث التغيير الحقيقي الذي تحتاجه صيدا